منتدى الثقافة العامة |علوم | فن | منوعات يتناول كل معرفة وعلم نافع في شتى مجالات الحياة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-18-2024, 07:30 PM | #1 |
مراقب عام وأداري للمنتديات
|
زينة الدور طبق من تمور🌼
زينة الدور طبق من تمور بقلم / إيمان حماد الحماد "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، قالها المصطفى، وطابق حقيقة القول فعله، وانتقى من الألفاظ ما أغنى عن الصعب سهله، فوصل المراد، ولم يترك مجالاً لجهله، أو احتمالاً لفصله بعد وصله.. فهو التمر، وما أدراك ما التمر؟؟ قوت الفقراء، وفاكهة الأغنياء كما هو ظاهر الأمر، ونعمة من الله، ووجب له الشكر، وجبة متكاملة تمدنا بالطاقة دون تقصير، وعناصر متداخلة، كما جاءنا دارسوه بكل تفسير، وفوائد متطابقة مع ما يحتاجه الجسم، قليله مثل الكثير، بسهولة نجده فليس في الأمر تعسير، وببعض المال نشتريه فلسنا بحاجة للتأخير، فالسبيل إليه يسير، جاهز للتناول، فلا يحتاج لإعداد وطبخ وتحضير، متعدد الأشكال وكلها للعين مثير، ومتنوع الأحجام صغير وفاخر وكبير، ومتفاوت النكهات، وكلها لها لذة ونكهة فالطعم فيه خطير، ولا يناسب الأمر أي تبرير، سوى أنه من ثمار الجنة، وهذا بالنظر جدير. شُبّه بالذهب، وليس في ذلك عجب، وإن بحثنا سنجد لذلك ألف سبب وسبب، فألوانه مبهجه والنظر لها انسلب، وفوائده مدرجة فزاد عليه الطلب، وطرق تقديمه منوعة، فلا تعجز من اقترب.. طازجاً ممتع، ومُخَزّناً ينفع، ومجرداً أشبع، وهو للأكل أسرع، ومزينا شُرِّع، فكان له بالعين موضع، وبالنفس مرتع.. يصلح إن جعلناه حشواً، ويطول عمره إن حفظناه نشراً، ودائماً عن التقييم يحوز عشرة على عشرة.. إن رأيناه كشجرة، فيكفي النخلة شموخاً وجمالاً.. وإن نظرناه كثمرة، فليس كالتمر حضوراً وكمالاً.. وإن أردناه كقيمة، فما به يفوق التصور اكتمالاً.. إن كان غذاؤنا سيكفي، وإن كان دواؤنا سيشفي، وإن كان ضيافة سيوفي، وإن كان هدية سيحفي، وإن كان رفيقاً في سفر، فللجهد سيخفي، وللعين كل المناظر يُصفي، وآلام الرأس من التركيز يطفي، وليس ذلك على أي منا بمخفي.. فخذ منه نصيبك، واترك لخيره أن يصيبك، فهو على يومك بالنشاط سيضفي.. ولجسدك بالطاقة سيملأ، وبكل لطف، أيا كان نوعه، فجميعها بالفضل يُعرف، لم نجد منكرًا قد جاء ينفي، فضلها بالخير جادت، يكفي بالتشبيه جاءت، نصفها قد كان يكفي.. للعجوة السوداء فضل، سيرة تروى وتحكي.. والسكري الفاخر، في وصفه قد قيل ملكي.. أحمر منه توهج، ما به نقص ليشكي.. أصفر مثل الجواهر، كان زرعا ليس سبكِ.. لامعٌ، وسط الثمار، مثل نجم وسط فَلَكِ.. أملس أو ما تجعّد، كلها بالطعم يذكي... فاقتنيها مسرعا، واهنأ بها، وامحُ بالتأكيد شكِ.. فإن ذهبت ولم تجدها، لا تعد للدار تبكي.. قد حازها من كان أسرع، من الزحام بسوقها دبك وربكِ.. لا تعجبن لفضلها إن جاء يوما، يشترط لشرائها إمضاء صكِ.. كي تستحلّ ثمارها، من ملكهم نقلا لملكِ.. لست قصراً تشتري، بل أنت تمراً تقتني، فاسكن بقصرك دون تمر، كيف للصحة تَمُّر، ربما إن ذقت جوعاً، بعت أملاكاً لتأكل، والتمر حقاً خير مأكل، إن كنت بالميزات تجهل. |
|
|