منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 03-01-2021, 04:34 PM   #91
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

تُرى من حَنيني كان شَجوَ الحَمائِمِ .. ابن عثيمين


تُرى من حَنيني كان شَجوَ الحَمائِمِ
وَمن أَدمُعي كان اِستِقاءُ الغَمائِم
فَلا غَروَ أَن أَنطَقتُ بِالشَجوِ صامِتاً
وَأَبكَيتُ حَتّى راتِعاتِ السَوائِمِ
فَقَد جَلَّ هذا الخَطب حتى تَدَكدَكَت
لِمَوقِعِهِ شُمُّ الجِبالِ المَعالِمِ
وَحتى هوى بَدرُ الدُجُنَّةِ وَاِكتَسَب
له ظُلمَةً زُهرُ النُجومِ العَوائِمِ
لعمركَ ما يَومٌ قضى فيهِ قاسِمٌ
على الناسِ إِلّا مِثلُ يَومِ التَزاحم
مَضى هضبَةُ الدُنيا وَبدرُ دُجائِها
وَفارِسُها المَشهورُ عِندَ التَصادُمِ
أَجل إِنه وَاللَهِ ما مات وحدهُ
وَلكنَّه موتُ العُلى وَالمَكارِمِ
وَإِلّا فما بالي أَرى البيضَ وَالقَنا
وَجُردَ المَذاكي بَعدهُ في مَآتمِ
وَما بالُ أَبناءِ السَبيلِ كأنما
بهِم لَوَّحَت هيفُ الرِياحِ السَمائِمِ
يُبَكّونَ مَغشِيَّ الرُواقَينِ ماجِداً
أَبِيّاً على الأَعداءِ صَعبَ الشَكائِمِ
أَخا الحَربِ لا يُلفى لَها مُتَخَشِّعا
إِذا ما أَتَت بِالمُعضِلِ المُتَفاقِمِ
وَلكِنَّهُ يَغشى لَهيبَ شُواظِها
إِذا حادَ عنها كلُّ أَصيَدَ غاشِمِ
حَلَفتُ بِمَن حجَّ المُبَلّونَ بَيتَهُ
يَؤمونَهُ من نازِحاتِ المَخارمِ
عَلى أَنه لَو كان أَزهَقَ نَفسهُ
من الناسِ مَرهوبُ الشَذا وَالمَناقِمِ
لَصَبَّحَهُ أَبناؤُهُ بِجحافِلٍ
لها زَجَلٌ كَالعارِضِ المُتَراكمِ
وَجاسوا خِلالَ الدارِ منه بِفِتيَةٍ
على المَوتِ أَمضى من شِفارِ الصَوارِمِ
وَلكنَّهُ المِقدارُ وَاللَهِ غالِبٌ
وَنَرضى بِما يَقضي به خَيرُ حاكِمِ
وَهَيَّجتَ لي يا اِبنَ الأَكارِمِ حَسرَةً
تُرَدَّدُ ما بَينَ الحَشا وَالحَيازِمِ
فَلا تَحسَبَنّي غافِلاً أَو مُضَيِّعاً
أَياديكُمُ اللاتي كَصوبِ الغَمائِمِ
وَلكِن لِأَمرٍ يَجدَعُ الأَنفَ رَبُّهُ
وَيُغضي وَفي الأَحشاءِ وَخزُ اللهاذمِ
وَفيكَ لنا لا زِلتَ منهُ بَقِيَّةٌ
شَجاً لِلأَعادي مَغنَماً لِلمُسالِمِ
فَيا عابِدَ الرَحمنِ يا خيرَ من جَرَت
به الجُردُ بينَ المَأزقِ المُتَلاطمِ
وَيا خيرَ مَقصودٍ أَناخَ بِبابهِ
رَذايا سِفارٍ دامِياتِ المَناسمِ
لكُم مِنِّيَ الودُّ الذي لا يَشوبهُ
مَدى العُمرِ تَدليسُ المُداجي المُكاتمِ
وَصلِّ إلهَ العالَمينَ مُسَلِّماً
على المُصطَفى من عَبدِ شَمسٍ وَهاشمِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2021, 04:35 PM   #92
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي .. ابن عثيمين

عَصَيتُ فيكِ مَقالَ اللائِمِ اللاحي
فَعامِلني بِغُفرانٍ وَإِسجاحِ
حَلَيتِ مِنّي مَحَلَّ الروحِ مِن جَسَدي
لا كَالمصافاةِ بَينَ الماءِ وَالراحِ
أَقولُ وَالقَلبُ يَهفو مِن تَحَرُّقِهِ
وَالعَينُ مِن دَمعِها في زِيِّ سَبّاحِ
لا يُبعِدِ اللَهُ أَيّامَ الشَبابِ وَما
فيهِنَّ لي مِن خَلاعاتٍ وَأَشطاحِ
فَكَم نَظَمتُ بِها وَالأُنسُ مُنتَظِمٌ
عَذراءِ يَشكرُ مِن أَلفاظِها الصاحي
يَشدو بِها أَوطَفُ العَينَينِ ذو هَيفٍ
أَغَنُّ في شَدوِهِ تَرجيعُ مَيّاحِ
كَأَنَّ طُرَّتَهُ مِن فَوقِ غَرَّتِهِ
لَيلٌ تَأَلَّقَ فيهِ ضَوءُ مِصباحِ
في غَفلَةِ الدَهرِ خالَلتُ السُرورَ بهِ
أَرنو بِطَرفٍ إِلى اللَذّاتِ طَمّاحِ
لَمّا نَهاني مَشيبي وَاِستَوى أَوَدي
قَبِلتُ بَعدَ جِماجٍ قَولَ نُصّاحي
كَذا الجَديدانِ إِن يَصحَبهُما أَحَدٌ
يُبَدّلا مِنه دَيجوراً بِإِصباحِ
لا بُدَّ أَن يَستَرِدَّ الدَهرُ ما وَهَبَت
أَيّامُهُ مِن مَسَرّاتٍ وَأَفراحِ
فَاِنعَم وَلَذَّ إِذا ما أَمكَنَت فُرَصٌ
وَاِجعَل تُقى اللَهِ رَأسَ الأَمرِ يا صاحِ
أَجَلتُ في أَهلِ دَهري طَرفَ مُختَبِرٍ
وَسِرتُ سَيرَ مُجِدِّ العَزمِ سَيّاحِ
فَكانَ أَكرَمَ مَن لاقَيتُ مِن بَشَرٍ
وَمَن سَمِعتُ بهِ في الحَيّ وَالماحي
عيسى وَأَبناؤُهُ الغُرُّ الذينَ لهُم
في المَجدِ بَحرٌ خِضَمٌّ غَيرُ ضَحضاحِ
قَومٌ إِذا نَزَلوا أَو نازَلوا ذُكِروا
في الحالَتَينِ لِمَرهوقٍ وَمُمتاحِ
هُمُ أَجاروا عَلى كِسرى طَريدَتَهُ
لَمّا تَبَرَّأَ مِنها كُلُّ شَحشاحِ
وَنازَلوهُ بِضَربٍ صادِقٍ خَذِمٍ
مُفَرِّقٍ بَين أَبدانٍ وَأَرواحِ
نَفسي الفِداءُ لِمَن تَحكي أَنامِلُهُ
شُؤبوبَ مُنبَعِقِ الأَرجاءِ سَجّاحِ
غَيثٌ مِنَ العُرفِ قَد عَمَّت مَواقِعُهُ
مَن في البِلادِ وَمن يَمشي بِقَرواحِ
جَمِّ الفَواضِلِ مِقدامٍ أَخي ثِقَةٍ
يُرجى وَيُخشى لِبَطشٍ أَو لِإِصلاح
صُلبِ النِجارِ إِذا ما الحادِثاتُ طَمَت
وَلَيسَ بِالكُثرِ في الدُنيا بِمِفراحِ
زَفَّت إِلَيهِ المَعالي نَفسَها وَرَنَت
شَوقاً إِلى ماجِدِ الأَعراقِ جِحَجاحِ
لَو كانَ يَدري كُليبٌ ما بَنَيتَ لَه
مِنَ الَفاخِرِ أَضحى جِدَّ مُرتاحِ
تَدومُ ما دُمتَ لِلعَلياءِ تَعمُرُها
في طولِ عُمرٍ أَنيقِ العَيشِ فَيّاحِ
ثم الصلاةُ وَتَسليمُ الإلهِ على
ماحي الضَلالَةِ حتى سُمِّيَ الماحي



