ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

خليليَّ


خليليَّ .. قوما واعدوا لي .. فإنَّني


من البعدِ أشكو كُربتي واللياليا
رحلتمْ فزادَ الشوقُ واجتاحَ خافقي


حنينٌ لذاكَ العهدِ .. وانهدَّ حاليا
تمادتْ بي الذكرى وعُدتُ لصبوتي


أخاطبُ أيامي .. وأشكو .. لما بيا
تسامرني الأجرامُ .. في كل ليلةٍ


فأفضي لها ذاكَ الهوىٰ والتصابيا
أناغمُ أحبابي .. وقهوةَ ضَحْكتي


وصبحاً ينيرُ القلبَ قد كان باديا
وذكرىٰ طوتْ من كل صبحٍ نَعيمَهُ


تطلُّ من الأطلالِ ..تدعو الخوافيا
فيا أيها الغادونَ عنَّا .. بروحهم


ستبقون .. والذكرىٰ تُهزُّ الأمانيا
تذكرني فيكم .. سنينٌ تعطرتْ


بذكرىٰ لكم ..لا تنمحي من فؤاديا

محمد أحمد شامي الصحبي

يا أيها الشبلُ *


اقرأْ .. ورتلْ .. سورةَ الرحمنِ


فهي العروسُ ..بروضةِ القرآنِ
في آيها .. جناتُ عدنٍ قد دنتْ


منها الثمارُ .. فسُطِرتْ ببيانِ
يا قارئاً لكتابِ ربي .. طُفْ بِنا


في سورةٍ من جملةِ الفرقانِ
رتلْ .. كتابَ اللهِ .. في آذاننا


واحصلْ على أجرٍ من المنانِ
أجرٍ .. يعادلُ كل خيراتِ الدُنا


ويزيدُ عن هذا . . بفضلٍ ثانِ
يا أيها الشبلُ المؤثرُ صوتُه


هلّا انتقلتَ بنا .. إلى لقمانِ؟
عرِّجْ بنا .. في آيها ونعيمها


واقرأْ لنا منها ..بصوتٍ حانِ
واصدحْ لنا.. واروِ القلوبَ فإنها


تشتاقُ ما يُهدَى لها .. بحنانِ
رتلْ من الآياتِ فيضاً .. غامراً


بالرحمةِ العظمى .. وبالتبيانِ
واغرفْ لنا من سلسبيلِ نعيمها


من حكمةٍ .. وفضائلٍ ..ومعان
شنِّفْ لنا الآدانَ كي نرقىٰ إلىٰ


ذاكَ المكانِ المستوي .. بِجِنَانِ
يا أيها الشبلُ المؤثرُ صوتُه


بشرىٰ .. فما أبهاكَ بالقرآنِ!
بشرىٰ وتاجٌ قد سموتَ بنورهِ


عن كلِّ موضوعٍ من النقصانِ
عن كلِّ مبذولٍ يَمُجُّ سماعَه


مَنْ مَدَّه الرحمنُ .. بالرُجْحان
هذا البيانُ .. وغيرهُ مُسْتقبحٌ


لا خيرَ فيهِ .. لكلِّ ذي إيمانِ
هذا التغني .. فابتهجْ بمكانةٍ


تسمو بها في جنةِ الرحمنِ
هذا الذي يغشىٰ القلوبَ نعيمُه


وهو الشفاءُ .. لعقلكَ اليقظانِ
يا أيها الشبلُ المؤثرُ صوتُه


مَرْحَىٰ .. لمن حلَّاكَ بالتِيجانِ
مِرْحَىٰ .. لكل معلمٍ أعطاكَ مِنْ


أوقاتهِ . . وجهودهِ . . بتفان
ذاكَ المكان بجنةِ المأوىٰ وَقدْ


جَمُلَتْ .. بفضلِ معلمِ القرآنِ

محمد أحمد شامي الصحبي

مَنْ أَتَىٰ بكِ ؟!


قولي بربِكِ مَنْ أَتَىٰ بكِ هَاهُنا؟!


