منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-21-2023, 12:59 AM   #1
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَضَحَ الحَقُّ المُبينُ
وَنَفى الشَكَّ اليَقينُ

وَرَأى الأَعداءُ ما غَرَّ
تهُمُ مِنهُ الظُنونُ

أَمَّلوا ما لَيسَ يُمنى
وَرَجَوا ما لا يَكونُ

وَتَمَنَّوا أَن يَخونَ ال
عَهدَ مَولىً لا يَخونُ

فَإِذا الغَيبُ سَليمٌ
وَإِذا الوُدُّ مَصونُ

قُل لِمَن دانَ بِهَجري
وَهَواهُ لِيَ دينُ

يا جَواداً بِيَ إِنّي
بِكَ وَاللَهِ ضَنينُ

أَرخَصَ الحُبُّ فُؤادي
لَكَ وَالعِلقُ ثَمينُ

يا هِلالاً تَتَرا
أَهُ نُفوسٌ لا عُيونُ

عَجَباً لِلقَلبِ يَقسو
مِنكَ وَالقَدُّ يَلينُ

ما الَّذي ضَرَّكَ لَو سُ
رَّ بِمَرآكَ الحَزينُ

وَتَلَطَّفتَ لِصَبٍّ
حَينُهُ فيكَ يَحينُ

فَوُجوهُ اللَفظِ شَتّى
وَالمَعاذيرُ فُنونُ



ابن زيدون



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 12:59 AM   #2
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عَلامَ صَرَمتَ حَبلَكَ مِن وَصولِ
فَدَيتُكَ وَاعتَزَزتَ عَلى ذَليلِ

وَفيمَ أَنِفتَ مِن تَعليلِ صَبٍّ
صَحيحِ الوُدِّ ذي جِسمٍ عَليلِ

فَهَلّا عُدتَني إِذ لَم تُعَوَّد
بِشَخصِكَ بِالكِتابِ أَوِ الرَسولِ

لَقَد أَعيا تَلَوُّنُكَ اِحتِيالي
وَهَل يُغني اِحتِيالٌ في مَلولِ


ابن زيدون



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:00 AM   #3
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا
تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ

وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها
سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ


ابن زيدون



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:00 AM   #4
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا دَمعُ صُب ما شِئتَ أَن تَصوبا
وَيا فُؤادي آنَ أَن تَذوبا