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2021, 04:36 PM   #93
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا .. ابن عثيمين

يا بارِقاً باتَ يُحيي لَيلَهُ سَهَرا
لَم تَروِ لي عَن أُهَيلِ المُنحَنى خَبَرا
وَهَل تَأَلَّقتَ في تِلكَ الرُبوعِ وَهَل
جَرَّت عَلَيها الصَبا أَذيالَها سَحَرا
لا أَستَقيلُ الهَوى مِمّا أُكابِدُهُ
وَلا أُبالي بِمَن قَد لامَ أَو عَذَرا
نَفسي الفِداءُ لِأَقوامٍ مى ذُكِروا
تَحَدَّرَت عَبَراتي تُشبِهُ المَطَرا
مَن لي بِأَحوَرَ مَهزوزِ القَوامِ إِذا
بَدا تَوَهَّمتُهُ في سَعدِهِ القَمَرا
يُجنيكَ مِن خَدِّهِ وَرداً وَمِن فَمهِ
شَهداً مُذاباً وَمن أَلفاظِهِ دُرَرا
يَحلو لِعَينَيكَ حُسناً في غَلائِلِهِ
وَيَطرُدُ الهَمَّ إِمّا كانَ مُؤتزِرا
أَستَغفِرُ اللَهَ ما لي بَعدَ بَزَغَت
شَمسُ المَشيبِ بِلَيلِ الفودِ وَاِنحَسَرا
فَدَع تَذَكُّرَ آرامٍ شُغِفتَ بهِم
أَيّامِ رَوضُ التَصابي بِالصِبا خَضِرا
وَاِصرِف مَقالَكَ فيمَن لَو نَظَمتَ لهُ
زُهرَ الكَواكِبِ مَدحاً كانَ مُحتَقَرا
مَلكٌ تَكوَّنَ من بَاسٍ وَمن كَرَمٍ
يُفني الصَفاتِ وَيَسقي ضِدَّه كَدرا
طَغَت بِيامٍ أَمانيها فَجرَّ لها
دُهمَ الكَتائِبِ فيها كلُّ لَيثِ شَرى
جُرداً مَتى صَبَّحت حيّاً بِمَنزِلهِ
لَم تَلقَ مُعتَصَماً مِها وَلا وَزَرا
فَصَبَّحَتهُم جُنودُ اللَهِ ضاحِيَةً
فَغادَرَتهُم لِحَدِّ المَشرَفي جُزُرا
قَواضِبٌ كَتَبَت أَيدي المنونِ بِها
آجالَ مَن خانَ عهدَ اللَهِ أَو غَدرا
أَهَجتُمُ أَسداً تُدمي أَظافِرهُ
كَم أَصيَدٍ تَرَكَت في التُربِ مُعتَفِرا
ما حكتمُ فَاِقتَضاكُم ذو مُماحَكَةٍ
ما اِعتداَ في طَبعهِ جُبناً وَلا خَورا
فَجاءَكم حيثُ لا خُفٌ يَسيرُ بكُم
وَلا جَناحٌ إِذا ما طِرتُمُ شُهرا
وَلَّيتُمُ بينَ مَقتولٍ وَمُنهَزمٍ
قَدِ اِستَعارَ جناحَ الرَألِ إِذ ذُعِرا
يَدعو الوَليدُ أَباهُ بعدَ مَعرِفَةٍ
فَما يُردُّ له ليتاً وَإن جَأرا
لَمّا اِنجَلَت عَنكمُ غُمّاءُ جَهلِكمُ
كُنتُم كنا كِثَةِ الغَزلِ الذي ذُكرا
وَبَعدَها إِن أَرَدتُم سوءَ مُنقَلبٍ
فَشاغِبوا أَو فَقولوا لا إِذا أَمرا
فَمن يَكونُ كَعبدِ اللَهِ يومَ وَغىً
إِذا الكُماةُ تَهابُ الوِردَ وَالصَدَرا
الضارِبِ القِرنَ هَبراً وَالقَنا قَصداً
وَمُكرِهِ الخَيلِ حَتّى تَركب الوَعر
شِبلُ الأُسودِ التي كانَت فرائِسهُم
صيدَ المُلوكِ إِذا ما اِستَشعَرُ صَعرا
هلّا سَأَلتُم عُماناً كيفَ أَشعَلَها
ناراً إِلى الآنِ فيها تَقذِفُ الشَررا
لاذوا بِمَعقَلِهِم أَن سَوفَ يَمنَعُهُم
فَجاءَهُم كَعُقابِ الجَوِّ إذ كَسَرا
وَأَنتُمُ ذُقتُمُ من بَأسِهِم طَرفاً
يَومَ العُنَيقا دِماكُم أُلغِيَت هَدرا
وَفي البَطاريقِ يَومَ الشَقبِ مُعتَبَرٌ
لَو كانَ فيكُم رجالٌ تَعقِلُ الخَبَرا
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرهُ
اِنشُر لِواءَكَ تَلقَ العِزَّ وَالظَفرا
بِسَعدِ جدِّكَ هذا الدَهرُ مُبتَسِماً
بَعدَ العَبوسِ وَهذا المَجدُ مُفتَخرا
فَاِنهَض فَأنت بِحَولِ اللَه مُنتَصَرٌ
وَاِملِك إِذا شِئتَ باديها وَمن حَضرا
وَشِد قَواعِدَ مَجدٍ كان وطَّدَهُ
قِدماً أَبوك وَبحرُ الموتِ قد زَخرا
وَاِشدُد يَدَيكَ بِسَيفٍ إِن ضَرَبتَ بهِ
أَصبَحتَ تَحمدُ من أَفعالهِ الأَثَرا
أَمضى مِنَ العَضبِ مَصقولاً عَزائِمهُ
طَوعاً لِأَمرِكَ فيما جَلَّ أَو صَغُرا
سامي المَكارمِ وَهّابُ الكَرائِمِ رَكّ
ابُ العَظائِمِ لا يَستَعظِمُ الخَطَرا
أَخوكَ صِنوُكَ حامي كُلِّ عاثِرَةٍ
عَبدُ الرحيمِ الذي بِالبَأسِ قَد شُهِرا
لا زِلتُما فَرقَدَي أُفقٍ بِلا كَدَرٍ
تُقَضِيّانِ بأسنى الرُتبَةِ العُمُرا



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2021, 04:37 PM   #94
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ .. ابن عثيمين