فأنا نسيتُ الحبَ في شفتيكِ!
لا تُرْجِعِيْنِي في زُقاقِ متاهتي


أو تَظْلُمِيْنِي في هوىٰ عينيكِ
قلبي الذي أعطاكِ حُباً صادقاً


قَدْ مَاتَ مِنْ كَمَدٍ بِصُنعِ يديكِ
الحبُ إنْ لَم تُدرِكِي مَفهُومَهُ


فدعي الأنامَ .. وبرِّئي كَفَّيكِ!

محمد أحمد شامي الصحبي

خيريّةُ المُصطَفٰىٰﷺ


خيريةٌ .. أهدتْ له التكرِيمَا


حتىٰ اعتلىٰ في العَالميْنَ عظِيمَا
ذاكَ الرسولُ الهاشميُّ محمدٌ


من جاءَ فينا هادياً .. ورحِيمَا
بالحقِ جاءَ من الإلهِ .. فمدَّنا


نوراً بتنزيلٍ أتىٰ مرسُومَا
ولقد تجلَّىٰ الحقُ في آياتهِ


للمؤمنينَ .. فزادهُ تكرِيمَا
إذْ أنزلَ الرحمٰنُ آياتٍ مَضَتْ


تُتلىٰ فنالَ الفضلَ والتعظِيَما
آياتِ قرآنٍ .. يُرَتَّلُ أمرُها:


صلوا عليه وسلموا تسلِيمَا

محمد أحمد شامي الصحبي

لأمِّ صِغَارِي


لأمِّ صِغَارِي في قصيدي منازلُ


لها منبرٌ .. يزهو بها ويطاولُ
سما فوقَ هاماتِ القصائدِ كلِّها


وفاضَ جمالاً .. سطَّرَتْهُ الأناملُ
يجودُ .. فلا تعلو عليهِ مشاعرٌ


ويسمو كما تسمو لدينا الفضائلُ
رقيقٌ .. كزخاتِ النسيمِ هواؤهُ


جميلٌ .. يناغي الروحَ لا يتخاذلُ
لهُ الفضلُ بعدَ اللهِ فيما تجمَّلتْ


به صفحاتٌ .. بيّنتها الوسائلُ
هو الحبُ في أقصىٰ الفؤادِ مكانُه


يُنيرُ دروبي .. إنْ غَشتها النوازلُ
سيبقىٰ كنورِ الصبحِ يزهو جمالُه


وكالزهر ِتسقيه المزونُ الهواطلُ

محمد أحمد شامي الصحبي

المُبدِعُونَ*


عَطِّرْ فَضَاءَ الشِّعرِ يَا قَلَمِي


وانثرْ وُرُوْدَ الحُبِّ .. فِيْ كَلِمِي
واكتُبْ من الأبْيَاتِ مَفْخَرةً


فِيمَن رَعَوْا الإبْدَاعَ في القِمَمِ
فِيْمَنْ سَمَوْ بالفِكْرِ وانطَلَقَوا


يَبنُونَ هذا الكونَ .. بِالقِيَمِ
فِيْ مَوْطِنِ الإيْمَانِ، فِيْ بَلَدِيْ


أرضِ الهُدَىٰ .. والنُّوْرِ مِنْ قِدَمِ
فِي ْ فِتْيَةٍ سَارُوُا بِنَا قُدُمَاً


يَمْضُونَ نَحوَ المَجْدِ بِالهِمَمِ
المُبدِعُونَ .. هُمُ المَنَارُ لَنَا


فِيْ عَالَمٍ .. يَكْتَظُّ بِالظُلَمِ
فِيْ عَالَمٍ .. لا حَظَّ فِيهِ لِمَنْ


لَمْ يَسْتَفِدْ .. مِنْ هِمَّةِ القَلَمِ
المُبْدِعُوْنَ .. بُنَاةُ حَاضِرِنَا


والسَّائِرِوْنَ بِهِ إلَىٰ الحُلُمِ
عَادَتْ عَلىٰ الدُّنيَا ثَقَافَتُهُمْ


حَتَّىٰ ارتَقَوُا فِيِ قِمَّةِ القِمَمِ
كَمْ أنْتَجَتْ أفكَارُهُمْ .. نُظُمًاً


عَادَتْ عَلىٰ الإنسَانِ بالنِّعَمِ
كم طوَّرتْ أفعالُهم .. أمماً


كانتْ بمنْآها .. عَنِ الإممِ
واسْتَبشَرَ الإنسَانُ حِينَ بدا


يَبْنِيْ بنورِ العِلْمِ .. والقِيَمِ
يَبْنِيْ حَضَارَتَهُ .. بِهِمَّتِهِ


حَتَّىٰ ارتَوَىٰ نُوراً .. مِن العَدَمِ
المُبْدِعُونَ .. وَقُودُ أُمَتِنَا


نَحوَ العُلا، والمَجدِ، والشَّمَمِ

محمد أحمد شامي الصحبي

لأجلكَ أُستاذي


سلامٌ .. لِمَن يحيي القلوبَ لتنعما


ويرقىٰ بها دربَ المعالي لتغنما
ويسمو بها في كلِّ علمٍ يقودُها


إلى الخيرِ في هذي الحياةِ لتعظُما
سلامٌ .. بعطرِ الحبِ يبقىٰ أريجُهُ


مدىٰ الدهرِ محفوفَ المقامِ مُكرَّما
رقيقٌ .. كحباتِ النسيمِ معطرٌ


كريمٌ .. كهذا المُزْن من خيره هما
لأجلكَ أُستاذي أصوغُ تحيتي


منمَّقةً .. حتىٰ أراكَ مُعظَّما
كتبتُ بها الأشعارَ كالشهدِ عذبةً


وأنشدتُها في كلِّ حفلٍ لتعلما
فأنتَ الذي أهدىٰ إليَّ قِطافَهُ


وإنِّي أراها في الحقيقة بلسما
وأنتَ الذي أفنيتَ عُمْرَكَ باذلاً


ليَ الحبَ والتعليمَ والنصحَ دائما
فحقُكَ أن تحيا عزيزاً مبجلاً


لأنك من أعطىٰ الوفاءَ مُقدَّما
وأنكَ كمْ أغنيتَ أسمىٰ رسالةٍ


بفكرٍ تجلّى في الحياةِ وأسهما
ويا قائدَ الصرحِ الذي فاءَ ظِلُهُ


عليَّ سنيناً في الحياةِ مُكرِّما
تعلّمتُ منكَ السَّبْقَ في كلِّ منهلٍ


ففزتُ بأمجادٍ .. ولازمتُ أنعُما
ولولا سموُ الفكر منكَ لما ارتقىٰ


بي المجدُ حتى بِتُّ ذاكَ المُكرَّما
سيشهدُ هذا الصرحُ أنَّكَ قُدْتَه


إلى جودةٍ طالتْ به منزلَ السما
وهذا الوكيلُ الشهمُ زادَ طموحَنا


لنبلغَ هامَ الفخرِ والعِزَّ والنما
ومرشدُنا في كلِّ مجدٍ يحثُّنا


ورائدُنا في كلِّ فخرٍ بنا سَما
لكي نرفعَ الراياتِ في كلِّ محفلٍ


لصرحٍ سما مجداً .. فكان معظّما
بدولة توحيدٍ، وفضلٍ، وسؤددٍ


حمىٰ أرضَها ربُ الوجودِ وأكرما
وقاداتها الأفذاذ من يومِ أُسِسَتْ


علىٰ دينها الإسلامِ صانتهُ مَغنما
ستبقى بإيمانٍ، وحزمٍ، ونعمةٍ


منابرها بالحق تدعو .. لتنعما

محمد أحمد شامي الصحبي

ياجنةَ الفردوس


اللهُ أكبرُ .. يا جنودَ بلادي


هذا هو الفخرُ العظيمُ ينادي
ياجنةَ الفردوس يا كلَّ الُمنىٰ


قد جاءَكِ الشهداءُ بالأمجادِ
قد جاءَكِ الأبطالُ يَعْبُقُ ذكرهم


في الأرضِ والآفاقِ والآمادِ
جاءوا إليكِ بعزمِ إيمانٍ قضىٰ


أن يصعدوا لك .. يا أجل مُرادِ
جاءوا إليك .. فعطّرتْ أفعَالُهم


كلَّ الدُّنا .. في عِزّةٍ .. وسدادِ
بذلوا النفوسَ رضيَّةً مرضيَّةً


للهِ .. ليسَ لمُفسدٍ وفسادِ
ذادوا عن الدينِ الحنيفِ بعزمهم


ولهمْ على الوطنِ العظيمِ أيادي
ساروا إليكِ تزفُّهمْ وتقودُهمْ


تلك الشهادةُ . . يا أعزَ مَعَادِ
يا جنةَ الفردوسِ .. يا آمالَنا


يا جنةً فيها الرسولُ الهادي
يا جنةً .. تهفو لها أرواحُنا


لتقودنا .. لمنازلِ الروادِ
لمقام هادينا الرسول وصحبه


خير القرون على مدىٰ الآمادِ
يا أيها الشهداءُ بُوركَ سعيُكم


فالكلُّ يذكركم . . بخيرِ جهادِ
لا لم تموتوا .. بل بجنة ربنا


لكم الحياةُ نعيمُها المُتمادي
اللهُ أكبرُ .. قالها .. ويقولُها


جُندٌ .. سمو عن نَزْوَةِ الأحقادِ

محمد أحمد شامي الصحبي

علىٰ المسعىٰ


وقفتُ علىٰ المسعىٰ بكلِّ مشاعري


أشاهدُ هذا الموجَ يعلو بناظري
فماجَ الهوىٰ في القلب واكتظَّ مقلتي


وفاضتْ بدمعِ العينِ غصباً مَحاجري
وضجَّ بهذي النفسِ شوقٌ مجلجلٌ


لخيراتِ ربٍ .. قد أحاطَ بخاطري
فيا ربِ .. هبْ لي .. من نعيمكَ رحمةً


أفوزُ بها .. يومَ اغتنامِ البشائرِ

محمد أحمد شامي الصحبي

جمعيةُ التحفيظِ


نورٌ على نورٍ . . وصرحٌ باهرُ


ونتائجٌ . . نزهو بها . . ونفاخرُ
صرحٌ تشعُ الشمسُ من جَنَبَاتهِ


في كل صِقْعٍ ذِكرهُ يتواترُ
أبناؤه . . قد أخلصوا بنيانهُ


فسمتْ به في العالمينَ منابرُ
هذي الكويتُ تعطَّرتْ من فيضهِ


حين انبرىٰ فيها البراءُ يجاهرُ
يشدو بصوتٍ خاشعٍ متبتلٍ


يدني القلوبَ جمالهُ .. ويشاطرُ
للذكرِ والقولِ المبينِ مرتلٌ


ومجودٌ لكتابِ ربي . . ذاكرُ
حتى سما .. في الفائزينَ بنفسهِ


طُوبَى له ذاكَ المكانُ الطاهرُ
صرحٌ جرتْ أفكارُه من منهلٍ


عذبٍ . . به تصفو الدُنا وتكاثرُ
للهِ فيه نوابغٌ . . في عزمهم


جِدٌ . . ومِنْ أوقاتهم قدْ آثروا
ما عندَ ربِ الكونِ . . من آلائهِ


صبروا على كل الصعابِ وصابروا
حتى تمايلت الغصونُ بخيرها


وتأكدَ المجدُ الذي قد ناظروا
فجنوا ثمارَ جهودهم ممزوجةً


بسعادةٍ هي في القلوبِ جواهرُ
حصدوا التفوقَ حينما حِيزتْ لهم


أَيْزُو . . وأوسمةٌ بدتْ تتواترُ
هذي جهودُ المخلصين تبلورتْ


وتعددتْ .. وبخيرها .. تتكاثرُ
راقٍ بأخلاقي، وفوجٌ حافظٌ


وبناءُ أُستاذٍ، وشبلٌ ماهرُ
ومرتلٌ يَغشىٰ المساجدَ نورُهُ


ترتيلُهُ .. يَسبي النُّهىٰ . . فنبادرُ
يا أيها الصرحُ المباركُ إنَّني


لكَ ماحييتُ لوصفِ فضلِكَ شاعرُ
جمعيةُ التحفيظِ صرحٌ شامخٌ


ترعىٰ مناشطَهُ العظامَ . . كوادرُ
جمعيةُ التحفيظِ صُبحٌ مُشرقٌ


نورٌ على نورٍ . . وصرحٌ باهرُ
وختامُ أبياتي . . صلاةٌ ترتقي


للمصطفى الهادي، وحبٌ عاطرُ

محمد أحمد شامي الصحبي