إِذِ الرَزايا أَصبَحَت ضُروبا
لَم أَرَ لي في أَهلِها ضَريبا

قَد مَلَأَ الشَوقُ الحَشا نُدوبا
في الغَربِ إِذ رُحتُ بِهِ غَريبا

عَليلَ دَهرٍ سامَني تَعذيبا
أَدنى الضَنى إِذ أَبعَدَ الطَبيبا

لَيتَ القَبولَ أَحدَثَت هُبوبا
ريحٌ يَروحُ عَهدُها قَريبا

بِالأُفُقِ المُهدي إِلَينا طيبا
تَعَطَّرَت مِنهُ الصَبا جُيوبا

يُبرِدُ حَرَّ الكَبِدِ المَشبوبا
يا مُتبِعاً إِسادَهُ التَأويبا

مُشَرِّقاً قَد سَئِمَ التَغريبا
أَما سَمِعتَ المَثَلَ المَضروبا

أَرسِل حَكيماً وَاِستَشِر لَبيبا
إِذا أَتَيتَ الوَطَنَ الحَبيبا

وَالجانِبَ المُستَوضَحَ العَجيبا
وَالحاضِرَ المُنفَسِحَ الرَحيبا

فَحَيِّ مِنهُ ما أَرى الجَنوبا
مَصانِعٌ تَجتَذِبُ القُلوبا

حَيثُ أَلِفتُ الرَشَأَ الرَبيبا
مُخالِفاً في وَصلِهِ الرَقيبا

كَم باتَ يَدري لَيلَهُ الغِربيبا
لَمّا اِنثَنى في سُكرِهِ قَضيبا

تَشدو حَمامُ حَليِهِ تَطريبا
أَرشُفُ مِنهُ المَبسِمَ الشَنيبا

حَتّى إِذا ما اِعتَنَّ لي مُريبا
شَبابُ أُفقٍ هَمَّ أَن يَشيبا

بادَرتُ سَعياً هَل رَأَيتَ الذيبا
هَصَرتُهُ حُلوَ الجَنى رَطيبا

أَهاجِرِي أَم موسِعي تَأنيبا
مَن لَم أُسِغ مِن بَعدِهِ مَشروبا

ما ضَرَّهُ لَو قالَ لا تَثريبا
وَلا مَلامَ يَلحَقُ القُلوبا

قَد طالَ ما تَجَرَّمَ الذُنوبا
وَلَم يَدَع في العُذرِ لي نَصيبا

إِن قَرَّتِ العَينُ بِأَن أَؤوبا
لَم آلُ أَن أَستَرضِيَ الغَضوبا

حَسبِيَ أَن أُحَرِّمَ المَغيبا
قَد يَنفَعُ المُذنِبَ أَن يَتوبا



ابن زيدون



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:01 AM   #5
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا

مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا

وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا

لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا

ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا

إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا

وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا

لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا

لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا

وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا

يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا

وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا

وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا

فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا

رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا

أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا

إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا

كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا

كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا

ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا

يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا

وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا

وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا

لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا

إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا

يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا

كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا

إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا

سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا

لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا

إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا

أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا

لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا

وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا

نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا

لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا

دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا

فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا

وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا

أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا

وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا


ابن زيدون .. العصر الاندلسي



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:23 AM   #6
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَقَد دُفِعنا إِلى حالَينِ لَستُ أَرى
ما بَينَ ذاكَ وَهَذا حَظَّ مُختارِ

إِمّا المُقامِ عَلى خَوفٍ وَمَسبَغَةٍ
أَوِ الرَحيلِ عَنِ الأَوطانِ وَالدارِ

وَالمَوتُ أَيسَرُ مِن هَذا وَذاكَ وَما
كَربُ المَماتِ وَلا في المَوتِ مِن عارِ

مَن جاوَرَ الأُسدَ لَم يَأمَن بَوائِقَها
وَلَيسَ لِلأُسدِ إِبقاءٌ عَلى الجارِ


ابن حيوس



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:24 AM   #7
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَعِد مُنعِماً بِالعَفوِ روحي إِلى جِسمي
وَعُدلي إِلى حُلوِ الرِضى واهِباً جُرمي

وَكُن لِيَ مِن سَوراتِ عَتبِكَ مُؤمِناً
فَقَد جَلَّ في نَفسي وَإِن دَقَّ عَن فَهمي

وَإِنَّ اِمرَأً تُدنيهِ عِلماً بِحَقِّهِ
لِيَكبُرُ أَن يُجفى وَيُقصى عَلى الوَهمِ

وَلَستُ بِمُعتَدٍّ عَلَيكَ بِخِدمَةٍ
عَلى نَزرِها جازَيتَ بِالنائِلَ الجَمِّ

بَلى لي بِأَنّي نَشءُ عَصرِكَ حُرمَةٌ
إِذا رُعِيَت كانَ المُعَلّى بِها سَهمي

أَأُلقى لِأَنيابِ النَوائِبِ مُضغَةً
وَأَنتَ حُسامٌ لِلنَوائِبِ ذو حَسمِ

وَيَظلِمُ أَدنى الناسِ مِنكَ زَمانُهُ
وَعَدلُكَ مُخلي الخافِقينَ مِنَ الظُلمِ

وَأُبعَدُ إِعراضاً عَلى غَيرِ زَلَّةٍ
وَقَد شاعَ قُربي مِنكَ في العُربِ وَالعُجمِ

