هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فعشق القلب مثل الروحِ لا يفني
وعشق العين لا يبقى وإن دام

فأما العين كم ترقى لفاتنةٍ
واما القلب يوفى العهد إبراما

وما بالي وأني عشقت لا أدري
وكان العشق لي ماضٍ وأوهاما

وذاب القلب والأرواح قد ذابت
فقال الناسُ كان الحبُ إجراما

فقلت الحق لو حبي هو جرمي
فإن القلب بالإجرام قد هام

.....

‏ومهما تباعدنا فطيفُكِ حاضرٌ

تصدَّى لجيشِ النأي والطيفُ أعزلُ

.....

لاتطلب الرفق ممن ليس يملكه
حتى وإن كان يبدو انه بشرُ

فقد يغالي في كيد العداء أخٌ
وقد يرق على اوجاعنا حجرُ

.....

‏وَأُحِبُّهُ فِي اللهِ لَا أَدرِي السَّبَب
بِالرَّغمِ أَنَّ الحُبَّ أَمرٌ مُكتَسَب

لَكِن رُزِقتُ مِنَ السَّمَاءِ بِحُبِّـهِ
فَأَجَبتُ أَمرَ اللهِ وَاشتَدَّ العَجَب

نَبَضَاتُنَا فِي الحُبِّ لَيسَت مِلكَنَا
فَإِذَا أَحَبَّ فَإِنَّ قَلبِي مَا كَذَب

.....

يا أقرب الناس لا طيفٌ ولا خبرُ
ولا حديثٌ يسر النفس يُنتظرُ

النطق منك وإن طالت محاوره
أحلى وأحلى وقول الناس يُختصَرُ

يا أجمل الناس أخلاقاً ومبتسماً
يا صورة الشمس في الأفاق تُعتبَرُ

يستسهل الصعب من لا يأس يردعه
يوماً حبيبي سيمحو بُعدَك القدَر

.....

‏ما لَذَّةُ ‎الحب إلا في تَبَادُلِه
العَينُ بالعَينِ والأعماقُ تَحتَفِلُ

.....

ولقد كَظَمتُ الغيظَ لا مِن قِلةٍ
في حيلتي، لكنّها أخلاقي

أحيا بها بين الخلائقِ هانِئًا
مُتنائِيًا عَن خِسّةٍ ونِفاقِ

مُتغافِلًا عمّن يُسيءُ لخاطري
مُترفِّعًا كالبدرِ في الآفاقِ

لكنّ لِي بينَ الحنايا خافِقًا
إنْ ضاقَ ذَرعًا ثارَ في أعماقي

فإذا تعدّى الجاهِلونَ حُدودَهُم
فالجَهلُ والطَّبعُ اللئيمُ رِفاقي

وإذا أساءَ العابِثونَ لجَمتُهمْ
وحلَلتُ عن هذا اللسانِ وِثاقي

أنا مُورِقُ الأغصانِ لَكنْ إِنْ بدا
لُؤمُ اللئامِ تمرّدَتْ أوراقي

وإذا سُقِيتُ الوُدَّ فِضتُ مَودّةً
وازدَدتُ أَخلاقًا إلى أخلاقي

.....

ولقد كَظَمتُ الغيظَ لا مِن قِلةٍ
في حيلتي لكنّها أخلاقي

أحيا بها بين الخلائقِ هانِئًا
مُتنائِيًا عَن خِسّةٍ ونِفاقِ

مُتغافِلًا عمّن يُسيءُ لخاطري
مُترفِّعًا كالشمسِ في الآفاقِ

لكنّ لِي بينَ الحنايا خافِقًا
إنْ ضاقَ ذَرعًا ثارَ في أعماقي

فإذا تعدّى الجاهِلونَ حُدودَهُم
فالجَهلُ والطَّبعُ اللئيمُ رِفاقي

وإذا أساءَ العابِثونَ لجَمتُهمْ
وحلَلتُ عَن هذا اللسانِ وثاقي

أنا مُورِقُ الأغصانِ لَكنْ إِنْ بدا
لُؤمُ اللئامِ تمرّدَت أوراقي

وإذا سُقِيتُ الوِدَّ فِضتُ مَودّةً
وازدَدتُ أَخلاقًا إلى أخلاقي


د. ماجد عبدالله

الحُبُّ ليس روايةً شرقيةً
بختامِها يتزوجُ الأبطال

لكنه الإبحارَ دون سفينةٍ
وشُعورنا أن الوصولَ مُحال

هو أن تظلّ على الأصابعِ رعشةٌ
وعلى الشفاهِ المُطبقاتِ سؤال

هو جدول الأحزانِ في أعماقنا
تنمو كرومٌ حوله وغِلال

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن وتُزهر الآمال

هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا هو شكّنا القتّال

هو هذه الكفّ التي تغتالنا
ونُقبّل الكفَّ التي تغتال

نزار قباني

الآن ترحلُ بعدما استعمرتني
وتقول عذراً إنَّها الأقدارُ

تمضي ونبضُ القلبِ فيك معلّقٌ
وتعي بأن غرامكَ استعمارُ

لا عُذرَ يقنعُني بأنّك مُجبَرٌ
في الحُبِّ لا تجدي معي الأعذارُ

دارت بنا الدُنيا وأنت خذلتني
وغـداً بها تتـبدَّلُ الأدوارُ

.....