هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا سائس الخيل قم للخيل وأنحرها
ما قيمة الخيل والفرسان قد ماتوا

ما عاد من يمتطي للخيل صهوتها
يا سايس الخيل والأزمان عبرات

ما الخيل والسيف والبيداء في زمن
تكشفت فيه عورات وعورات

إشحذ نصالك وأنحر ليس من أمل
وليس من هدف يرجى وغايات

فالكل قد طأطئوا هامات عزتهم
والذل من زرعه تجنى المذلات

لا عاش لا عاش من ماتت كرامتهم
من هم على لقمة الإذلال يقتاتوا

ما العيش إلا بعز لا حدود له
ما لم فتحت الثرى تؤتى الكرامات

.....

أمي هيَ الشمس تحويني أشعتُها
ودفءُ قلبيَ في ماضيّ والآتي

وزوجتي القمرُ انزاحت به ظلَمي
وأنسُ روحيَ في ليل المعاناةِ

وأختيَ النجمة الزاهي تألقُها
وبنتيَ الكوكبُ الدوارُ في ذاتي

وكل أنثى تحب الله سيدتي
وتاج رأسي وإشراق ابتساماتي

جميعُهنّ كراماتٌ مقدسةٌ
لولا سناهنّ ما ازدانت سماواتي

.....

إلى ربي وليسَ إلى سِواهُ
‏مددتُ يديَّ مُرتجيًا رِضاهُ

‏كريـمٌ لا يَـردُّ سُـؤالَ عبـدٍ
‏وما منعَ العطيةَ مَن رجاهُ

‏إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي
‏وأنتَ لحادِثاتِ الدهرِ حسبي

‏تُروِّي غلَّتي وتَرمُّ حالي
‏وتُؤْمِنُ رَوْعَتي وتُزِيلُ كَرْبي

آمين

ولقد كَظَمتُ الغيظَ لا مِن قِلةٍ
في حيلتي لكنّها أخلاقي

أحيا بها بين الخلائقِ هانِئًا
مُتنائِيًا عَن خِسّةٍ ونِفاقِ

مُتغافِلًا عمّن يُسيءُ لخاطري
مُترفِّعًا كالبدرِ في الآفاقِ

لكنّ لِي بينَ الحنايا خافِقًا
إنْ ضاقَ ذَرعًا ثارَ في أعماقي

فإذا تعدّى الجاهِلونَ حُدودَهُم
فالجَهلُ والطَّبعُ اللئيمُ رِفاقي

وإذا أساءَ العابِثونَ لجَمتُهمْ
وحلَلتُ عن هذا اللسانِ وِثاقي

أنا مُورِقُ الأغصانِ لَكنْ إِنْ بدا
لُؤمُ اللئامِ تمرّدَتْ أوراقي

وإذا سُقِيتُ الوُدَّ فِضتُ مَودّةً
وازدَدتُ أَخلاقًا إلى أخلاقي

.....

على بابِ الخلائقِ كمْ وقفتا
وكمْ بالخيْبةِ العمياء عدتا

وكمْ أحسنتَ ظنًّا ثمّ خابَتْ
ظنونُكَ في العبَادِ وقد خسرتا

فلُذْ باللهِ وانظر كيف تلقى
عطاءَك أو يزيدُ إذا أردتا

لعمرك ليس ينفعنا سواهُ
وليس سواه يُعطي لو نظرتا

سبحانه

إنّي رأيتُك قد ملَلتَ موَدَّتي
فعلِمتُ أنّ دواءك الهُجران

....

طيّبَ اللهُ صَباحَ الذَّاكِرِين
سوفَ يُرضِي اللهُ كُلَّ الشَّاكِرِين

قُم وصَافِح بَاسِمًا دَربَ المُنَى
كُن نَسِيمًا فَاحَ عِطرُ اليَاسَمِين

وانشُرِ البَهجَةَ فِي كُلِّ الدُّنَى
كُن كَزَهرِ الرَّوضِ يَهدِي العَابِرِين

.....

إن شئت أن تحيا سعيداً آمناً
فعليك بالقرآنِ والأذكارِ

واجعل صلاتك للنبي وفيرةً
تكفَ الهمومَ وسائر الأكدارِ

والزم صلاتَك فالصلاةُ هدايةٌ
لا سيما في عتمة الأسحارِ

وكذا تصدَّق ما استطعت فإنما
الصدقات تطفئُ غضبةَ الجبَّارِ

برهانُها ينجيكَ يوم الحشرِ منْ
هولِ اللظى ولهيبِ تلك النارِ

إن الذنوبَ كبيرها وصغيرَها
لتزولَ عنك بساعة استغفارِ

....

وأجملُ ما في العيش أم كريمة
‏لها دعوة كالغيث تغسلُ أضلعَك

‏وأخت كمثل الأم تركض نحوها
‏إذا طفقت شكواك تذكي توجُّعَك

‏وزوج جلالُ الدينِ زيَّن روحها
‏تُسكِّتُ كلَّ الكون شوقًا لتسمعَك

‏وبنت تذيب الهم في ضحكاتِها
‏تبعثرك الدنيا وتأتي لتجمعَك
‏
....

‏أفادتني القناعةُ كلَّ عزٍّ
وهل عزٌّ أعزُّ مِنَ القناعةْ

فصيّرها لنفسِكَ رأسَ مالٍ
وصيّرها مَعَ التّقوى بضاعةْ

....