رَمانِيَ مَن عَن قَوسِهِ كُنتُ رامِياً
بِسَهمٍ وَهى رُكني لَهُ وَهَوى نَجمي

فَأَنهَجَ أَعدائي طَريقَ مَساءَتي
وَأَوجَدَ حُسّادي السَبيلَ إِلى ذَمّي

نَزَلتُ عَلى حُكمِ الزَمانِ لِأَجلِهِ
وَقَد كانَ مِن بَعضِ النُزولِ عَلى حُكمي

وَإِنّي لَتُدنيني إِلَيكَ عَلى النَوى
مَكارِمُ أَحفى بي مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ

تَوالَت تَوالي الغَيثِ جادَ وَلِيُّهُ
يُكَمِّلُ عِندَ الرَوضِ عارِفَةَ الوَسمي

فَلا يَذوِ غُصنٌ أَنتَ غارِسُ أَصلِهِ
وَساقيهِ جَوداً لَم يَزَل جَودُهُ يَهمي

وَإِلّا تُعِدها خُلطَةً تَكبِتُ العِدى
عِدايَ وَتُجريني لَدَيكَ عَلى رَسمي

فَلا تَستَدِمها جَفوَةً جَلَّ خَطبُها
فَفالَ بِها رَأيِي وَفُلَّ شَبا عَزمي

وَجُد لي بِبَعضِ القُربِ وَاِسمَح لِناظِري
بِأَدنى الكَرى وَاِرغَب بِقَلبي عَنِ الوَهمِ

فَقَد جُدتَ لي بِالصيتِ في الناسِ وَاللُهى
فَوَفَّرتَ مِن نَيلِ العُلى وَالغِنى قِسمي

وَأَنطَقتَني يا مُنطِقَ الخُرسِ بِالنَدى
فَأَلفَيتَني دونَ الوَرى مُسمِعَ الصُمِّ



ابن حيوس



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:24 AM   #8
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إِن لَم أَقُل فيكَ ما يُردي العِدى كَمَدا
فَلا بَلَغتُ مَدىً أَسعى لَهُ أَبَدا

وَكَيفَ أُصبِحُ في الإِحسانِ مُقتَصِداً
وَما وَجَدتُكَ فيهِ قَطُّ مُقتَصِدا

لَأورِدَنَّكَ بِالنُعمى الَّتي غَمَرَت
مِنَ المَحامِدِ بَحراً قَطُّ ما وُرِدا

عَذبَ المَشارِبِ مَمنوعَ المَشارِعِ لَو
نَحاهُ غَيرُكَ لَم يَظفَر بِبَلِّ صَدا

وَمُترَعاً مِن مَعانٍ غَيرِ ناضِبَةٍ
أَنّى وَمَجدُكَ قَد أَضحى لَها مَدَدا

أَبَحتُكَ الصَفوَ مِن أَمواهِهِ فَسَقى
رِياضَ فَخرِكَ لا نَزراً وَلا ثَمَدا

وَلَو سِواكَ وَكَلّا كانَ وارِدَهُ
لَما عَدَوتُ بِهِ الإِكدارَ وَالزَبَدا

سَيفَ الخِلافَةِ مَن يَرجو السُمُوَّ وَقَد
أَحرَزتَ مُطَّرَفاً مِنهُ وَمُتَّلَدا

أَحرَزتَهُ بِالنَدى لَم تُبقِ ذا عَدَمٍ
وَبِالحُروبِ الَّتي أَلوَت بِمَن عَنَدا

لَقَد تَرَكتَ طَريقَ المَجدِ شاطِنَةً
فَلَو سَرى النَجمُ فيها اِستَبعَدَ الأَمَدا

فَقُل لِمَن رامَ جَرياً في مَداكَ شَأى
مُستَبعِدَ القُربِ مَن يَستَقرِبُ البُعُدا

