هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

- قال بشَّار بن برد لأبي العتاهية:
أنا والله أستحسن اعتذارك من دمعك
حيث تقول:

كم من صَديقٍ لي أُسا
رِقُهُ البُكاءَ من الحيَاءْ

فإذا تأمَّلَ لامني
فأقولُ ما بي مِنْ بُكاءْ

لكنْ ذهبتُ لأرتدي
فطَرفتُ عيني بالرِّداءْ

- فقال أبو العتاهية:
لا واللهِ يا أبا معاذ ما لُذْتُ إلَّا بمعناك
ولا أجتنيتُ إلَّا من غَرسِك
حيث تقول:

فَقُلنَ لَقَد بَكَيتَ فَقُلتُ كَلَّا
وَهَل يَبكي مِنَ الطَّرَبِ الجَليدُ

وَلَكِنْ قَد أَصابَ سَوادَ عَيني
عُوَيدُ قَذًى لَهُ طَرفٌ حَديدُ

فَقُلنَ فَما لِدَمعِهِما سَواءٌ
أَكِلتا مُقْلَتَيكَ أَصابَ عودُ

يَقُولونَ لي صَبراً وَإِنِّي لَصابرٌ
عَلى نائِباتِ الدَّهرِ وَهيَ فَواجِعُ

سَأَصبرُ حَتّى يَقضي اللهُ ما قَضى
وَإِنْ أَنا لَم أَصبِر فَما أَنا صانِعُ

الحكم بن أبي الصلت

هذِّبِ النَّفْسَ بالعُلوم لتَرقى
وترى الكلَّ فهْي للكلِّ بيتُ

إنَّما النَّفْسُ كالزجاجةِ، والعقلُ
سراجٌ وحِكمةُ اللهِ زيتُ

فإذا أشْرَقَتْ فإنَّك حيٌّ
وإذا أظلَمَتْ فإنَّك مَيْتُ

.....

أَرى قَوماً وُجوهُهُمُ حِسانٌ
إِذا كانَت حَوائِجُهُم إِلَينا

وَإِن كانَت حَوائِجُنا إِلَيهِم
يُقَبِّحُ حُسنُ أَوجُهِهِم عَلَينا

فَإِن مَنَعَ الأَشِحَّةُ ما لَديهِم
فَإِنّا سَوفَ نَمنَحُ ما لَدَينا

ابو العتاهية

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

لبيد بن ربيعة

أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ
وَلَسْتُ أَرَى لِلدَّهْرِ فِي عَمَلٍ ذَنْبَا

إِذا سَاءَ صُنْعُ الْمَرْءِ سَاءَتْ حَيَاتُهُ
فَمَا لِصُرُوفِ الدَّهْرِ يُوسِعُها سَبَّا

البارودي

مَتى يَشتَفي مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ
وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ

فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ
فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ

كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّها
تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ

فَلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها
وَلا الطَيرُ ذو ريشٍ يَطيرُ فَيَذهَبُ

وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ
وَلَكِن بِلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَبُ

مجنون ليلى

أيها الشاعر خذ قيثارتك
غن أشجانك واسكب دمعتك

رُبَّ لحنٍ رقَصَ النجمُ له
وغزا السحب وبالنجم فتك

غنّه حتى نرى ستر الدجى
طلع الفجر عليه فانهتك

فترفق واتئد واعزف لها
من رقيق اللحن وامسح رعبها

ربما نامت على مهد الأسى
وبكت مستصرخات ربها

أيها الشاعر كم من زهرة
عوقبت لم تدر يوماً ذنبها

ابراهيم ناجي

إنعام يا روحَ الندى وأنسَه
الشِعرُ أنتِ وأنتِ روح الشاعرِ

في أيّ معنًى من معانيكِ التي
تَسبِي النهى إبداع هذا الخاطرِ

في الشعرِ أم في النحرِ أم في مائس
متمايلٍ أم في الجمالِ الساحرِ

لا تعجبي للشعرِ إِنك غنوة
واللحن من صُنع الإِله القادرِ

وأنا كطيرٍ في الروابي صادح
أشجته أفنانُ الربيع الزاهرِ

غنَّى لمعنى في الطبيعةِ ساكنٍ
في جفنِهَا الساجي وآخرَ سافرِ

وكذاكَ أنتِ فكم جمالٍ مختفٍ
في النفسِ موصولٍ بآخرَ ظاهرِ

ابراهيم ناجي

فإن متّ بعد اليوم عابك مهلكي
معاب النزاريين مهلك معبـدِ

ولم يك بدعًا هلكه غير أنهم
يعابون إذ سِيم الفداء وما فُدي

ابو فراس الحمداني