شُموسٌ مِنَ التَحقيقِ في طالِعِ السَعدِ
تَجَلَّت فَأَجلَت ظُلمَةَ الهَزلِ وَالجَدِّ
قَواطِعُ مِن آيِ الكِتابِ كَأَنَّها
بِأَعناقِ أَهلِ الزَيغِ مُرهَفَةُ الحَدِّ
إِذا ما تَلاها مُنصِفٌ وَمُحَقِّقٌ
يَقولُ هيَ الحَقُّ المُبينُ بِلا جَحدِ
وَيَصدُفُ عَنها مُبطِلٌ مُتَعَسِّفٌ
يُقَلِّدُ آراءَ الرِجالِ بِلا نَقدِ
يَجُرُّ أَقاويلَ الرَسولِ وَفِعلَهُ
إِلى رَأيهِ الغاوي وَمَذهَبهِ المُردي
كَفاناهُمُ مَن لَم يَزل مُتَجَرِّداً
لِنَصرِ الهُدى وَالدينِ أَكرِم به مَهدي
سُلَمانُ مَن سارَت فَضائِلُ مَجدِهِ
مَسيرَ مَهبِّ الريحِ في الغَورِ وَالنَجدِ
وَما قالَهُ الصَقّارُ آيةُ جَهلهِ
وَعُنوانُ بُطلانِ العَقيدَةِ والقَصدِ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لأَصبحَ سائِلاً
أُولي العِلمِ وَالتَحقيقِ مِن كلِّ مُستَهدي
فَقالَ بِعِلمٍ إِذ تَفَوَّهَ قائِلاً
وَإِلّا رَأى الإِمساكَ خَيراً فَلَم يُبدِ
لَعَمرُكَ ما التَقوى بِلُبسِ عِمامَةٍ
وَلا تَركِها فَاِسلُك سَبيلَ أُولي الرُشدِ
وَلكِن بِجَوفِ المَرءِ وَاللَهِ مُضغَةٌ
عَلَيها مَدارُ الحَلِّ في الدينِ وَالعَقدِ
فَكُن واقِفاً عِندَ المَحارِمِ زاجِراً
عَنِ البَغيِ نَفساً تَستَبيكَ لما يُردي
وُخُذ يُمنةً وَاٍسلُك الأُولى مَضَوا
مِنَ الرُسلِ وَالآلِ الكِرامِ أُولي المَجدِ
وَإياكَ وَالإِقدامَ بِالقَولِ حاكِماً
بحلٍّ وَتَحريمٍ بِلا حُجَّةٍ تُجدي
فَتُصبِحَ في بيدِ الضَلالَةِ هائِماً
وَتُصدَفَ يَومَ الحَشرِ عَن جَنَّةِ الخُلدِ
وَنَهيُكَ أَن تُقرا رَسائِلُ عالِمٍ
لَدَيكُم فَخِذلانٌ لكُم واضِحٌ مُردي
أَلَيسَ بها آياتُ حقٍّ قَواطِعاً
تَدلُّ عَلى الأَمرِ المُرادِ منَ العَبدِ
وَأَقوالُ خيرِ المُرسَلينَ وَصحبِهِ
وَأَهلِ النُهى وَالعِلمِ مِن كلِّ مُستَهدي
فَمن كانَ يَوماً نابِذاً مثلَ هذهِ
يَقولُ بِأَقوالِ المَلاحِدَةِ اللُدِّ
فَما بَعدَها إِلّا الضَلالَةُ وَالعمى
وَما بَعدَها إِلّا العُلومُ التي تُردي
وَدُونكَ مِنّي إِن قَبِلتَ نَصيحَةً
وَما كلُّ مَنصوحٍ يُوَفَّقُ لِلرُشدِ
تَمَسَّك بما في مُحكَمِ النَصِّ ظاهِراً
وَبالسُنَّةِ الغَرّا عَن الصادِقِ المُهدي
وَطالِع تَصانيفَ الإِمامِ مُحمَّدٍ
وَأَبنائِهِ أَهلِ الدِرايَةِ وَالنَقدِ
فَإِنَّ بها ما يُطفىءُ الغُلَّةَ التي
بِها من أُوارِ الجَهلِ وَقدٌ عَلى وَقدِ
هُمُ قُدوَةٌ في ذا الزَمانِ وَحُجَّةٌ
وَميزانُ عدلٍ لا يَميلُ عنِ القَصدِ
وَقُل لابنِ قَهدانٍ رُوَيدَكَ إِنَّما
تَسيرُ عَلى نَهجٍ من الجَهلِ مُمتَدِ
سَينَدمِ مِمّا قالَ يومَ مَعادِنا
إِذا اِنكَشَفَ المَستورُ في مَوقِفِ الحَشدِ
وَما كانَ ذا عِلمٍ وَحِلمٍ وَلا حِجىً
وَلكنَّهُ بِالإِفكِ يَلحُمُ أَو يُسدي
فَلا تَكتَرِث مِن عُصبَةٍ قَد تَوازَروا
عَلى عَيبِ أَهلِ الفَضلِ وَالمَدحِ لِلضِّدِّ
وَمالوا مَعَ النَفسِ المُضِلَّةِ وَالهَوى
لِنَيل حُظوظٍ مِن ثَناءٍ وَمِن رِفدِ
وَكَيما يَقولُ الجاهِلونَ بِحالِهِم
بِهِم وَلَهُم فَرقٌ وَذا القَصدُ لا يُجدي
فَسَل رَبَّكَ التَثبيتَ وَاِسأَلهُ عِصمَةً
تَقيكَ الرَدى حَتّى تُوَسَّدَ في اللَحدِ
وَلَولا الذي قَد قالَهُ الحَبرُ قَبلَنا
لكِلنا لهُ بِالصاعِ كَيلاً بِلا عَدِّ
وَدونَكَها مِنّي عُجالَةَ راكِبٍ
تُراوِحُ ما بَينَ الذَميلِ إِلى الوَخدِ
وَصَلِّ إِلهي ما هَمي الوَدقُ أَو شَدا
عَلى الأَيكِ نَوّاحُ العَشِيّاتِ وَالبَردِ
عَلى المُصطَفى الهادي الأَمينِ وَآلهِ
وَأَصحابهِ أَهلِ الحَفيظَةِ والجِدِّ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2021, 04:55 PM   #95
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️