دَعِ المَعالي لِمَن أَضحى لَها شَرَفاً
فَما وَجَدتَ بِها مِعشارَ ما وَجَدا

وَلَيسَ يَبلُغُها فَاِربَع عَلى ظَلَعٍ
مَن لا يَرى صابَها مِن حُبِّها شُهُدا

بَلِ المَكارِمِ لَم تَكثُر مَغارِمُها
إِلّا لِتُلحِقَ بِالدانينَ مَن بَعُدا

كَم في الدُنا قَفرَةٍ عَذراءَ ما سُلِكَت
صارَت طَرائِقَ مِن قُصّادِها قِدَدا

تَرَكتَ مِن ذِكرِها الآفاقَ طَيِّبَةً
وَلَن يَطيبَ نَثا مَن لا يَعُمُّ جَدا

وَمُذ حَلَلتَ بِهَذا الشامِ تَكلَؤُهُ
فَقَد عَدا الدَهرُ فيهِ أَن يُقالَ عَدا

مَلَأتَ آفاقَهُ مِن ذي الظُبى شُهُباً
جَعَلتَها لِشَياطينِ الوَرى رَصَدا

وَلَم تَزَل آخِذاً مالا نَفادَ لَهُ
وَمُعطِياً ما لَوِ اِستَبقَيتَهُ نَفِدا

فَما نَقَلتَ إِلى غَيرِ العُلى قَدَماً
وَلا شَدَدتَ عَلى غَيرِ الثَناءِ يَدا

كَفى الإِمامَةَ عِزّاً أَنَّ عُدَّتَها
لا تَستَطيعُ اللَيالي حَلَّ ما عَقَدا

ما زِلتَ في نُصحِها مُذ كُنتَ مُشتَبِهاً
قَولاً وَفِعلاً وَإِظهاراً وَمُعتَقَدا

عَن رَأفَةٍ مِنكَ بِالإِسلامِ قَد شُهِرَت
لَم يُعطِها والِدٌ مِن نَفسِهِ وَلَدا

ذُدتَ المَطامِعَ عَنهُ بَعدَما شُرِعَت
فيهِ وَجاهَدتَ مَن عاداهُ مُجتَهِدا

وَكانَ يَحمَدُ أَنصاراً لَهُ ذَهَبوا
فَمُذ رَآكَ نَصيراً ذَمَّ مَن حَمِدا

كَم فَتَّتِ الدَولَةُ الزَهراءُ في عَضُدٍ
لَمّا دَعَتكَ لَها دونَ الوَرى عَدُدا

أَنتَ الحُسامُ الَّذي لا يُنتَضى أَبَداً
إِلّا لِذُلِّ ضَلالٍ أَو لِعِزِّ هُدا

لَمّا اِنتَضاكَ لِمَنعِ الحَقِّ صاحِبُهُ
أَهلَكتَ بِالجِدِّ مَن لَم يَركَبِ الجَدَدا

