هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فقلتُ يا صاحبي هوّن عليكَ وما
آتاكَ ربُّك من خيرٍ به باهي

قد كنتُ مثلَك أبكي الحظَّ مكتئباً
حتى جعلتُ إلهي خالقي جاهي

وكنتُ إنْ ذكروا الأفراحَ قلت لهم
من شدّة اليأسِ والأفراحُ ذي ماهي؟!

حتى احتواني الرِّضا واللهُ ألهَمني
عن كلِّ شيءٍ أقولُ "الحمدُ للهِ

َرَمَتني صُروفُ الدّهرِ بين مَعاشِرٍ
أصَحُّهُم وُدًّا: عدوٌّ مُقاتِلُ

وما غُربةُ الإنسانِ في بُعْدِ دارِه
ولكنّها في قُرْبِ مَن لا يُشاكِلُ
ظ–

وتشتهي العين فيكم منظراً حسناً
كـأنكم لظـلام الليـل أقمـارُ

لا أبعد الله قلبي عن مودتكم
يا من لكم في صميم القلب مقدارُ

فدَتهُ نفسي فما نفْسٌ تُشابهُهُ
ما مِثلهُ بشرٌ والناسُ أشباهُ

القلبُ حنَّ لهُ والعينُ ترقبهُ
صلُّوا عليهِ فقد أوصاكمُ الله

يا لهــفَ روحـي وآهـــاتـي وآلامــي
يا جَـرْحُ قـلـبي ألا يـا نـزفـه الـدامي

يا دمعُ عيـني على شعــبٍ ينـاشـدنا
ولا "مغيثٌ ولا عـونٌ ولا حـامي

ويبعث الصوت مـن ذلٍٍّ ومـن وهَــنٍ
يشكـو إلى الله مـن ظـلـمٍ وإجــرامِ

يا ربُّ يا ربُّ "نـصـرٌ منـك مـرتـقبٌ
يا ربُّ يا ربُّ ســـدّد رمــيــةَ الـرَّامـي

رحمـاكَ يا ربّ إذا ضـاقت وسـائلهم
يا مُطعمَ الخلق يا من تسقي الضامي

عـجّـل لهم يا إلهي بالـذي سـألوا
نصراً وعزاً ومجداً بـ"الهدى" سـامي.

بينِــي وبيـــنَ الهَــوى والقلـــبِِِ مَحْكمَــةٌ
اليـــومَ مَوعِـــدُها والحُكـــمُ بعـــدَ غــــدِ

وتُهمتِــي فِــي الهَــوى بالشَّــوقِ مُحْكَمَـةٌ
بهــا اعْترفــتُ بِدمعِــي قبـلَ خـطِّ يــدي

يـا قاضـيَ الحُبِّ لـي فـي البُعـدِ مَظلَمَـةٌ
فاحكُـمْ بوصـلٍ يَـردُّ الـرُّوحَ في جسَـدِي

فالــــرُّوحُ هائمَـــــةٌ والعَيـــــنُ حائِمـــةٌ
والنَّـــارُ دائمــــةٌ والجَّمـــرُ فـــي كبــدِي

والَّليـلُ طــالَ وشمـسُ العــدلِ مُظلمَــةٌ
وصِـرتُ وحــدِي غريــبَ الأهــلِ والبلـدِ

خصمِــي حبيبــي وكُــلُّ النَّــاسِ لائمـةٌ
إنْ كنتَ خصمِي فمنْ يا مُنيتِي سندي؟!

‏قالت ودمع العين أفسد كحلها
إن غبتَ عن عيني فعيني من لها

قلت.. اعذريني قبلها بتساؤلي
عيناكِ طينٌ أم ضياءٌ أصلها !!!

فتبسٌَمَت خجلاً وأشرق ثغرها
واستحضرت بالحزن زهو جمالها

إن كان هذا حُسنـها في حزنُها
رباهُ...كيف هي.. في تمام دلالها

ووعدتني بأنّ صدركَ مَنزلي
إذا اللّيالي السُّود اغلقنَ الفلَك

ها هُنَّ سودٌ مُقفراتٍ جئنَ لي
أيْن الوعودُ وأين عنّي منزلك؟

وإذا الشتاءُ أتى يجرجر ذيله
والليل ينفث برده ويجوبُ

فاهرع إلى ذات الدلال وضمها
فهناك بالحضن الحنون تذوبُ

‏تنفس الصبح بالتسبيح فابتدروا
ذكر الإله بقلبٍ كله وجَلُ

‏لا يستوي من بذِكر الله قد بدأوا
يوماً جديداً، ومن عن ذِكره غفلوا