إِن لَم تُعِنّي عَلى شَجوي فَلا تَلُمِ .. ابن عثيمين


إِن لَم تُعِنّي عَلى شَجوي فَلا تَلُمِ
سَمعي عَنِ العَذلِ لَو نادَيتَ في صَمَمِ
لا تَلحُني إِن عَصَيتُ العاذِلاتِ فَما
في الحبِّ عارٌ إِذا لَم يَدنُ لِلتُهَمِ
لِلَّهِ عَهدُ سُرورٍ كُنتُ أَحسَبُهُ
يَدومُ لي وَسِوى ذي العَرشِ لَم يَدُمِ
غضارَةٌ مِن بَهِيِّ العَيشِ مونِقَةٌ
مَرَّت كَطَيفِ خَيالٍ زارَ في الحُلُمِ
هَيهاتَ أَن تُرجِعَ الأَيّامُ ما أَخَذَت
فَدَع تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا القُدُمِ
وَاِصرِف مَديحَكَ في أَزكى الوَرى نَسَباً
فَرعِ الهُداةِ قَريعِ العُربِ وَالعَجَمِ
مُحَسَّدِ الفَضلِ مَضروبٍ سُرادِقُهُ
عَلى أَشَمَّ عَظيمِ القَدرِ وَالهِمَمِ
أَغَرَّ أَزهَرَ وَضّاحِ الجَبينِ إِذا
ما اِلتَفَّتِ الخَيلُ بِالأَبطالِ وَالبُهُمِ
المُشتَري الحَمدِ أَغلى ما يُباعُ بهِ
وَالمُكرِمِ السُمرِ المَصقولَةِ الخُذُمِ
إِن فاخَروهُ فَمَغلوبٌ مُفاخِرُهُ
أَو قارَعوهُ تَرَدّوا حُلَّةَ النَدمِ
قَد كانَ في المَهدِ وَالعَليا تُرامِقُهُ
تَرنو إِلَيهِ بِعَينِ العاشِقِ السَدِمِ
حَتّى تَفَرَّعَ أَعلاها عَلى مَهَلٍ
في سَيرِهِ وَهوَ لَم يَبلُغ لدى الحُلُمِ
كُنوزُ فَضلٍ أَثارَتها مَكارِمُهُ
أَنسَت مَكارِمَ عَن مَعنٍ وَعن هَرِم
اللَهُ أَعلى سُعوداً في سَعادَتِهِ
فَكانَ أَشهَرَ مِن نارٍ على عَلمِ
مُستَحكِمُ الرَأيِ ماضٍ في عَزيمَتِهِ
كَالغَيثِ وَاللَيثِ للعافي وَلِلنِّقَمِ
مازالَ مُذ عَرفَ الأَيّامَ سيرَتُهُ
شَجىً لِأَعداهُ أَو نَصرٌ لِمُهتَضَمِ
ياِبنَ الذي قَد سما في المَجدِ مَنزِلَةً
أَعيَت مُلوكَ الوَرى مِن سائِرِ الأُمَمِ
لكُم عَلى الناسِ فَضلٌ لَيسَ يُنكِرُهُ
سِوى جحودٍ بِرَيبِ القَلبِ مُتَّهَمِ
أَو حاسِدٍ أَنضَجَت عَلياكَ مُهجَتَهُ
فَقَلبُهُ فيه مثلُ الجاحِمِ الضَرِمِ
فَاللَهُ يُعليكَ وَالأَقدارُ تَخفِضُهُ
تَعلو وَيَنحَطُّ في ذُلٍّ وَفي عَدَمِ
أَبوكَ مَن نَعشَ اللَهُ الأَنامَ به
مِن عَثرَةِ الهَرجِ لا مِن عَثرَةِ القَدَمِ
عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت إِمامتُهُ
لِلدّينِ عِزّاً وَلِلدّنيا وَلِلحُرَمِ
وَأَنتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ
أَكرِم بِها سُنَناً مَحمودَةَ الشِيَمِ
مَكارِمٌ لَم تَكُن تُعزى إِلى أَحدٍ
إِلّا إِلَيكُم فَأَنتُم صَفوَةُ الكَرمِ
فَكَم رَفَعتُم جُدوداً قَبلُ عاثِرَةً
وَكم غَمَرتُم بَني الحاجاتِ بِالنِعَمِ
وَقَبلَكُم كانَ نَجدٌ وَالحِجازُ لَقىً
لِلعابِثينَ بهِ لحماً عَلى وَضمِ
سَمَوتَ لِلمَجدِ لَمّا نامَ طالِبُهُ
وَالمَجدُ صَعبٌ عَلى الهَيّالَةِ البَرمِ
رَأى أَبوكَ الذي حقٌّ فِراسَتُهُ
فيكَ الصلاحِ لِرَعي الدينِ وَالذِمَمِ
فَقُمتُ مُضطَلِعاً بِالأَمرِ مُتَّخِذاً
نَهجَ الهُدى مَسلَكاً بِالسَيفِ وَالقَلمِ
تَظَلُّ مِن بَذلكَ الأَقلامُ حافِيَةً
وَالسَيفُ يَقضي عَلى الأَعداءِ بِاليُتمِ
جوداً وَحِلماً وَعَفواً عِندَ مَقدِرَةٍ
وَصِدقَ بَأسٍ إِذا نارُ الوَطيسِ حمى
مَحامِدٌ شَحَذَت أَفكارَ مادِحِكُم
فَحَبَّروهُ بِمَنثورٍ وَمُنتَظِمِ
أَنتُم طِرازُ المَعالي بَعد بُهمَتِها
إِنَّ البُدورِ لَتجلو غَيهَبَ الظُلمِ
إِلَيكَها مِثلَ نظمِ الدُرِّ فَصَّلَهُ
شَذرٌ من التِبر لم يُسبَك عَلى فَحمِ
تَختالُ بَينَ الوَرى تيهاً بِمَدحِكُمُ
بِرِفعَةِ القَدرِ يَعلو المَدحِ في القِيَمِ
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى المُختارِ سَيِّدِنا
وَآلهِ الغُرِّ وَالأصحابِ كُلِّهمِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2021, 05:19 PM   #96
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️