وَعَودَةُ الجَورِ قَصداً غَيرُ مُمكِنَةٍ
حَتّى يَعودَ القَنا عَن أَهلِهِ قِصَدا

أَقعَدتَ مَن قامَ مِن أَعداءِ دَولَتِهِ
وَلَو بِغَيرِكَ ريعوا قامَ مَن قَعَدا

أَهبَطتَ أَقدارَهُم قَسراً وَآنُفَهُم
فَما تَرَكتَ سِوى أَنفاسِهِم صُعُدا

كانَت عَواديهِمُ تُخلي صُدورَهُمُ
مِنَ الحُقودِ فَصارَت لِلضَبابِ كَذا

وَأَنتَ مَن لَم تَزَل تُتوي إِخافَتُهُ
عِداهُ حَتّى أَماتَت حِقدَ مَن حَقَدا

حاكَمتَهُم وَهُمُ لُدٌّ فَأَحصَرَهُم
عَن نُصرَةِ الغَيِّ طَعنٌ يَنصُرُ الرَشَدا

وَفي الرُدَينِيَّةِ اللائي حَشَوتَ بِها
تِلكَ الصُدورَ لَدودٌ يُذهِبُ اللَدَدا

لَم تُغنِ عَنهُم رِماحٌ قَلَّ مانِعُها
إِذا رَأَت ثُغَرَ الأَبطالِ أَن تَرِدا

وَلا حَمَتهُم دُروعٌ طالَما عَصَمَت
وَالقَعضَبِيَّةُ فيها تَكثُرُ الزَرَدا

قَتَلتَهُم بِصُنوفِ الخَوفِ تَبعَثُهُ
كَم مِن قَتيلٍ وَلَمّا يَدنُ مِنهُ رَدا

وَعُدتَ تَطلُبُ مِنهُم قَودَ أَنفُسِهِم
وَما سَمِعنا بِقَتلى أُلزِموا قَوَدا

فَيَمَّموكَ رَجاءً أَن سَيَغمُرُهُم
عَفوٌ يُحيلُ الرَدى في راحَتَيكَ نَدا

فَأَحمَدوا العَيشَ في أَفناءِ مَملَكَةٍ
مَن لَم يَعِش في ذَراها لَم يَعِش رَغَدا

فَضلٌ تَمَيَّزتَ عَن كُلِّ الأَنامِ بِهِ
فَاِشكُر لِمُعطيكَ ما لَم يُعطِهِ أَحَدا

أَيَّدتَ بِالجِدِّ وَالجَدِّ المُلوكَ فَعِش
عُمرَ الزَمانِ بِمُلكِ الأَرضِ مُنفَرِدا

أَمَتَّ مِن حَسَدٍ مَن لَم يَمُت رَهَباً
مِنهُم وَمِن رَهَبٍ مَن لَم يَمُت حَسَدا

إِلامَ يُمطَلُ حَسّانٌ بِبُغيَتِهِ
لا يَنفَدَن ما بَقي مِن عُمرِهِ فَنَدا

قَد كانَ في سالِفِ الأَيّامِ ذا جَلَدٍ
عَلى الخُطوبِ فَلَم تَترُك لَهُ جَلَدا

جَرَّعتَهُ ما يُذيبُ الصَخرَ أَيسَرُهُ
وَما خَطاهُ الرَدى لَو لَم يَكُن لُبَدا

فَاِعطِف عَلى مَلِكٍ لَجَّ الشَقاءُ بِهِ
إِن فازَ مِنكَ بِأَدنى نَظرَةٍ سَعِدا

فَلَيسَ يَعصيكَ في قَولٍ وَلا عَمَلٍ
مَن مُذ حَظَرتَ عَلَيهِ النَومَ ما رَقَدا

ذَلَّت لَكَ الأُسدُ في غاباتِها وَعَنَت
خَوفاً فَلَو شِئتَ لَاِستَرعَيتَها النَقدا

وَالأَعيُنُ الشوسُ قَد غُضَّت فَلا شَوَسٌ
وَالصِيدُ قَد تَرَكوا في عَصرِكَ الصَيَدا

عَزائِمٌ تَسبِقُ الأَقدارَ ما خُلِقَت
إِلّا لِكَفِّ عَداءٍ أَو لِقَتلِ عِدا

فَكَم جَلَوتَ بِها مِن فِتنَةٍ غَسَقَت
عَنّا وَأَجلَيتَ عَن عِرّيسِهِ أَسَدا

وَكَم أَتَحتَ عَدِيّاً كُلَّها نِعَماً
يَفنى الزَمانُ وَما أُحصي لَها عَدَدا

حَتّى كَأَنَّ جَناباً قَبلَ مَصرَعِهِ
وَصّاكَ إِذ بايَنَ الدُنيا بِمَن وَلَدا

فَلَو أَصابَت قَديماً جاهِلِيَّتُهُم
مَلكاً يُدانيكَ جوداً عَفَّ مَن وَأَدا

فَليَلتَمِس رافِعٌ ما عَزَّ مَطلَبُهُ
فَلَن يُدافَعَ مَن تُضحي لَهُ سَنَدا

وَليُفرَعِ النَجمَ بِالقُربى الَّتي جَمَعَت
شَملَ الفَخارَ لَهُ وَالسُؤدُدَ البَدَدا

