هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَعَمرُ أَبيكَ ما نُسِبَ المُعَلّى
إِلى كَرَمٍ وَفي الدُنيا كَريمُ

وَلَكِنَّ البِلادَ إِذا اِقشَعَرَّت
وَصَوَّحَ نَبتُها رُعِيَ الهَشيمُ

.....

أَلقى عَصاهُ وَأَرخى مِن عِمامَتِهِ
وَقالَ ضَيفٌ فَقُلتُ الشَيبُ قالَ أَجَل

فَقُلتُ أَخطَأتَ دارَ الحَيِّ قالَ وَلِم
مَضَت لَكَ الأَربَعونَ الوُفرُ ثُمَّ نَزَل

فَما شَجيتُ بِشَيءٍ ما شَجيتُ بِهِ
كَأَنَّما اِعتَمَّ مِنهُ مَفرِقي بِجَبَل

.....

كَيفَ اِحتِيالي لِبَسطِ الضَيفِ مِن خَجَلٍ
عِندَ الطَعامِ فَقَد ضاقَت بِهِ حِيَلي

أَخافُ تَردادَ قَولي كُل فَأَحشِمَهُ
وَالصَمتُ يُنزِلُهُ مِنّي عَلى البَخَلِ

.....

أَمّا الهِجاءُ فَدَقَّ عِرضُكَ دونَهُ
وَالمَدحُ عَنكَ كَما عَلِمتَ جَليلُ

فَاِذهَب فَأَنتَ طَليقُ عِرضِكَ إِنَّهُ
عِرضٌ عَزَزتَ بِهِ وَأَنتَ ذَليلُ

.....

أَلا إِنَّما الاِنسانُ غِمدٌ لِقَلبِهِ
فَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا لَم يَكُن نَصلُ

وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِباً
وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ

فَإِن تَجمَعِ الآفاتِ فَالبُخلُ شَرُّها
وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ المَواعيدُ وَالمَطلُ

.....

كَأَنَّ ثَناياها وَما ذُقتُ طَعمَها
لِبا نَعجَةٍ سَوَّطتَهُ بِدَقيقِ

.....

وَأَكرَهتُ الهِجاءَ عَلى لَئيمٍ
فَلَمّا ذاقَهُ لِلُّؤمِ عافَه

.....

اللَهُ أَجرى مِنَ الأَرزاقِ أَكثَرَها
عَلى يَدَيكَ بِخَيرٍ يا أَبا دُلَفِ

ما خَطَّ لا كاتِباهُ في صَحيفَتِهِ
كَما تُخَطَّطُ لا في سائِرِ الصُحُفِ

بارى الرِياحَ فَأَعطى وَهيَ جارِيَةٌ
حَتّى إِذا وَقَفَت أَعطى وَلَم يَقِفِ

ما يَصنَعُ الشَيخُ بِالعَذراءِ يَملِكُها
كَجَوزَةٍ بَينَ فَكَّي أَدرَدٍ خَرِفِ

إِن رامَ يَكسِرُها بِالسِنِّ تَثلِمُهُ
وَكَسرُها راحَةٌ لِلهائِمِ الدَنِفِ

.....

تَشَبَّهتَ بِالأَعرابِ أَهلِ التَعَجرُفِ
فَدَلَّ عَلى فَحواكَ قُبحُ التَكَلُّفِ

لِسانٌ نُباطِيُّ البَيانِ عَرَفتُهُ
إِلى جِهَةِ الأَعرابِ لَم يَتَصَرَّفِ

وَشَيخُكَ شَيخٌ صالِحٌ غَيرَ أَنَّهُ
مَليءٌ بِتَحبيرِ الرِداءِ المُفَوَّفِ

لَئِن كُنتَ لِلأَشعارِ وَالنَحوِ حافِظاً
لَقَد كانَ مِن حُفّاظِ سورَةِ يوسُفِ

.....

سَأَلوني اليَمينَ فَاِرتَعتُ مِنهُم
لِيُغَرّوا بِذَلِكَ الاِرتِياعِ

ثُمَّ أَمرَرتُها كَمُنحَدَرِ السَيلِ
تَهاوى مِنَ المَكانِ اليَفاعِ

.....