هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي
وأنظر كيف صَبري واعتزامي

فإمَّا أن يُفارقني هواكم
وإما أن يُواصلَني حِمامي

ولي إلفانِ من شَوقٍ ودَمعِ
يُعينان السَّهَادَ على مَنامِي

أقولُ إذا الجنوبُ جَرَت بليلٍ
على حيِّ وساكنها سلامي

.....

وأرى المديحَ إذا عداك نقيصةً
فأعافُهُ ولو أنه في حَاتمِ

فإذا امتَدحتُ سواكَ قال الشِّعر لي
لم تَرعَ حقّي إذ أَبَحتَ مَحَارمي

.....

يهدي إلى العلماء من أَنفاسهِ
ما شئتَ من علمٍ وليسَ بعالم

ويشيعُ أسرار القلوب إذا جَرَي
يَنثو السرائرَ عن لسانِ كاتم

.....

من عاذري من زمنٍ ظالم
ليس بمستحي ولا راحم

تفعلُ بالأحرار أحداثُه
فِعلَ الهوى الدَّنفِ الهائمِ

كأنما أصبحَ يرميهمُ
عن جَفنِ مولاي أبي القاسم

.....

كم من صديقٍ يروق عيني
بالشكل والحسن واللباقه

ليس له في الجميل رأيٌ
ولا بفعل القبيح طاقه

كأنه في القميص يمشي
فالموذج السوق في رقاقه

.....

مَا كُلُّ نَفْسٍ نَسْتَطِيْعُ فِرَاقِهَا
‏فَفِرَاقُ مَنْ سَكَنَ الفُؤَاد مَمَاتُ

‏فَإِذَا صَمَتْنَا وَالحَبيْبُ مُهَاجِرٌ
‏بَعْضُ الشُعُوْرِ تَخُوْنُهُ الكَلِماتُ

‏فَالصَمْتُ لَا يَعْنِيْ الِرضَا لَكِنَّنَا
‏مَوْتَى فَهَلْ يَتَحَدَّثُ الأَمْوَاتْ

.....

وما أدراكَ أني لا أحنُّ
وأني من لظى شوقي أُجَنُّ

وأني ليسَ يُضنيني حنيني
وطيفُكَ في خيالي لا يَعِنُّ

تمنيتُ اللقاء وكان ظني
بأن تأتي الحياةُ بما أظنُّ

فخانتني الحياةُ وتاهَ دربي
وظلَّ القلبُ في صدري يئنُّ

.....

لمّا التقيتك أحيا الحُبُّ أورِدتي
‏وأيقظ النبض في روحي وأحياها

‏كأنّ دُنيايَ أهدتني سعادتها
‏فما أرقّ وما أحلى هداياها

‏فيا لبهجةِ عينٍ أنت ساكِنها
‏ويا لفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها

‏فأنت ألطف إحساسٍ جرى بدَمي
‏وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها

.....

قاسٍ عليّ وما عهدتُكَ قاسيا
لمّا طَوَيتَ سنينَ حُبِّكَ ناسيا

وتركتني وحدي أكفكفُ أدمعي
وأرى الّذي أهْواهُ شخصاً ثانيا

يا مَنْ بَنَيتَ الحُبَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ
حَطَّمْتَ بالأفعالِ حُبّاً غاليا

المتنبي

صَبِي جَمالِك رُوحًا فَوْق قافيَتيْ
يَا قُبلَة الشِّعْر فِي الماضي وَفِي اَلآتِي

كُلُّ اِتِّجاه إِلى عيْنيْك يَأخُذني
مِن أَيْن أُعبِّر يَا كُل اِتِّجاهاتي

ضَيعَت ذَاتِي كأنِّي لَم أَكُن أحدًا
حَتَّى وجدتْك مِعْراجًا إِلى ذَاتِي

وقبْل لُقْياك لَم أَعثُر على اِمرأَة
تَلوُّن الأرْض أَلوَان السَّمواتِ

خُرَافَة العشْق أن نَحيَا بِلَا وجعٍ
ونحْن نَعشَق تَصدِيق الخرافاتِ

.....