منتدى نصره الرسول (صلى الله عليه وسلم ) نسأل الله أن يحشرنا في زمرة الأنبياء والعلماء والصالحين |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-08-2009, 04:39 PM | #21 |
المدير العام لمنتديات قبائل شمران الرسمية
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
الله يجزاك خير يايوحسن
والله يجعل ذلك في موازين حسناتك |
06-09-2009, 08:19 PM | #22 |
مشرف سابق
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
اليوم التاسع يوم التخيير : "يا ايها النبي ، قل لأزواجك" هنا تنداح مفاتح الزمن ، لتقدم بين الأيام العظيمة في حياة "رسول الله" ، هذا اليوم الاغر الجليل.و هو يوم ، تعودنا ان نمر بوقائعه مسرعين ، لا نكاد نعي منها الا ان"الرسول" غاضب أزواجه ، لأنهن أردن منه أن يوفر لهن شيئا من مناعم الحياة،فأبى" الرسول" ذلك ، و نزل الوحي مؤيدا موقف "الرسول" ، ومعاتبا زوجاته في لهجة التانيب و التهديد. ولكن ، وقبل ان نواجه الموضوع، علينا أن نقف قليلا مع كلمة " ازواج" حيث اعتاد نفر من المريبين و المستربين أن يتخذوا منها موضوع غمز ، أو في احسن مواقفهم ، موضوع تساؤل."لماذا كان لرسول الله هذه الكثرة من الزوجات ؟؟" و الجواب عن تساؤلهم ، كتبت فيه كتب كثيرة ، و أسفرت الحقيقة في هذه القضية اسفارا مبينا . لقد بعث "الرسول عليه السلام" في سن الاربعين ، وهاجر الى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما من بعثته ، أي و هو في الثالثة والخمسين . و طوال هذه المدة المباركة من عمره ، لم تكن له سوى زوجة واحدة وهي السيدة "خديجة" رضي الله عنها . وبعد موتها ، لم يتخذ لنفسه سوى زوجة واحدة هي "سودة بنت زمعة" رضي الله عنها ، ولبث على ذلك حتى هاجر الى المدينة و هناك اعرس "بعائشة بنت الصديق" رضي الله عنها. ان هذه الحقيقة وحدها تدحض كل تساؤل ، وتظهر في و ضوح كامل أن تعدد الزوجات في حياة "الرسول" ، كان وليد أغراض أخرى أبعد ما تكون عن الرغبة في اشباع جنسي . و تاتي الحقيقة الثانية ، لتؤكد الأمر ، تلك هي أن جميع زوجاته عدا "عائشة" كن ثيبات و نصفهن عجائز. و تأتي حقيقة ثالثة ، هي أن كل نسائه بعد "خديجة" تزوج بهن عدا "سودة" في المدينة بعد الهجرة ،أي في السنوات التي قضى ليلها و نهارها في صراع مستمر لا يهدا مع المنافقين في المدينة و المشركين في قريش و هوازن و ثقيف بعد فتح مكة ، ثم مؤامرات الروم بعد أن دانت الجزيرة كلها للإسلام . اذن فما سر هذا التعدد ؟؟ لقد كان النبل و الابوة و الإحساس العميق بالمسؤولية وراء تعدد الزوجات في حياة "الرسول" . و يمكن القول أن الزواج الذي وقع في حياة "الرسول" بقصد الزواج ذاته ، انما حدث مرتين : أولهما زواجه ب"خديجة "و ثانيهما زواجه ب "عائشة" بعد موت "خديجة".اما بقية الزوجات ، فقد كان وراء الزواج منهن سبب غير قصد الزواج... ف "حفصة" مثلا استشهد زوجها في غزوة" بدر" ، و بقيت مترملة زمنا ليس بالقصير ، و كان "النبي" يرى في ترملها مشكلة ترهق مشاعر ابيها "عمر بن الخطاب" الذي عرضها على "ابي بكر "ليتزوجها فاعتذر ثم على "عثمان" فاعتذر ايضا .هنالك آواها "الرسول" الى عصمته. و "سودة" ، أسلمت هي و زوجها "السكران بن عمرو" و هاجرا الى الحبشة ، و في طريق عودتهما منها ، توفي زوجها ، وتمنت أن تقضي حياتها في بيت "رسول الله" فتزوجها.و "أم حبيبة" بنت" أبي سفيان " أسلمت و زوجها "عبيد الله بن جحش" و هاجرا الى الحبشة و هناك غير زوجها دينه و اعتنق النصرانية ، و بلغ أمره "رسول الله" فشغلته مأساة الزوجة الوحيدة في بلاد الغربة و الهجرة ، هذه التي اسلمت مبكرة في الوقت الذي كان ابوها و أسرتها يتزعمون اضطهاد المسلمين ... "زينب "بنت عمة" الرسول" ، ذات الحسب و الجمال ، خطبها "الرسول " لزيد بن حارثة" ، لكن "زينب "لم تظهر ارتياحها لهذا الزواج و كذلك اخوها ، بيد انهما أمام رغبة "الرسول" وافقا لكن حياتهما الزوجية اتسمت بفقدان التفاهم و الانسجام و كان لابد من الطلاق . وبعد الطلاق ، رغبت "زينب "ان تكون زوجة" للرسول" و رأى" الرسول" نفسه مسؤولا عن الزج بها في زواج لم تكن تريده ، فلم يكن هناك تعويض لها أقل من تحقيق رغبتها ، و هكذا ضمت الى أمهات المؤمنين. و "صفية بنت حيي بن أخطب" زعيم اليهود في بني النضير و في معركة "خيبر "التي دارت بين المسلمين و اليهود ، فقدت أباها و زوجها و أخاها ، و وقعت في ايدي المسلمين بين السبي و الأسرى . ونقل بعض أصحاب "الرسول "اليه نبأها و هو عليه السلام كان وافر الأسى و الرحمة لكل عزيز قوم يذل ، دعا "صفية" و خيرها بين امرين : أن يعتقها ، و يردها الى من بقي من أهلها ، أو تسلم ، وتكون له زوجة و أما للمؤمنين . وصاحت "صفية "مغتبطة و شاكرة :"اخترت الله و رسوله" و تزوجها الرسول. على هذا النمط ، كان تعدد الزوجات في حياة "الرسول" ... و بعد هذه الوقفة ، نعود الى موضوعنا ، موضوع التخيير و المفاضلة اللذين نزل بهما الوحي في حسم شديد و أكيد "يا أيها النبي" قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها ، فتعالين أمتعكن و اسرحكن سراحا جميلا ، و ان كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة ،فان الله أعد للمحسنات أجرا عظيما". |
06-09-2009, 08:20 PM | #23 |
مشرف سابق
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
ماذا كان حدث حتى يتنزل الوحي بهذه الآيات التي تحمل طابع الاحتجاج و الرفض؟ ان الذي حدث يومها لعجيب . كانت الجزيرة العربية قد دانت كلها بالاسلام ، و كان المسلمون قد انتعشت معايشهم بما افاء الله عليهم من غنائم و مغانم ، و كانت ضريبة الزكاة تحمل الى المدينة من شمالي الجزيرة و جنوبها الحصاد و العطاء ، و من الابل و الغنم و الاموال ، و أخذ الرغد النسبي طريقه الى كل دار و كل اسرة . لكن اسرة واحدة ظلت مثابرة على شظف العيش لا تتحول عنه و لا تريم ، يمر الشهر و الشهران و الثلاثة دون أن توقد هذه الأسرة نارا تطهو عليها شيئا من الوان الطعام .. تلك هي اسرة "رسول الله" أسرته جميعها.كانت زوجاته يقمن في حجرات منفصلة الى جوار المسجد ،و كن في شظف العيش سواء .ليس هذا فحسب ، بل امتد الى بنت "الرسول " "فاطمة الزهراء" التي تعيش بعيدا مع زوجها الامام "علي" فكانت كلما ذهبت الى ابيها تسأله من العطاء الذي يعطي منه الناس جميعا ، تسمع منه هذا الجواب:"لا اعطيك و أدع فقراء المسلمين " .ثم يضمها الى صدره حين يرى الدمع يترقرق في مآقيها و يقول لها:" الا ادلك على خير من ذلك ، سبحي الله ثلاثا و ثلاثين ، و احمدي الله ثلاثا و ثلاثين ، و كبري الله أربعا و ثلاثين " . كان "عليه السلام "يعرف تماما مكانه و آل بيته من الدنيا ، و مكان الدنيا منهم ، كان يعلم أنه جاء الحياة ليعطي لا ليأخذ ، و من ثم عاش و حمل اهله على العيش معه في مستوى الكفاف ، و الكفاف كثير . و حين فتحت الدنيا على المسلمين ، و زف اليهم الكثير من أطايب الطعام و اللباس و الفراش ،بدا لزوجاته أن يسالنه من ذلك النعيم حظا .. لم يطلبن ، بل لم يرغبن في اكثر مما يتاح للناس العاديين .و تحدثت بعضهن مع "الرسول "في ذلك . كان "الرسول "يقدر فيهن طبيعة البشر ، و ما كان ليضن عليهن بتلبية رغباتهن المتعففة اليسيرة ، لكن أين القدوة اذن؟ و اين حقوق القدوة على من جعلتهن الأقدار أمهات للمؤمنين ؟ . ان القدوة هنا لا تطلب من "الرسول "وحده ، بل و من كل من تربطه ب "الرسول "صلة نسب أو قرابة ... هاهو ذا يعيش و يعيشون معه على التمر و الماء ، بينما ريح الشواء تفوح من اكثر البيوت . ها هو ذا ينام على حصير يترك أثاره الضاغطة على جسده الكريم ، حتى ان "عمر بن الخطاب "ليبكي حين يراه ، و يسأله أن يتخذ له فراشا لينا أ فيكون جوبه "عليه السلام" : "يا عمر ، انها لنبوة ، لا ملك " . ألا ان يوم التخيير هذا ، وان مسلك "الرسول" بعد أن فتح الله له و لدينه الجزيرة العربية كلها ، و بعد أن صارت خيراتها و حاصلاتها تحت امره ، لأصدق البراهين لمن شاء برهانا على صدق نبوته و رسالته... وهكذا رأيناه يغضب حين رأى زوجاته يردن الخروج الى الدنيا ، الى نعيمها ، و مباهجها و زينتها ، و يتنزل الوحي بتاييد موقفه و يرفض موقف الزوجات . أجل ، لا مكان للدنيا في بيت النبوة ، و الله لا يريد لهن ارغاما ، فمن شاءت الدنيا و زينتها فلتغادر بيت النبوة و لتتخل عن مكان القدوة ، و لتأخذ من طيبات الدنيا بعد ذلك ما يأخذ بقية الناس.أما من كانت تريد الله ، و رسوله ، و الدار الآخرة ،فلها ذلك ، و لها الأجر العظيم من الله ، شريطة أن تنبذ الدنيا و راءها ظهريا ، و ان تتقبل في غبطة و راحة، شظف الحياة في بيت النبوة و الوحي و اليقين . و نهض" الرسول " الى زوجاته يتلو عليهن واحدة بعد واحدة كلمات الله ، و يبلغهن حكمه و تخييره .و بدأ ب "عائشة" ، ثم بقية الزوجات ، و ما منهن واحدة تسمع آي الله الا تصيح : "بل اختار الله و رسوله" . و هل كان ينتظرمنهن غير ذلك ؟ أفئن وضع رضوان الله و رسوله في كفة ، و وضعت مباذخ الدنيا في الكفة الأخرى ، يكون ثمة مكان للإختيار و للخيار ، و ممن ؟ من زوجات "الرسول " و أمهات المؤمنين!! لقد اراد الله سبحانه و تعالى أن يجعل من "يوم التخيير" و وقائع المفاصلة مزيدا من الإيضاح لجوهر الحياة اللائقة برسله و صفوته من خلقه . و مزيدا من التوكيد على هوان الدنيا و هوان ما يقتتل عليه الحمقى من زخرفها الباطل و أمجادها الكاذبة ، ثم درسا بليغا للناس في كل عصر و زمان ، لكي يبصروا طريق الرشد ، و يختاروا بين عالم الله و دنيا الناس. نهاية اليوم التاسع |
06-10-2009, 10:49 PM | #24 |
مشرف سابق
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
مع آخر يوم من أيام الرسول صلى الله عليه و سلم و لعله أصعب يوم على الإطلاق اليوم العاشر يوم الوداع : "فسبح بحمد ربك و استغفره ، انه كان توابا" أتم الله على رسوله نعمته و أمسى قرير العين و الفؤاد ، اذ رأى الشرك و الوثنية قد كنسا من الجزيرة العربية ، و طهر بيت الله للطائفين و العاكفين و الركع السجود ، فلم يعد يطوف بالبيت مشرك ، و لم تعد هناك مناة و عزى و لا هبل و لا اللات.. عاد دين "ابراهيم " عليه السلام الى وطنه مسبحا بحمد الله مقدسا له ، وبلغت كلمات الله الى ملوك الارض عن طريق الرسل الذين انتدبهم "الرسول" الكريم لهذه المهمة الجليلة. وعلى قمة ثلاث و عشرين عاما قضاها و صحبه الأبرار في معاناة و نضال ، ترتكز الآن سارية النصر حاملة راية الله التي تغطي أرض الجزيرة كلها بمجدها و سناها و هداها ... و في أواخر "ذي القعدة" من السنة العاشرة للهجرة ، شد "الرسول "رحاله الى بيت الله الحرام ، وشد المسلمون معه الرحال. و في "عرفات" ينزل عليه الوحي بهذه الآية الكريمة : "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ، و رضيت لكم الإسلام دينا" .كمل الدين و تمت النعمة و ساد الإسلام ، اذن فالمهمة قد انتهت ، و الرحلة قد شارفت مداها .. و من دار " الأرقم" الى "مدينة رسول الله" الى دنيا الناس و عالم البشر ، يواصل النور سيرته و مسراه. لقد أوقد "محمد" و أصحابه الشعلة المباركة ، و كتب الله ألا يخفت أبدا لها ضياء. لقد أديت الرسالة ، و بلغت الأمانة ، و أصبحت كلمة الله هي العليا. أترى الرحيل قد آن أوانه ؟ و حان للمسافر ان يعود الى داره ؟ بلى .. آن موعد العودة و الرحيل . و في "منى" ، بعد ان تمت شعائر الحج ، و أذنت أيام التشريق ، جاءه الوحي بهذه الآيات : "إذا جاء نصر الله و الفتح ، و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا" . و تلا "الرسول " على أصحابه كعادته هذا الوحي الجديد ، فازدادوا به طمأنينة و فرحا ، لما يحمله من توكيد لاستمرار نصر الله و فتحه .. لكن "أبا بكر "و "عمر "و " العباس" فاضت أعينهم بالدمع ، اذ وجدوا فيه نعيا "لرسول الله "و ايذانا بقرب رحيله..و لقد صدق "الرسول "فهمهم هذا ، و أنباهم أن هذه الآيات تنعي اليه نفسه. هكذا يومىء الوحي و ينيء بقرب وفاة "الرسول" .. لم يعد "للرسول" مكان في دنيا الناس بعد أن انتهت مهمته ، انه لا يعطى و لو بضع سنوات يحتفل خلالها بالنصر و يحيا في بحبوحته و رفاهه. ولقد كانت هذه النهاية السريعة تعني أعظم التكريم و التمجيد "لرسول رب العالمين". ذلك أنها تكشف مقام "النبي" عند الله ، انه "رسوله" و مبعوثه الى دنيا البشر ، انه خلقه و اصطفاه لهذه المهمة لا غير ، مهمة التبليغ عنه ، و الدعوة اليه ، و غرس رايته في الارض . فاذا انتهى دوره ذاك ، صعد على الفور الى الرفيق الاعلى ، حيث هناك وطنه الحق و مقامه الابدي. ولكن ، لماذا و الوحي ينبئه بقرب رحيله ، يدعوه لأن يسبح و يستغفر؟ انه برهان جديد و لعله سيد البراهين على أن "محمدا" عليه الصلاة و السلام كان "رسول الله "، يتلقى عنه ، و يدعو اليه باذنه ..فلو أنه يعمل في نطاق شخصي ، و تدفعه حوافز ذاتية مهما يكن نبلها ، ثم احس بدنو أجله و أراد أن يعبر عن احساسه بكلمات ينعي بها نفسه ، لما جاءت على هذا النحو أبدا ..دعوة الى الاستغفار و المتاب... من أجل هذا ، رأيناه "عليه السلام " على الرغم من تفانيه الدائب في عبادة ربه يزداد بعد نزول هذه الآيات امعانا في النسك و اقبالا على التعبد..يقول "أبو هريرة" رضي الله عنه : "اجتهد النبي صلى الله عليه و سلم بعد نزولها ، حتى تورمت قدماه ، و نحل جسمه ، و قل تبسمه ، و كثر بكاؤه" ... هذه أولى نفحات "يوم الوداع" ، نلتقي بها في بواكير صباحه . و الآن ، فالى ذلك الجمع المشهود ، لنسمع و نرى .. هناك فوق المنبسط الفسيح من "منى" وقف مئة و عشرون ألفا من المسلمين ، و قفوا حافين حول "رسولهم الكريم" الذي تهيا ليلقي عليهم من حديثه المضيء بعض النصائح و الكلمات. كان الفرح و البشر و الأمل و الثقة تشيع في الزمان و المكان و تملأ الانفس حيوية و انبهارا.. لم يكونوا يعلمون أن "الرسول" نعي الى نفسه .. فحتى الذين تليت عليهم سورة "النصر" و سمعوها لم يفهموا منها ما فهمه" أبو بكر "و "عمر" و "العباس" رضي الله عنهم و عن الصحابة أجمعين .. لم يكونوا يدرون الا أنهم في مهرجان عظيم ، يحتفلون فيه بانتهاء مناسك الحج ، كما ينعمون بنصر الله و فضله . فهؤلاء المائة و العشرون ألفا من المسلمين ، من يمثلون الجزيرة العربية كلها بكل قبائلها و مواطنها. وهم "الرسول " بالحديث ، بينما وقف قريبا منه بعض اصحابه ليبلغوا عنه ، حتى تصل كلماته الى جميع المسلمين. لم يعد "الرسول " خطابه و لم ينمقه حتى يجيء في الصورة المحسوبة لخطبة الوداع ، و أي وداع !! بل لعله لم يكن في حسبانه أن يقف اليوم خطيبا ، فقد جاءه ما يشغله : التهيؤ للقاء ربه. وكعادته دائما في ايثاره البساطة ، و نبذه التكلف و التعاظم ، وقف يذكر أصحابه ، و يزودهم ببعض وصاياه ، و تحدث فجمع و أوعى .. و اشرأبت الأعناق ، و أصغت القلوب ، و أرهفت العيون أحداقها.. و أشرق في الأفق الساكن ، صوت " الرسول" : "أيها الناس ..اسمعوا قولي ، فإني لا أدري ، لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، في هذا الموقف أبدا . أيها الناس .. ان دماءكم و أموالكم عليكم حرام ، الى ان تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، و كحرمة شهركم هذا ..و انكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، و قد بلغت . فمن كانت عنده أمانة فليؤدها الى من ائتمنه عليها . و إن كل ربا موضوع .. لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون و لا تظلمون .. قضى الله أنه لا ربا .. و أول ربا أضع ، ربا العباس بن عبد المطلب، و إن كل دم كان في الجاهلية موضوع ..و أول دمائكم أضع دم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. أيها الناس .. إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ، و لكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من اعمالكم ، فاحذروه على دينكم . أيها الناس.. انما النسيء زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما و يحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله ، و يحرموا ما أحل الله .. و إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض .. و إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم.. و استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان ، لا يملكن لأنفسهن شيئا ..وٌإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله .. و استحللتموهن بكلمات الله .. قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به ، فلن تضلوا أبدا .. كتاب الله و سنة نبيه . تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم .. و أن المسلمون إخوة ، فلا يحل لامرىء من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه .. فلا تظلمن أنفسكم "". ثم احتوى الجموع الحاشدة بعينيه الثاقبتين ، ونادى : "اللهم هل بلغت؟؟" و ارتج السهل العريض بالأصوات العالية ، تنبعث من حناجر مائة و عشرين ألفا ، تجيب "الرسول" : "اللهم نعم" ... ومضى على ذلك اليوم المجيد ألف وأربعمائة عام.. و ستمر ألف و أربعمائة عام أخرى .. ستمر آلاف الأعوام ، ما أذن الله لهذه الأرض أن تبقى و تدوم . و خلال ذلك الزمان ، ما بقي الزمان ، سيظل رشد الإنسان و ضمير الحياة ينبضان بسؤال "الرسول" "هل بلغت؟؟" و سيظل كل شيء في لدنيا الناس يؤوب ، و يشهد ، و يجيب : "اللهم نعم . اللهم نعم"" نهاية اليوم العاشر تم بحمد الله م ن ق و ل |
06-11-2009, 02:53 AM | #25 |
مشرف سابق
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك اخوي ولد صقران
سعدنا بهذه الراحله الرائعه العطره عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الله يكتب لك الاجر والمثوووبه |
07-02-2009, 09:52 PM | #26 |
إداري سابق
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب الله لك الأجر
وجزاك الله خير |
07-14-2009, 09:25 PM | #27 |
|
رد: عشرة أيام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي وسلم عليه
جزاك الله خيرا |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم | ابو طلال* | منتدى نصره الرسول (صلى الله عليه وسلم ) | 12 | 10-29-2020 06:41 PM |
الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم | بنت ابوحامد | الأسرة السعيدة والمجتمع | 11 | 06-11-2009 04:19 PM |
ملف كامل عن حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم | عبدالله حوفان | منتدى نصره الرسول (صلى الله عليه وسلم ) | 12 | 05-30-2009 05:16 PM |
قبسات مشرقه من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجيه | بوسعد الشمراني | المنتدي الاسلامي | 6 | 01-29-2008 07:23 AM |