تَقَطَّعَت أَنفُسُ الأَعداءِ مِن صِلَةٍ
يَظَلُّ يَحسُدُ عَدنانَ بِها أُدَدا

إِلّا اِعتِرافاً فَما المَغبونُ مَن جُحِدَت
آلاؤُهُ إِنَّما المَغبونُ مَن جَحَدا

ضاقَ الزَمانُ بِما خَوَّلتَ مِن نِعَمٍ
خيلَت طَوارِفُها مِمّا ضَفَت تُلُدا

قَضَت بِأَن أَجِدَ الإيسارَ في وَطَني
فَما رَحَلتُ إِلَيهِ عِرمِساً أُجُدا

وَكَيفَ يُدرِكُ بِالتَقصيرِ غايَتَها
مَن لا يَنالَ قُصاراها إِذا جَهَدا

فَاِسحَب ذُيولَ بُرودٍ لا فَناءَ لَها
مَنسوجَةٍ مِن مَديحٍ تَسبِقُ البُرُدا

مُرَوَّضٍ جادَ هَذا الغَيثُ تُربَتَهُ
فَراحَ في خِلَعٍ مِن نورِهِ وَغَدا

كَساهُ ذِكرُكَ لَألاءً فَغادَرَهُ
أَشَفَّ ما يُقتَضاهُ مَن شَدا وَحَدا

لا زِلتَ زينَةَ دُنيانا وَلا بَرِحَت
أَيّامُ مُلكِكَ أَعياداً لَنا جُدُدا

وَلا خَلَت مِنكَ أَوطانٌ بِكَ اِعتَصَمَت
لَولاكَ ما اِستَوطَنَت روحٌ بِها جَسَدا

يُستَكثَرُ اليَومَ ما تَأتيهِ مِن حَسَنٍ
وَيُستَقَلُّ بِما تُفضي إِلَيهِ غَدا

وَلا بَلَغتَ مَدىً تَعلو المُلوكُ بِهِ
إِلّا أَجَدَّ لَكَ الجَدُّ السَعيدُ مَدى



ابن حيوس



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:25 AM   #9
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مَن عَفَّ عَن ظُلمِ العِبادِ تَوَرُّعا
جاءَتهُ أَلطافُ الإِلَهِ تَبَرُّعا

إِنّا تَوَقَّعنا السَلامَةَ وَحدَها
فَاِستَحلَقَت ما لَم يَكُن مُتَوَقَّعا

ما قيلَ أَصبَحَ مُفرِقاً مِن دائِهِ
ذا اللَيثُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ مُتبَعا