قَد بَلَّغَتكَ المَهاري مُنتَهى الأَمَلِ .. ابن عثيمين

قَد بَلَّغَتكَ المَهاري مُنتَهى الأَمَلِ
فَما التَقَلقُلُ مِن سَهلٍ إِلى جَبَلٍ
أَرِح رِكابَكَ فَالأَرزاقُ قَد كُتِبَت
وَلَيسَ يَعدوكَ ما قَد خُطَّ في الأَزَل
فَطالَما أَوضَعَت خوصُ الرِكابِ بِنا
في مَهمَهٍ فَذَفٍ أَو مَجهَلٍ غُفُلٍ
سَباسِبٌ يَقلِبُ الأَلوانَ صَيخَدُها
وَتارَةً فَوقَ أَلواحٍ بِذي زَجَلِ
فَالآنَ لَمّا أَقالَ اللَهُ عَثرَتَنا
في دَولَةِ المُرتَضى في القَولِ وَالعَمَلِ
فَخَفِّضِ أَلهَمَّ وَاِنعَم في ذَرى مَلِكٍ
وَاِعفِ الرَكائِبَ مِن حِلٍّ وَمُرتَحَلِ
مَلكٌ تَباشَرَتِ الدُنيا بِطَلعَتِهِ
وَاِفتَرَّ ثَغرُ الرِضا عَن مَبسِمِ الجَذَلِ
سَما إِلى المَجدِ لَم تُقطَع تَمائِمُهُ
بِصِدقِ عَزمِ فَتىً في رَأيِ مُكتَهِلِ
عَبدُ العَزيزِ الذي عادَ الزَمانُ فَتىً
في وَقتِهِ بَعد قَيدِ الشَيبِ وَالقَزَل
لَم يَطلُبِ المُلكَ إِرثاً بَل سَعى وَسَطا
حَتّى حَواهُ بِعزمِ الفاتِكِ البَطَلِ
لكِن لِآبائِهِ في المُلكِ مَنقَبَةٌ
أَضحَوا بِها غُرَّةً في جَبهَةِ الدُوَلِ
أَشَمُّ أَروَعُ مِن آسادِ مَملَكَةٍ
أَرسَوا قَواعِدَها بِالبيضِ وَالأَسَلِ
المُنعِمينَ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَالحاكِمينَ بِلا جَورٍ وَلا مَيَلِ
وَالعامِرينَ مِنَ التَقوى سَرائِرَهُم
وَالناهِجينَ على الأَهدى مِنَ السُبُلِ
ياِبنَ الأَولى قَرَّضوا الدُنيا بِمَجدِهِمُ
كَما بكَ الآنَ أَضحى الكَونُ في جَذلِ
هُم فاخَروكم لَدى النُعمانِ فَاِرتَفَعَت
راياتُكُم عِندهُ في ذلكَ الحَفلِ
فَظَلَّ قَيسٌ يُديرُ الريقَ مِن غُصَصٍ
وَجَرَّ عامِرُ ذَيلَ الغَبنِ وَالخَجَلِ
وَفي أَوانِ اِغتِرابِ الدينِ كانَ لَكُم
مَشاهِدٌ أَصلَحَت ما كانَ مِن خَلِلِ
نَصرتُموهُ بِضَربِ صادِقٍ خَذِمٍ
أَنسى مَعارِكَ مِن صِفّينَ وَالجَمَلِ
حُزتُم بهِ الدينَ وَالدُنيا وَصارَ لكُم
فَخراً وَأَجراً إِذا ما جيءَ بِالرُسُلِ
لَو كانَ فَيصَلُ يدري قَبلَ ميتَتهِ
أَنَّكَ من صُلبِهِ اِستَبطا مَدى الأَجَلِ
أَطلَعتَ شَمساً عَلى الآفاقِ مُشرِقَةً
لكِنَّها لَم تَزَل في دارَةِ الحَمَلِ
أَصلَحتَ لِلنّاسِ دُنياهُم وَدينهم
فَأَصبَحوا بكَ في أَمنٍ وَفي خَولِ
أَرشَدتَ جاهِلَهُم عِلماً وَمُحسِنَهُم
فَضلاً وَمُذنِبِهُم عَفواً عَن الزَلَلِ
عُدلٌ تَظَلُّ بهِ السيدانُ خاوِيَةً
مِنَ الطَوى وَهيَ بَينَ الجَدي وَالحَمَلِ
اِنظُر إِلَيهِ تَجِدهُ في فَضائِلِهِ
مِلءَ المَسامِعِ وَالأَفواهِ وَالمُقلِ
مَكارِمٌ لَم تَكُن تُعزى إِلى أَحَدٍ
مِمَّن مَضى كُنتَ فيها غايَةَ المَثَلِ
سَمعاً بَني الوَقتِ إِنّي غَيرُ مُتَّهَمٍ
في نُصحِكُم لا وَلا أَطوي عَلى دَخَلِ
أَنا الكَفيلُ لِمَن لَم يَدرِ قيمَتَهُ
بِساعَةٍ تَفصِلُ الأَعضا مِنَ القُلَلِ
حَذارِ مِن أَسدٍ إِن هيجَ كانَ لَهُ
زَماجِرٌ تَقذِفُ الأَروى مِنَ الجَبَلِ
يَموجُ بَحرُ المَنايا عِندَ غَضبَتِهِ
بَينَ الأَظافِرِ أَو أَنيابِهِ العُصُلِ
إِنَّ الغَريمَ الذي ماحَكتُمُ شَرِسٌ
إِذا تَقاضى مُلِحٌّ لَيسَ بِالوَكِلِ
لا يَصعُبُ الأَمرُ إِلّا رَيثَ يَركَبُهُ
مُصَمِّمُ العَزمِ لا يُصغي إِلى العَذَلِ
فَلَيتَ شِعرِيَ هَل لِلنُّصحِ مُستَمِعٌ
أَم كُنتُ أَنفُخُ في نارٍ عَلى وَشَلِ
مَن لَم يَقِس ما بَقي مِن دَهرِهِ نَظراً
لِما مَضى فَهوَ مِن مُستَعجَمِ الهَمَلِ
كَم شَدَّ قَومٌ وَجَدّوا في عَداوَتِهِ
فَأَصبَحوا بَينَ مَوهوقٍ وَمُنخَذِلِ
فَلا يَغُرَّ أُناساً عَفوُهُ فَهُمُ
إِن أَحدَثوا يَسقِهِم صاباً مِنَ العَسَلِ
ما كُلَّ يَومٍ يُقالُ المَرءُ عَثرَتُهُ
لَو قالَ لا ناقَتي فيها وَلا جَملي
خُذ ما أَتَتكَ بهِ عَفواً سَجِيَّتهُ
وَلا تَقُل لِلذي يَأباهُ ذلكَ لي
يا واحِداً في بَني الدُنيا بِلا شَبَهٍ
في عَصرِهِ وَلا في الأَعصُرِ الأُوَلِ
إِنّي وَإِن أَطالَ مَدحي فيكَ مُقتَصِرٌ
وَأَينَ مَن في الثَرى يَرقى إلى زُحلِ
وَإِن كَسَوتُكَ مِن حُسنِ الثَنا حُلَلاً
فَأَنتَ مِن قَبلِها أَبهى مِنَ الحُلَلِ
وَإِنَّما الشِعرُ يَرتاحُ الكِرامُ لهُ
يَهُزُّهُم كَاِهتِزازِ الشارِبِ الثَمِلِ
وَالمَرءُ حَيٌّ إِذا بَقيَت مَآثِرُهُ
تُتلى بِحُسنِ الثَنايا بِالمَنطِقِ الجَزِلِ
وَأَنتَ كَالغَيثِ يَعلو كُلَّ رابِيَةٍ
وَيَستَقِرُّ لِنَفعِ الناسِ في السَهل
خُذها إِلَيكَ كَنَظمِ الدُرِّ فَصَّلَهُ
شَذرٌ مِنَ التِبرِ لَم يُسبَك عَلى زَغَلِ
غَرّاءُ تَفزَعُ أَسماعُ الرُواةِ لَها
بِمَنطِقٍ صينَ عَن عِيٍّ وَعن خَطَلُ
إِن تَرضَها فَهوَ مَهرٌ لا كِفاءَ لهُ
وَمن طِباعِكَ إِغضاءٌ عَنِ الخَلَلِ
وَاللَهُ يُعطيكَ مِن أَعمارِنا مَدَداً
في ظِلِّ عَيشٍ أَنيقٍ دائِمٍ خَضلِ
تَدومُ لِلدّينِ وَالدُنيا تَحوطُهُما
بِعاجِلِ النَصرِ في عِزٍّ وَفي مَهل
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الغُرِّ مُبتَهِجاً
بِالآلِ وَالخالِ وَالإِخوانِ وَالخَوَلِ
فَلَيسَ إِلّا كُم شَيءٌ نُسَرُّ بهِ
أَنتَ الغَنيمةُ من حافٍ وَمُنتَعلِ
ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي الذي نُسِخَت
بِشَرعِهِ شِرعَةُ الأديانِ وَالنِحَلِ
مُحمدٍ خيرِ مَن يَمشي على قَدَمٍ
وَالآلِ وَالصَحبِ في الأَبكارِ وَالأُصَلِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2021, 05:21 PM   #97
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️


أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ .. ابن عثيمين

أَمِن أَجلِ أَن بانَ الخَليط المُلائِمُ
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلتكَ المَعالمُ
فَخَفِّض عَليكَ الهَمَّ تَحظَ بِراحَةٍ
فَما نالَ خَفضَ العَيشِ إِلّا المُسالمُ
وَدَع عَنكَ تَسويفَ الأَماني فَإِنَّها
خَوادِعُ لا يُصغي إِلَيهِنَّ حازِم
وَأَدنِ لِقَطعِ هَوجاءَ ضامِراً
فَما العِزُّ إِلّا أَن تَخُبَّ الرَواسِمُ
إِذا ما أَحسَّت نَبأَةً مِن مُحَدِّثٍ
تَقولُ أَعارَتها الجَناحَ النَعائِم
نَزورُ فَتىً أَحيا المَكارِمَ بَعدَما
مَضى زَمَنٌ وَهيَ العِظامُ الرَمائِمُ
سُعودَ بَني الدُنيا سَليلَ إِمامِها
مَليكاً تَرَبَّتهُ المُلوكُ الأَعاظِم
فَتىً أَريحِيَّ النَفسِ يَهتَزُّ لِلنَدّى
وَيَعلَمُ أَنَّ البَخلَ لِلمَجدِ هادِمُ
فَتىً كانَ يُعطي السَيفَ في الرَوعِ حَقَّهُ
إِذا لَم يَكُن إِلّا السُيوفَ مَعاصِم
فَتىً لَم يَبِت لَيلاً يُسامِرُ مِزهَراً
وَلا تَتَصاباهُ الحِسانُ النَواعِم
وَلكِنَّهُ بِالمَجدِ صَبٌّ مُوَلَّعٌ
يَرومُ أُموراً دونَهُنَّ مَقاحِمُ
فَتىً أَورَثَتهُ المَجدَ آباؤُهُ الأولى
وَبَذلُ النَدى وَالمُرهَفاتُ الصَوارِمُ
فَهُنَّ مَفاتيحُ العُلى وَعِمادُها
إِذا سَجَدَت يَوماً لهُنَّ الجَاجِمُ
أَلَيسَ مِن القَومِ الذي طارَ ذِكرُهُم
بِبَذلِ اللُهى وَالبَأسِ وَالجَوُّ قاتِمُ
إِذا سُئِلوا المَعروفَ كانَت أَكُفُّهُم
سَحائِبَ لكِن وَبلُهُنَّ الدَراهِمُ
وَإِن غَضِبوا فَالمَوتُ بَعضُ عِقابِهِم
وَتُستَلُّ مِنهُ بِالخُضوعِ السَخائِمُ
لَكَ المُلكُ إِرثاً مِن أَبيكَ وَمَكسَباً
وَهل تَلِدُ الأشبالَ إِلّا الضَراغِمُ
أَلَيسَ أَبوكَ العَبقَرِيُّ بنُ فَيصلٍ
هُماماً تَرَبَّتهُ العُلى وَهيَ رائِمُ
لَبِسنا به الأَيّامَ رَهواً عُبابُها
وَهَبذَت رُخاءً وَهيَ سَخمٌ سَمائِمُ
لَه نَفَحاتٌ مِن عِقابٍ وَنائِلٍ
بِها يَسعدُ المَولى وَيَشقى المُقاوِم
حَليمٌ إِذا ما كانَ لِلحِلم مَوضِعٌ
وَلِلجاهِل المَغرورِ داءٌ مُلازِم
عَفُوٌّ عَن الجاني إِذا جاءَ تائِباً
وَإِن عَظُمَت مِنهُ إِلَيهِ الجرائِم
وَكَم لكُمُ يَوما أَغَرَّ مُحَجَّلاً
به العَربُ اِنقادت لكُم وَالأَعاجِمُ
جَعَلتُم رِياضَ المَجدِ للنّاسِ مَوسِماً
فَحَجّوا وَما زالَت تُحَجُّ المَكارِم
يَروحونَ تَشكو عيسُهُم ثِقل رِفدِهِم
مَغانِمُ مِنكُم وَهيَ فيهِم مَغارِمُ
وَلِعتُم بِأَخذِ المَجدِ مِن مُستَقَرِّهِ
وَلو كَظَمتهُ في لَهاها الأَراقِمُ
فِداكُم رِجالٌ دونَ أَعناقِ مالهِم
مَغاليقُ أَقفالٍ عَلَيها خَواتِمُ
إِمامَ الهُدى إِنَّ السَعادَةَ لاحَظَت
سُعوداً وَلم تُعقَد عَلَيهِ التَمائِمُ
تَباشَرَتِ الدُنيا به حينَ بَشَّرَت
قَوابلهُ وَاستَقبَلَتهُ المَغانِمُ
فَمَهما تُرَشِّحهُ لِأَمرٍ فَإنَّهُ
مَليءٌ بِما يُرضيكَ وَالسِنُّ باسِمُ
وَيَكفيكَ مِنه أَنَّهُ لَم يَكُن له
مِنَ الناسِ في الأَرضِ العَريضَةِ لائِم
تَوَشَّحَ بِالمَجدِ الصَميمِ وَشَمَّرَت
بهِ لِاِبتِناءِ المَكرُماتِ العَزائِم
تَلاقَت عَليهِ مِن نِزارٍ ويَعرُبٍ
بُيوتٌ لها هامُ المُلوكِ دَعائِم
فَكَم فَلَقوا مِن هامَةٍ تَحتَ قَونَسٍ
وَكَم طَعَنوا حَيثُ اللها وَالغَلاصِمُ
وَما المَجدُ إِلّا هِمَّةٌ وَوِراثَة
وَقد جُمِعا فيه وَذو الضِغنِ راغِمُ
وَأزكى صلاةٍ مع سَلامٍ على الذي
به شَرُفَت بينَ العَوالم هاشِمُ
محمدٍ الهادي الشَفيعِ وَآلهِ
وَأَصحابه ما جَبَّرَ الشِعرَ ناظِمُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2021, 05:30 PM   #98
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️




لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ .. ابن عثيمين


لِلَّهِ في الأَرضِ أَلطافٌ وَأَسرارُ
تَجري بِها عِبراً لِلنّاسِ أَقدارُ
يَومَ العُروبَةِ في البَيتِ الحرامِ جَرَت
حَوادِثٌ مِها الدينُ يَنهارُ
لَولا دِفاعُ إلهِ العالَمينَ إِذاً
ماجَت بِنا الأَرضُ أَو ضاقَت بِنا الدارُ
إِنَّ الزَنادِقَةَ الباغينَ كانَ لَهُم
مِن مِثلِ ذا في الشَقا وِردٌ وَإِصدارُ
راموا مرامَ شَقِيذٍ كانَ قَبلَهُم
يُدعى اِبنَ مُلجِمَ مَأواهُ وَهُم نارُ
فَأَصبَحوا وَهُمُ صَرعى بِمُعتَرَكٍ
مَن هَمَّ فيهِ بِإِلحادٍ لهُ النارُ
لا تَعجَبوا يا بَني الإِسلامِ إِنَّ لهُم
أَسلافَ سوءٍ لَهُم في الشَرِّ آثارُ
قالوا لِزَيدٍ مَقالاً لا يَليقُ بِهِ
فيهِ لِمُعتَقديهِ الإِثمُ وَالعارُ
اِبرَ لنا مِن أَبي بَكرٍ وَمن عُمَرٍ
نَقُل فِداؤُكَ أَموالٌ وَأَعمارُ
فَقالَ حاشا وَكَلّا لا أَقولُ بهِ
لِأَنَّهُم وَزَرا جَدّي وَأَصهارُ
وَكَيفَ ذا وَأَبو بَكرٍ خَليفَتُهُ
وَهوَ الرَفيقُ لهُ إِذ ضَمَّهُ الغارُ
فَعِندَ ذا رَفَضوهُ وَاِشتَروا سَفهاً
اِسمَ الرَوافِضِ بِئسَ الإِسمُ ما اِختاروا
إِنَّ الإِمامَ الذي راموا مَكيدَتَهُ
لهُ مِنَ اللَهِ حُرّاسٌ وَأَنصارُ
اللَهُ أَكرَمُ أَن يُخلي بَرِيَّتَهُ
مِن ناصِرٍ لِلهُدى وَاللَهُ يَختارُ
يا خَيرَ مَن مَرَحَت كُمتُ الجِيادِ بهِ
وَخَيرَ مَن أَمَّهُ بَدوٌ وَحُضّارُ
سَيَشكُرُ البَيتُ ما أَحيَيتَ من سُنَنٍ
وَيَشكُرُ العَدلَ حُجّاجٌ وَعُمّارُ
أَصلَحتَ لِلنّاسِ دُنياهُم وَدينُهُم
لِلنّاسِ أَمنٌ وَبِالمَعروفِ أَمّارُ
بَسَقتَ مِن محتدٍ طابَت مَنابَتُهُ
شَمسٌ عَناصِرُها في الكَونِ أَقمارُ
مُتَوَّجٌ بِجَلالِ المُلكِ مُتَّشِحٌ
بِحَليَةِ الفَضلِ نَفّاعٌ وَضَرّار
أَضحَت به مِلَّةُ الإِسلامِ باسِمةً
يُدعى لهُ بِالبَقا ما بَقيَ دَيّارُ
أَعَزُّ مَن ذَبَّ عَن مُلكٍ وَأَكرَمُ مَن
هُزَّت إِلَيهِ عَلى الأَنصاءِ أَكوار
تُحدى إِلَيهِ مَهاري العيسِ ضامِرَةً
تُدمي مَناسِمَها ميثٌ وَأَحجار
تَرى المُلوكَ قِياماً عِندَ سُدَّتِهِ
ذا مُستَميحٌ وَذا لِلعَفوِ مُمتاز
وَذاكَ مِن لُجَجِ البِحارِ يَقصدُهُ
يُؤَمِّلُ الرِفدَ منهُ وَهوَ مِكثارُ
هذي المَكارِمُ لا مَكرٌ وَشَعوَذَةٌ
بِها يَغُرُّ ضِعافَ العَقلِ أَغمار
يا أَيُّها المَلكُ المَيمونُ طائِرُهُ
طابَت بِمَسعاكَ أَيّامٌ وَأَعصارُ
إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَصفاكَ ظاهِرُهُ
حَرّانُ في طَيِّ ما يُبديهِ إِضمار
كَالماءِ يُبدي صَفاءً عِندَ رَكدَتِهِ
وَكامِنٌ تَحتَ ذاكَ الصَفوِ أَكدارُ
وَأَنتَ تَعرِفُ ما يُخفونَ لَو لَحَنوا
حاشا يَغُرُّكَ خَدّاعٌ وَمَكّارُ
لِلَّهِ مَجدُكَ يا عَبدَ العَزيزِ لَقَد
سارَت بِفضلِكَ في الآفاقِ أَذكارُ
هانَت عَلى نَفسِكَ الدُنيا فَجُدتَ بِها
حَتّى شَكا فُرقَةَ الدينارِ دينارُ
إِذا اِمرؤٌ حادَ عَن طَورٍ رَسَمتَ لهُ
أَو غَرَّهُ بِالتَغاضي عَنكَ غَرّارُ
أَوطَأتَهُ فَيلَقاً جَمّاً صَواهِلُهُ
كَأَنَّهُ لِطُيورِ الجَوِّ أَوكارُ
مَتى يَجُس في خِلالِ الدارِ يَترُكُها
إِذا عَصَت وَهيَ غَبرا الجَوِّ مِقفارُ
وَإِن أَطاعَت فَفي أَمنٍ وَفي دَعَةٍ
تَجري بِها في جِنانِ العَدلِ أَنهارُ
أَفعالُ مُعتَصِمٍ بِاللَهِ مُنتَقِمٍ
مِمَّن عَصاهُ وَلِلزَّلّاتِ غَفّار
لا ناكِثٌ عَهدَ مَن أَعطاكَ صَفقَتَهُ
وَلا إِذا قُلتَ قَولاً فيهِ خَتّار
لَقَد أَراكَ الذي اِستَرعاكَ مَصلَحَةً
لِلمُسلِمينَ وَفَضلُ اللَهِ مِدرار
تَرى الأُسودَ معَ الأَنعامِ راعِيَةً
قَد قُلِّمَت مِنهُمُ بِالعَدلِ أَظفار
فَدُم كَما رُمتَ في العَلياءِ مُرتَقِباً
عِزَّ المُطيعِ وَلِلأَعداءِ قَهّار
وَدونكَ الجُهدَ مِن مَملوكِ نِعمَتِكُم
لكُم مَدى عُمرِهِ في الناسِ شَكّارُ
وَأَشرَفُ المَدحِ ما حُلّي بِذِكرِكُمُ
لَو نُمِّقَت خُطبٌ فيهِ وَأَشعارُ
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي وَشيعَتِهِ
وَصَحبهِ ما شَدا في الدَوحِ أَطيارُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2021, 01:44 AM   #99
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️



هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هُوَ المَوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ


متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ
نُشاهدُ ذا عَينَ اليَقينَ حَقيقَةً


عَلَيهِ مضى طِفلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ
وَلكن عَلى الرانِ القُلوبُ كَأَنَّنا


بِما قد عَلمناهُ يَقيناً تُكذِّبُ
نُؤَمِّلُ آمالاً وَنرجو نِتاجَها


وَعلَّ الرَدى مِمّا نُرَجّيهِ أَقرَبُ
وَنَبني القصورَ المُشمخِرّاتِ في الهَوى


وَفي عِلمِنا أَنّا نَموتُ وَتَخرَبُ
وَنَسعى لِجَمعِ المالِ حِلّاً وَمَأثَماً


وَبِالرَغمِ يَحويهِ البعيدُ وَأَقرَبُ
نُحاسَبُ عنهُ داخِلاً ثمَّ خارجاً


وَفيمَ صَرَفناهُ وَمن أَينَ يُكسَبُ
وَيَسعدُ فيه وارِثٌ مُتَعَفِّفٌ


تَقِيٌّ وَيَشقى فيه آخرُ يَلعَبُ
وَأَوَّلُ ما تَبدو نَدامةُ مُسرِفٍ


إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ
وَيُشفِقُ من وَضعِ الكتابِ وَيَمتَني


لَو ان رُدَّ لِلدّنيا وَهَيهات مَطلَبُ
وَيشهدُ مِنّا كلُّ عُضوٍ بِفِعلهِ


وَليسَ عَلى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ
إِذا قيلَ أَنتُم قد عَلِمتُم فَما الذي


عَمِلتُم وَكلٌّ في الكِتابِ مُرَتَّبُ
وَماذا كَسَبتُم في شَبابٍ وَصِحَّةٍ


وَفي عُمرٍ أَنفاسُكُم فيه تُحسَبُ
فَيا لَيتَ شِعري ما نَقولُ وَما الَّذي


نُجيبُ بهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ
إِلى اللَهِ نَشكو قَسوَةً في قُلوبِنا


وَفي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ
وَلِلَّهِ كم غادٍ حَبيبٍ وَرائحٍ


نُشَيِّعهُ لِلقَبرِ وَالدَمعُ يُسكَبُ
أخٍ أَو حميمٍ أو تَقيٍّ مُهذَّبٍ


يُواصِلُ في نُصحِ العِبادِ وَيَدأَبُ
نَهيلُ عَليهِ التُربَ حَتّى كَأنَّهُ


عَدوٌّ وفي الأَحشاءِ نارٌ تَلَهَّبُ
سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمدَ وابِلٌ


منَ العَفوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ
وَأَنزَلَهُ الغُفرانُ وَالفَوزُ وَالرِضى


يُطافُ عَليهِ بِالرَحيقِ وَيَشربُ
فَقد كانَ في صَدرِ المَجالسِ بَهجةً


بهِ تُحدِقُ الأَبصارُ وَالقَلبُ يَرهبُ
فَطوراً تَراهُ مُنذِراً وَمُحَذِّراً


عَواقِبَ ما تَجني الذُنوبُ وَتَجلُبُ
وَطَوراً بِآلاءِ مُذكِّراً


وَطَوراً إلى دارِ النَعيمِ يُرَغِّبُ
وَلم يَشتَغِل عَن ذا بِبَيعٍ وَلا شِرا


نَعَم في اِبتِناءِ المَجدِ لِلبَذلِ يَطرَبُ
فَلو كان يُفدى بِالنُفوسِ وَما غَلا


لَطِبنا نُفوساً بِالذي كان َيَطلُبُ
وَلكِن إِذا تَمَّ المَدى نَفَذَ القَضا


وَما لامرىءٍ عَمّا قَضى اللَهُ مَهرَبُ
أخٌ كانَ لي نِعمَ المُعينُ على التُقى


بهِ تَنجَلي عَنّي الهُمومُ وَتَذهَبُ
فَطَوراً بِأَخبارِ الرَسولِ وَصحبهِ


وَطَوراً بِآدابٍ تَلذُ وَتَعذُبُ
عَلى ذا مَضى عُمري كَذاكَ وَعُمرهُ


صَفِيَّينِ لا نَجفو وَلا نَتَعَتَّبُ
وَما الحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى


وَبِالجُملَةِ الأَمثالُ لِلنّاسِ تُضرَبُ
لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ


وَلَو بَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ
وَمن بعدِ ذا حَشرٌ وَنشرٌ وَمَوقِفٌ


وَيَومٌ بهِ يُكسى المَذَلَّةَ مُذنِبُ
إِذا فرَّ كلٌّ من أَبيهِ وَأُمِّهِ


كَذا الأُمُّ لم تَنظُر إِلَيهِ وَلا الأَبُ
وَكم ظالمٍ يُندي من العَضِّ كَفَّهُ


مَقالتَهُ يا وَيلَتَي أَينَ أَذهَبُ
إِذا اِقتَسَموا أَعمالَهُ غُرَماؤهُ


وَقيلَ لهُ هذا بما كنتَ تَكسِبُ
وَصُكَّ له صَكٌّ إِلى النارِ بعدَ ما


يُحَمَّلُ من أَوزارِهِم وَيُعَذَّبُ
وَكم قائِلٍ واحَسرَتا ليتَ أَنَّنا


نُرَدُّ إِلى الدُنيا نُنيبُ وَنَرهبُ
فَما نحنُ في دارِ المُنى غيرَ أَنَّنا


شُغِفنا بِدُنيا تَضمَحِلُّ وَتَذهَبُ
فَحُثّوا مَطايا الإِرتِحالِ وَشَمِّروا


إِلى اللَهِ وَالدارِ التي لَيسَ تَخرَبُ
فَما أَقرَبَ الآتي وَأَبعدَ ما مَضى


وَهذا غُرابُ البَينِ في الدارِ يَنعَبُ
وَصَلِّ إلهي ما هَمى الوَدقُ أَو شَدا


عَلى الأَيكِ سَجّاعُ الحمامِ المُطَرِّبُ
عَلى سَيِّدِ الساداتِ وَالآلِ كُلِّهِم


وَأَصحابِهِ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ
ابن عثيمين



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2021, 01:46 AM   #100
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

أَهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحَفرُ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أَهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحَفرُ


وَيُفقَدُ العِلمُ لا عَينٌ وَلا أَثَرُ
خَبَت مَصابيحُ كُنّا نَستَضيءُ بها


وَطَوَّحَت لِلمَغيبِ الأَنجمُ الزُهُر
وَاِستَحكَمَت غُربَةُ الإِسلامِ وَاِنكَسَفَت


شَمسُ العُلومِ التي يُهدى بها البَشرُ
تُخُرِّمَ الصالحونَ المُقتَدى بهمُ


وَقامَ منهُم مقامَ المُبتَدا الخَبَرُ
فَلَستَ تَسمَعُ إِلّا كان ثمَّ مَضى


وَيَلحَقُ الفارِطُ الباقي كما غَبَروا
وَالناسُ في سَكرَةٍ من خَمرِ جَهلِهِمُ


وَالصَحوُ في عَسكَرِ الأَمواتِ لَو شَعَروا
نَلهو بِزُخرُفِ هذا العَيشِ من سَفهٍ


لَهوَ المُنَبِّتِ عوداً ما لهُ ثَمَرُ
وَنَستَحثُّ منايانا رَواحِلُنا


لِمَوقِفٍ ما لنا عَن دونهِ صَدَرُ
إِلّا إِلى مَوقِفٍ تَبدو سَرائِرُنا


فيهِ وَيَظهَرُ لِلعاصينَ ما سَتَروا
فَيا لهُ مَصدراً ما كانَ أَعظَمَهُ


الناسُ مِن هو لهِ سكرى وَما سَكِروا
فكُن أخي عابِراً لا عامِراً فَلَقد


رَأَيتَ مَصرَعَ من شادوا وَمن عَمَروا
اِستُنزِلوا بَعد عزٍّ عن مَعاقِلِهم


كَأَنَّهُم ما نَهَوى فيها وَلا أَمَروا
تُغَلُّ أَيديهِمُ يومَ القِيامةِ إن


بَرّوا تُفَكُّ وفي الأَغلالِ إن فَجروا
وَنُح على العِلمِ نوحَ الثاكلاتِ وَقُل


وَالهفَ نفسي على أَهلٍ لهُ قُبِروا
الثابتينَ على الإيمانِ جُهدَهُمُ


وَالصادِقينَ فما مانوا وَلا خَتَروا
الصادِعينَ بِأَمرِ اللَهِ لَو سَخطوا


أَهلُ البَسيطَةِ ما بالوا وَلو كثُروا
وَالسالِكينَ على نَهجِ الرَسولِ على


ما قَرَّرَت مُحكَمُ الآياتِ وَالسوَرُ
وَالعادِلينَ عن الدُنيا وَزَهرَتِها


وَالآمرينَ بخيرٍ بعدَ ما اِئتُمِروا
لَم يَجعَلوا سُلَّما لِلمالِ عِلمَهُم


بَل نَزَّهوهُ فَلَم يَعلُق بهِ وَضَرُ
فَحيَّ أَهلاً بهِم أَهلاً بِذِكرهِمُ


الطَيّبينَ ثَناءً أَينَما ذُكِروا
أَشخاصهُم تَحتَ أَطباقِ الثَرى وَهُمُ


كَأَنَّهُم بَينَ أَهلِ العِلمِ قَد نُشِروا
هذي المَكارمُ لا تَزويقُ أَبنِيَةٍ


وَلا الشُفوفُ التي تُكسى بها الجدُرُ
وابك على العَلَمِ الفَرد الذي حَسُنَت


بِذِكرِ أَفعالِهِ الأَخبارُ وَالسِيَرُ
مَن لم يُبالِ بحقِّ اللَهِ لائِمَةً


وَلا يُحابي امراءً في خدِّهِ صَعَرُ
بَحرٌ من العِلمِ قد فاضَت جداوِلهُ


أَضحى وَقد ضَمَّهُ في بَطنهِ المَدرُ
فَلَيتَ شِعريَ مَن لِلمُشكِلات إِذا


حارَت بِغامِضِها الأَفهامُ وَالفِكَرُ
مَن لِلمَدارس بِالتَعليمِ يَعمُرُها


يَنتابُها زُمرٌ من بَعدِها زُمَرُ
هذي رُسومُ عُلومِ الدينِ تَندبهُ


ثَكلى عَليهِ وَلكن عَزَّها القَدرُ
طَوَتكَ يا سَعدُ أَيّامٌ طَوت أُمَماً


كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ
إِن كان شَخصُكَ قد واراهُ مُلحِدهُ


فَعِلمُكَ الجَمُّ في الآفاقِ مُنتَشِر
وَالأُسوَةُ المُصطَفى نَفسي الفِداءُ لهُ


بِمَوتهِ يَتَأَسّى البَدرُ وَالحَضَرُ
بَنى لكُم حمدٌ يا لِلعَتيقِ عُلا


لم يَبنِها لكمُ مالٌ وَلا خَطَرُ
لكنَّهُ العِلمُ يَسمو من يَسودُ بهِ


عَلى الجهولِ وَلو من جدُّهُ مُضرُ
وَالعِلمُ إن كان أَقوالاً بلا عملٍ


فَلَيتَ صاحبهُ بِالجَهل مُنغَمِرُ
يا حامِلَ العِلمِ وَالقُرآنِ إِنَّ لَنا


يَوماً تُضَمُّ بهِ الماضونُ وَالأُخرُ
فَيَسأَلُ اللَهُ كلّاً عَن وَظيفَتهِ


فَلَيتَ شِعري بماذا منهُ تَعتَذِرُ
وَما الجَوابُ إِذا قالَ العَليمُ أَذا


قالَ الرَسولُ أَو الصَدّيقُ أَو عُمَرُ
وَالكُلُّ يَأتيهِ مَغلولَ اليَدينِ فمن


ناجٍ وَمن هالكٍ قَد لَوَّحَت سَقَرُ
فَجَدِّدوا نِيَّةً لِلَّهِ خالِصَةً


قوموا فُرادى وَمَثنى وَاِصبِروا وَمُروا
وَناصِحوا وَاِنصَحوا مَن وَليَ أَمرَكمُ


فَالصَفوُ لا بُدَّ يَأتي بَعدهُ كَدرُ
وَاللَهُ يَلطُفُ في الدُنيا بِنا وَبكُم


وَيومَ يَشخَصُ مِن أَهوالهِ البَصَرُ
وَصَفِّ رَبِّ على المُختارِ سَيِّدِنا


شَفيعِنا يَومَ نارُ الكَربِ تَستَعِرُ
محمدٍ خيرِ مَبعوثٍ وَشيعَتِهِ


وَصَحبِهِ ما بَدا من أُفقِهِ قَمَرُ
ابن عثيمين



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية