هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏كأنّما الشّامُ في قلبي وتَنزِفُني
وأنَّ قلبي على ما فيهِ بَغدادُ

كأنَّ حُزنَ العِراقيّينَ أَجمعَهُ
قَصيدةٌ وأنا يا حُزنُ حَمّادُ

وكلُّ وَقْفةِ أَهرامٍ لها مَطرٌ
في خَــافقَيَّ وتاريخٌ ومِيلادُ

ما فِيَّ مَوضِعُ آهٍ ليسَ فيهِ هوىً
كأنّني القدسُ والتاريخُ جَلّادُ

انس الدغيم

‏وتركتِ في قلبي فضاءَ مشاعرٍ
فمنِ التي تسطيعُ ملءَ فضائكْ

كل النساء إذا اجتمعنَ عواطفاً
لم تبلغِ المعشارَ مِن آلائـــكْ

.....

كان ابن الفارض، الشاعر الصوفي المعروف قد تعلّق قلبه واشتدّ هيامه بحبّ فتاة من الجوار غير أنه كان عفيف النفس فستر أمره وكتم هواه ولم يُطلع أحدًا عليه
لكنّ المرض المضني ألزمه فراش العلّة وأدناه من الموت فلما رأت أمه علامات احتضاره أشفقت عليه فألحّت عليه ليبوح بما يعتمل في صدره فأطلعها بسرّه فأرسلت على الفور إلى تلك الفتاة لتزوره وتلقي عليه نظرة الوداع
فلما اقتربت منه وتمكنت رؤيته
أنشد يقول:


أُخفي الهوى ومدامعي تبديهُ
وأُميتُه وصبابتي تُحييهِ

ومعذّبي حلوُ الشمائلِ أهيفٌ
قد جُمّعت كلّ المحاسنِ فيهِ

فكأنّه بالحُسنِ صورةُ يوسفٍ
وكأنني بالحزنِ مثلَ أبيهِ

فلما سمعت الفتاة هذه الأبيات اقتربت أكثروفي تلك اللحظة سقط من الشمع المشتعل شيء يسير على وجهه فأحرقه فتابع قصيدته قائلًا:


يا حارقًا بالنارِ وجهَ مُحبِّهِ
مهلًا فإنّ مدامعي تُطفيهِ

أحرِق بها جسدي وكلَّ جوارحي
واحرص على قلبي فإنّك فيهِ

إن أنكر العشّاقُ فيكَ صبابتي
فأنا الهوى وابنُ الهوى وأبيهِ

>كشَف ابن عقيل الحَنبلي العِمامةَ عَن رأسِه فإذا فيه شَيب
فقال تلميذٌ له: شِبْتَ
وكان في الثمانينَ من عُمُرِه
فأنشد قائلاً:

ما شابَ عزمي ولا حَزمي ولا خُلُقي
ولا وَلائي ولا دِيني ولا كَرَمي

وإنّما اعتاضَ شَعري غيرَ صِبغتِه
والشَّيبُ في الشّعرِ غير الشيب في الهِمَمِ

ولعلَّها تشتدُّ حـتّى أننا
لنَظُنُّ أنْ لا شيء أكبرُ بعدَها

فإذا أراد الله أطفأ نارها
وأذَاقنا بعدَ المرارةِ شَهدَها

.....

‏يأتيكَ بالودِّ مَن تنسى مَوَدّتُه
وَمن تودُّ وِدادا منهُ ينساكَ

الرافعي

وما أبرئ نفسي كونها فُتنتْ
بهِ ولا عن تَمنيهِ أُزكيها

أراهُ ملء عيوني حينَ أكتبهُ
كأنهُ يعدلُ الدنيا ومن فيها

.....

‏وما الناس إلا ظاعنٌ ومودّعٌ
وثاوٍ قريح الجفنِ يبكي لراحلِ

فهل هذه الأيام إلا كما خلا
وهل نحن إلا كالقرون الأوائلِ

نساق من الدنيا إلى غير دائمٍ
ونبكي من الدنيا على غير طائلِ

ابن هانئ الأندلسي

أُخفي الهوى وهْو لا يخفي على أحدٍ
إنّي لمُستَتِرٌ في غيرِ مُستَتَرِ 🤓

‏والشكرُ للهِ في بدءٍ ومختتمٍ
واللهُ أكرمُ من أعطى ومن وهبا

لسان الدين بن الخطيب