ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

مُشَرَّدٌ


مُشَرَّدٌ ضَيَّعَتْ أقْدَارُهُ طُرُقَهْ


قَدْ شَابَهَتْ رُوْحُهُ في ذُلِّهَا خِرَقَهْ
وَكُلُّ دَربٍ مَشَى بالرَّفضِ شَايَعَهُ


أمَّا الغُبَارُ بِسُوءِ الظَّنِّ قَدْ سَبَقَهْ
يَمَدُّ ظَهْرًا على ظَهْرِ الرَّصِيْفِ كمَا


يَمَدُّ للنَّومِ فَرشًا كانَ مِنْ وَرَقَةْ
حتَّى الرَّصِيْف الذِي قَدْ عَدَّهُ سَنَدًا


عِنْدَ الهُجُوعِ تَمَنَّى أنَّهُ خَنَقَهْ
إخَالُهُ في عُيونِ الوَقْتِ كانَ قذى


والوَقْتُ قِدْمًا تَبَاهَى أنَّهُ بَصَقَهْ
قَدْ صَدَّقَ اليَّأسَ والآمَالَ مَزَّقَهَا


وَثَوب حُلمٍ لَهُ مِنْ يَأْسِهِ نَتَقَهْ
ثُمَّ انْطَوتْ ذاتُهُ في ذاتِهَا هَرَبًا


مِنْ أحْرفِ الظُّلمِ أو مِنْ أوجُهِ العَقَقَةْ
والنَّاسُ تُبْصِرُ إلا حَالَ بَائِسِهِمْ


كَأنَّهُمْ قَدْ أضَاعُوا عِنْدَهُ الحَدَقَةْ
كَمْ يَشْتكِي مِنْ حِصَارِ الجُوعِ في ألَمٍ


بَطنُ الفقيرِ إلى أمْعائِهِ أرَقَهْ
يَقْتَاتُ جُوعًا على جُوعٍ ونَظرتُهُ


إلى الموَائِدِ لمْ يَسرقْ بِهَا مَرَقَةْ
قَدْ أدْمَنَ الجُوعَ حتَّى الأكْل أنْكَرَهُ


لمَّا أتيتُ بِهِ في هَيْأةِ الصَّدَقَةْ
مَا نَصَّبَ الجُوعَ في جَوفِ الضَّعيفِ سُوَى


ذاكَ الَّذي مِنْ يَديْهِ القُوتَ قَد سَرقَهْ
يُعطِيهِ مِنْ حَقِّهِ المَسْرُوقِ في عَلَنٍ


مَنْ كانَ في خُفْيَةٍ أو خِفَّةٍ لعَقَهْ
يُؤْذِيْهِ تَصويرُ إعْلامٍ لفَاقَتِهِ


والمَادِحُونَ يَعدُّونَ الأذَى شَفَقَةْ

عبده فايز الزبيدي

الله أهل للثناء


لا تطلبنَّ مِن الخلائقِ حاجةً


كانَ التَّذلُّلُ للأنامِ قبيحَا
كمْ قاصدٍ غيرَ الإلهِ لغَايةٍ


قد عَادَ من سَفَرِ السُّؤالِ جَريحَا
واصعدْ بنفسكَ حين تَطلب رغبَةً


بسؤالِ مَنْ يَهبُ الجزيلَ صريحَا
ولسوفَ يدهشُك الكريمُ بجودهِ


ويكونُ جاهُك سَالمًا وصحيحَا
فالله ُ أهلُ للثناء ِ وشكرُهُ


جعلَ القصيدَ إذا فعلتُ مليحَا

عبده فايز الزبيدي

يسْتَسْهِلُ الشِّعرَ


يسْتَسْهِلُ الشِّعرَ مَنْ في مَطْلَعٍ وَرِطَا


ويَظْلِمُ النَّصَّ مَنْ في فَهْمِهِ غَلِطَا
تَراهُ يَطْمِشُ في وَزْنٍ وقَافِيَةٍ


كمِثْلِ أطْمَشَ بينَ النَّاسِ قَد خَبَطَا
يَحْتَلُّنِي الشِّعرُ غَيْمًا ثُمَّ يُنزلُنِي


إلى الذَّوائِقِ أشْجِيْهَا بِمَا التُقِطَا
بَعضُ النُّزولِ صُعُودٌ في مَآثِرِهِ


كمَاءِ غَيْثٍ على صَحْراءَ قَدْ هَبَطَا

عبده فايز الزبيدي

أطلق سبيلي يا مدير


مَدْحٌ أَتَاكَ مُلَوِّحًا تَلْوِيْحَا


يَا مَنْ تَبَارِي في المَكَارِمِ رِيْحَا
َوالحَرُّ يَسْعى لِلمَدِيْحِ بِكُلِّهِ


وَأرَى الثَّنَاءَ عَلَى الكِرَامِ مَلِيْحَا
أطْلِقْ سَبِيْلِيَ يَا مُدِيْرُ فَإنَّنِيْ


قِدْمًا رَأَيْتَ الخَيْرَ فِيْكَ صَرِيْحَا
وَإِذَا فَعَلْتَ أَزَحْتَ عَنِّيَ كُرْبَةً


كَاللَّيْلِ عَنْ صَدْرِ السَّمَاءِ أُزِيْحَا

عبده فايز الزبيدي

أحفورة


من يبدأ النص من يرقى سلالمَهُ


ومن غياهب معنى ينزع الصورةْ
يأتي جديدًا ولا يرضى مُكررةً


من المعاني التي أضحت كأحفورةْ
يشدو المجاز على أوزانه صورا


فيدهش الناس والألباب مسحورةْ
يَروْضُ كلَّ شَمُوْسٍ عند تقْفِيَةٍ


حتى القوافي التي تدعى بمغرورةْ
ولا يخاف على التجديد أغْلِمَةً


لها محابر نقد جدّ مسعورةْ
ولا حدود لفكر قد رقى أفقا


ولا معاني دون الشعر محظورةْ
له سحاب خيال مُثْقَلٌ قممًا


من صَيِّبِ الفكر أرض الحِبْرِ ممطورةْ
بنات فكر على سطر يدللهم


كأنهن أميرات بِمَقْصُورةْ
ويشعل الشعر والأوراق أسئلة


من يصنع الفرق حتى يكتب السيرةْ
جماعة الشعر والت فكر رائدها


وعكسها قال عنهم: تلك معذورةْ
قد قيل عنه: له فكر يخالفنا


لكنه في سماء الشعر أسطورةْ

عبده فايز الزبيدي

شفة كورد


شَفَةٌ كوردٍ والحروفُ فَراشُ


ورَحِيقُ معنىً في القصيدِ يُعاشُ
والحُبُّ في صدر المحبِّ كغابةٍ


محميِّةٍ ومشاعري الأحْرَاشُ
تتزودُ العينانِ شَْهدَ شُهودِهَا


ولنَا قلوبٌ لِلْعِنَاقِ عِطاشُ
يَحتلُ خارطََة الكلاِم سُكوتُنا


أمَّا العيونُ فبينهنَّ نِقاشُ

عبده فايز الزبيدي

نفس كشمس


ضَحَّتْ لأجْلِ حَياتِنا نَفْسُ


فكأنَّها في نَعْشِهَا شَمْسُ
مَوتُ الشَّهيدِ حَياتُهُ أبَدًا


وحَيَاةُ رِعْدِيْدٍ هي العَكْسُ
هذا الشَّهيْدُ الخُلدُ مَوْئِلُهُ


ومَآلُ خَوَّارٍ بِهِ لَبْسُ
نَصُّ الشَّهادةِ قَالَ هَالَتَهُ


جَهْرٌ ويَحفظُ نُورَهُ الهَمْسُ
رُوْحُ الشَّهيدِ تَصَعَّدَتْ صُعُدًا


ودِمَاهُ في يَوْمِ الحِمَى غَرْسُ
كُلُّ المَدَائِنِ تَفْتَدِي حَرَمًا


و حَلِيُّ أبْطَالِ الوَغَى رَأْسُ
أ كِيَادُ صَارَ فَتَاكِ مُلْهِمَنَا


وصُمُودُهُ في صَعْدَةٍ دَرْسُ

عبده فايز الزبيدي

أحراش


شَفَةٌ كوردٍ والحروفُ فَرَاشُ


ورَحِيقُ مَعنىً في القصيدِ يُعاشُ
تتزودُ العينانِ شَْهدَ شُهودِهَا


ولنَا قلوبٌ لِلْعِنَاقِ عِطاشُ
يَحتلُ خارطَةَ الكلاِم سُكوتُنا


أمَّا العُيونُ فبينهنَّ نِقاشُ
والحُبُّ في صَدرِ المُحبِّ كغابةٍ


محميِّةٍ وَ قَصَائِدِيْ الأحْرَاشُ

عبده فايز الزبيدي

ليلة بيضاء


الشِّعرُ مَوطنُ كافة الشعراءِ


مثلُ السماءِ مَدينةِ الأنْوَاءِ
والفَنُّ موطنُهُ الفريقُ فلا تَسَلْ


عنْ بَلدةٍ كالدُّرَةِ الزَّهْرَاءِ
في ليلٍة جَمَعَ الشبابُ ثقافةً


ورياضةً في سَاحةِ الإثْرَاءِ
طَربِوا لنثْرٍ كالنجومِ وضاءَةً


و تلذَّذُوا بقصائدِ البُلغَاءِ
وشَبِيبَةٍ يَبْغُونَ كأسَ بطولةٍ


فوقَ المَنصَّةِ مثلَ نَجْمِ سَماءِ
مثلَ المَليْحَةِ كانَ مهرُ زفَافِها


حُسْنُ المهارةِ في بديعِ أدَاءِ
بذَلوا قُصَارى جُهْدِهُم في نَيْلِها


مُتَنافِسِينَ تنَافُسَ الشُّرَفَاءِ
كُرِّمْتُ في ليلٍ كَأنَّ نُجُومَهُ


أهْلُ الفَريقِ بِدُرَّةِ الأحَيْاءِ *
حَوْلي وفَوقِي أنْجُمٌ وكَواكِبٌ


فكأنَّنِي في الليلةِ البيضاءِ

عبده فايز الزبيدي

لك في الشعر ثبات ورسوخ


لكَ في الشَّعْرِ ثَبَاتٌ ورُسُوْخْ


وشَبابٌ سَادَ بالعلمِ الشُّيُوْخْ
وصِفاتٌ أوجَبَتْ مدحًا لَكَمْ


ألهَمَتْ شعريَ شمسًا لا تَبُوخْ
تعْشقُ الشِّعْرَ وتُعلي أَهْلَهُ


لا تُحَابِي أو تُجَافِي في شُمُوْخْ
هَكَذا المُنْصِفُ في أحْكَامِهِ


لا يَرى للقَصْرِ فَضْلا ً فَوقَ كُوْخْ
وتَرُوضُ الفكْرَ إن ْ مَعنَىً عَصَى


ليسَ في طبْعكَ للصَّعبِ رُضُوْخْ
وإذا أنْشَدتَ قومًا شِعْرَكم


تَحْسَبُ القومَ كأُذْنٍ لمُصِيْخْ
يَذبُلُ الوقتُ وَيفنَى زَهْرُهُ


وأرَى الشِّعْرَ كشمسٍ لا تَشِيْحْ

عبده فايز الزبيدي