خَبَرٌ تَضَوَّعَتِ البِلادُ بِنَشرِهِ
طيباً فَأَغنى سائِفاً أَن يَسمَعا

ما إِن إِتى فَهمَ القَريبِ عِبارَةً
حَتّى لَقَد فَهِمَ البَعيدُ تَضَوُّعا

قَدَمَتهُ قَبلَ قُدومِهِ النُعمى الَّتي
جَلَتِ المَخافَةَ وَالمُحولَ فَأَقشَعا

يَومَ اِمتَطَيتَ قَرى جَوادٍ وَقعُهُ
مِن وَقعِ ذاكَ الغَيثِ أَحسَنُ مَوقِعا

الغَيثُ يَهمي ثُمَّ يُقلِعُ صَوبُهُ
حيناً وَلَيسَ نَداكَ عَنّا مُقلِعا

إِن سُمِّيَ الإِثنَينُ مَغرِبَ هَمِّنا
فَالسَبتُ يُدعى لِلمَسَرَّةِ مَطلِعا

يَومانِ إِن يَتَفَرَّقا فَلَقَد غَدا
سَهمُ السَعادَةِ فيهِما مُستَجمِعا

قَد أَدرَكَ الإِسلامُ فيكَ مُرادَهُ
فَليَهنِكَ الفَرعُ الَّذي لَن يُفرَعا

سَبَقَتهُ عَينُ الشَمسِ عِلماً أَنَّهُ
يُزري بِبَهجَتِها إِذا طَلَعا مَعا

لَو فَتَّرَت حَتّى يَجيءَ أَمامَها
فِتراً لَما أَمِنَ الوَرى أَن تَرجِعا

ما غَضَّ مِنهُ طُلوعُها مِن قَبلِهِ
إِذ كانَ أَبهى في العُيونِ وَأَرفَعا

وَلَئِن سُقينا الغَيثَ مِن بَرَكاتِهِ
فَلَقَد سَقى الأَعداءَ سُمّاً مُنقَعا

وَهوَ اِبنُ أَروَعَ مُذ رَأَينا وَجهَهُ
لَم نَلقَ مِن صَرفِ الزَمانِ مُرَوِّعا

قَد ظَلَّ قَصرُكَ مُشبِلاً مِنهُ فَعِش
حَتّى تَراهُ مِن بَنيهِ مُسبِعا

فَهوَ الَّذي كَفَلَت لَهُ آلاؤُهُ
أَلّا يُصيبَ الحَمدُ عَنهُ مَدفَعا

وَدَعا القُلوبَ إِلى هَواهُ فَأَصبَحَت
فَأَجابَ فيهِ اللَهُ دَعوَةَ مَن دَعا

عَمَّت فَواضِلُهُ فَأَنجَحَ سَعيُ مَن
يَبغي مَآرِبَهُ بِهِ مُستَشفِعا

سَيَكونُ في كَسبِ المَعالي شافِعاً
لَكَ مِثلَما أَضحى إِلَيكَ مُشَفَّعا

ريعَت لَهُ الأَملاكُ قَبلَ رَضاعِهِ
وَتَزَعزَعَت مِن قَبلِ أَن يَتَرَعرَعا

سامٍ وَلَمّا يُسمَ نَفّاعٌ وَلَم
يَأمُر وَساعٍ في العَلاءِ وَما سَعا

وَإِخالُهُ يَأبى الثَدِيَّ بِعِزَّةٍ
حَتّى تَدُرَّ لَهُ الثَناءَ فَيَرضَعا

فَتَمَلَّ داراً بَلَّغَتكَ سُعودُها
أَقصى المُنى وَإِخالُها لَن تَقنَعا

حَتّى تَرى هَذا الهِلالَ وَقَد بَدا
بَدراً وَذا الغُصنَ الأَنيقَ مُفَرِّعا

مُتِّعتَ ما مَتَعَ النَهارُ بِقُربِهِ
أَبَداً وَدامَ بِكَ الزَمانُ مُمَتَّعا

وَرَأَيتَ مِنهُ ما رَأى مِنكَ الوَرى
لِتَطيبَ مَرأىً في البِلادِ وَمَسمَعا

وَليَهنِ بَيتاً نِعمَةٌ وَهَبَت لَهُ
شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِماكَ وَأَمنَعا

