هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إذا قالوا: عدوٌّ جاء يغزو !
و هذا القصرُ حِصنٌ من عَداءِ

ستبقى مُطمئنًا -دونَ ريبٍ-
وتمشي في سكونٍ مع هَناءِ

تحصّن يا أخي في كلّ يومٍ
بأذكارِ الصباحِ كذا المساءِ"

وَما مِن شيمَتي شَتمُ اِبنِ عَمّي
وَما أَنا مُخلِفٌ مَن يَرتَجيني

سَأَمنَحَهُ عَلى العِلّاتِ حَتّى
أَرى ماوِيِّ أَن لا يَشتَكيني

وَكِلمَةِ حاسِدٍ مِن غَيرِ جُرمٍ
سَمِعتُ وَقُلتُ مُرّي فَاِنقِذيني

وَعابوها عَلَيَّ فَلَم تَعِبني
وَلَم يَعرَق لَها يَوماً جَبيني

وَذي وَجهَينِ يَلقاني طَليقاً
وَلَيسَ إِذا تَغَيَّبَ يَأتَسيني

نَظَرتُ بِعَينِهِ فَكَفَفتُ عَنهُ
مُحافَظَةً عَلى حَسَبي وَديني

فَلوميني إِذا لَم أَقرِ ضَيفاً
وَأُكرِم مُكرِمي وَأُهِن مُهيني


حاتم الطائي

لا تَستُري قِدري إِذا ما طَبَختُها
عَلَيَّ إِذا ما تَطبُخينَ حَرامُ

وَلَكِن بِهَذاكَ اليَفاعِ فَأَوقِدي
بِجَزلٍ إِذا أَوقَدتِ لا بِضِرامِ



حاتم الطائي

أَما وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ
وَيُحيّ العِظامَ البيضَ وَهيَ رَميمُ

لَقَد كُنتُ أَطوي البَطنَ وَالزادُ يُشتَهى
مَخافَةَ يَوماً أَن يُقالَ لَئيمُ

وَما كانَ بي ما كانَ وَاللَيلُ مِلبَسٌ
رِواقٌ لَهُ فَوقَ الإِكامِ بَهيمُ

أَلُفُّ بِحِلسي الزادَ مِن دونِ صُحبَتي
وَقَد آبَ نَجمٌ وَاِستَقَلَّ نُجومُ



حاتم الطائي

صغيرٌ يطلبُ الكِبَرا
وشيخٌ ودَّ لو صَغُرا

وخالٍ يشتهي عملًا
وذو عملٍ به ضَجِرا

ورَبُّ المال في تعبٍ
وفي تعب من افتقرا

وذو الأولاد مهمومٌ
وطالبهم قد انفطر

ومَن فقَدَ الجمال شكى
وقد يشكو الذي بُهِرا

الطيش أن تعمل ما تشتهي
وقد يساوي النفع فيه الضرر

والحزم أن تحذر ما تتقي
وقلَّما يغنيك فيه الحذر

كفئان إن وازنت حظيهما
يا صاح فاختر منهما ما حضر


العقاد

أتهتم بالدنيا فتلك حبيبة
إليك فما تخليك يومًا من الهم

أليس لها همٌّ فهاتيك خلة
صداقتها أضنى من الهم للجسم

وما بين همٍّ دائم أو سآمة
خيارٌ لمختار وحكمٌ لذي حكم

فخذها على علاتها والْقَ عيشها
شقيًّا بعلم، أو شقيًّا بلا علم



العقاد

من عوَّد الناس خيرًا طالبوه به
كأنه الدَّين يُلوى بالمعاذير

ومن تعقَّبهم شرًّا فأمهلهم
يومًا تقبَّل منهم أجر مشكور

لا رأي للناس في نفع ولا ضرر
وما لهم قط من حكم وتقدير


العقاد
مصر

إذا خفت ظن الناس ظنوا وأكثروا
وإن لم تَخفْه أكرموك عن الظن

فإن شئت هبهم ألف عين، وإن تشأ
فدعهم بلا عين تراك ولا أذن



عباس محمود العقاد

أعطيتهم لؤلؤًا حرًّا فحين رأوا
صغيرةً منه صاحوا: أي إفلاس

وجادهم بالحصى غيري فحين رأوا
خُريزةً فيه قالوا: أكرم الناس



عباس محمود العقاد