أُزري بِها إِن قُلتُ خَصَّت عامِراً
فَأَقولُ بَل عَمَّت نِزاراً أَجمَعا

خَضَعَت لِعِزَّتِكَ القَبائِلُ رَهبَةً
وَمِنَ الصَوابِ لِمُرهِبٍ أَن يُخضَعا

ظَلَّت تَخِرُّ مُلوكُها لَكَ سُجَّداً
وَيَعِزُّ أَن تُلغى لِغَيرِكَ رُكَّعا

عَرَفوا مِصالَكَ في الحُروبِ فَأَذعَنوا
فَرَجَعتَ بِالفَضلِ الَّذي لَن يُدفَعا

وَكَسَوتَهُم في السِلمِ غَيرَ مُدافِعٍ
أَضعافَ ما سَلَبَت سُيوفُكَ في الوَعا

فَأَبَدتَهُم عِندَ التَبارُزِ قاطِعاً
وَأَفَدتَهُم عِندَ التَجاوُزِ مُقطِعا

وَجَعَلتَ شِقوَتَهُم بِعَفوِكَ نِعمَةً
وَأَحَلتَ مَشتاهُم بِفَضلِكَ مَربَعا

تَرَكوا اِنتِجاعَ المُعصِراتِ وَيَمَّموا
ظِلّاً إِذا ما العامُ أَمعَرَ أَمرَعا

وَمَتى يُشاطِرُكَ العَلاءَ مُشاطِرٌ
تَرَكَ البَطيءَ وَرائَهُ مَن أَسرَعا

تَرقى إِلَيهِ كُلَّ يَومٍ فَرسَخاً
وَسِواكَ يَرقى كُلَّ يَومٍ إِصبَعا

يا عُدَّةَ الخُلَفاءِ كَم لَكَ مِن يَدٍ
قامَ الزَمانُ بِها خَطيباً مِصقَعا

خَوَّلتَهُ النِعَمَ الجِسامَ فَجاهِلٌ
مَن ظَنَّهُ يُثني عَلَيكَ تَطَوُّعا

بِنَداكَ واصَلَ حَمدَهُ مَن ذَمَّهُ
وَسُطاكَ قَد حَفِظَت لَهُ ما ضَيَّعا

تَتَقاصَرُ الآمالُ عَمّا نِلتَهُ
وَلَوَ اِنَّها أَمَّتهُ عادَت ظُلَّعا

لَأَبَيتَ أَن تَجتابَ ثَوبَ مَناقِبٍ
حَتّى تَراهُ بِالثَناءِ مُرَصَّعا

فَأَتاكَ أَهلُ الأَرضِ مِن آفاقِها
رَغَباً لَقَد نادى نَداكَ فَأَسمَعا

يا اِبنَ الَّذينَ إِذا تَقاصَرَتِ الخُطى
طالوا خُطىً وَظُبىً هُناكَ وَأَذرُعا

أَحلَلتَ قَومَكَ رُتبَةً لا تُرتَقى
إِنَّ المَجَرَّةَ رَوضَةٌ لَن تُرتَعا

فَليَعلُ قَدرُ التُركِ أَنَّكَ مِنهُمُ
فَلَهُم بِكَ الشَرَفُ الَّذي لا يُدَّعا

قَد دانَتِ الدُنيا لِحُكمِكَ هَيبَةً
فَحَكَمتَ في أَقطارِها مُتَرَبِّعا

مُذ سارَ في الآفاقِ ذِكرُكَ موضِعاً
لَم يُخلِ مِن خَوفِ اِنتِقامِكَ مَوضِعا

يَفديكَ مُنكَمِشٌ بَعيدٌ شَأوُهُ
وَمُضَجِّعٌ جَعَلَ الهُوَينا مَضجَعا

وَمُؤَمَّلٌ أَلفاكَ مُنتَجِعاً لَهُ
وَمُرَوَّعٌ لَم يَلقَ غَيرَكَ مَفزَعا

غَمَرَت ثَنائي مِن لَدُنكَ مَواهِبٌ
ما غادَرَت فيهِ لِغَيرِكَ مَطمَعا

قَد كانَ أَشكَلَ نَهجُهُ فيما مَضى
فَجَعَلتَهُ بِنَداكَ نَهجاً مَهيَعا

وَالحَمدُ عَنكَ مُقَصِّرٌ مَعَ أَنَّني
لَم أُبقِ في قَوسِ المَحامِدِ مَنزِعا



ابن حيوس العصر الاندلسي



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2023, 01:41 AM   #10
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلا ثَلِّ مِن عَرشِ الشَبابِ وَثَلِّما
لِشَيبٍ تَصَدّى هَدَّ رُكني وَهَدَّما

فَصِرتُ وَقَد أَعطَيتُ شَيبي مَقادَتي
أَرى صَبوَتي أَحلى وَشَيبي أَحلَما

وَكُلُّ اِمرِىءٍ طاشَت بِهِ غِرَّةُ الصِبا
إِذا ما تَحَلّى بِالمَشيبِ تَحَلَّما

فَها أَنا أَلقى كُلَّ لَيلٍ بِلَيلَةٍ
مِنَ الهَمِّ يَستَجري مِنَ الدَمعِ أَنجُما

وَأَركَبُ أَردافَ الرُبى مُتَأَسِّفاً
فَأَنشَقُ أَنفاسَ الصَبا مُتَنَسِّما

وَأَرشُفُ نَثرَ الطَلِّ مِن كُلِّ وَردَةٍ
مَكانَ بَياضِ الثَغرِ مِن حُوَّةِ اللَمى


ابن خفاجه



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية