هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عيونُكِ يا هِنْدُ المهاةُ إذا سرتْ
تُذيبُ السكونَ وتوقدُ المُقْلَتينِ

وفي لحظِها سحرُ الفلاةِ كأنّها
نجومٌ تحدّتْ عتمةَ المُقلتينِ

رمتني بلحظٍ ثم ولّتْ كأنّها
تعافُ السلامَ وتقتلُ الآمنينِ

.....

لعمرُك ما المكروهُ إلا ارتقابهُ
وأبرحُ مما حلّ ما يُتـــوقّعُ

البحتري

يقول ابن تيمية ليسَ كلُّ أحدٍ يُمكنه إِبانةُ المَعانِي القائِمةِ بقلبِه وفي مثل هذا يقول
حذيفة العرجي:

لا الليلُ يحضنُ مافي القلبِ من ألمٍ
ولا الصباحُ إذا ما جاء يُؤْوِيهِ

حَمَلْتُ قلبي على كفي وسرتُ بهِ
لمــــا تيقنتُ أنَّ اللهَ يكفيهِ

واويلتاهُ إنْ أذْنبتَ ولمْ تبكِ على ذنبك بُكاءَ الثّكلى استغفارًا وتندُّمًا


يا رَبِّ إِنْ عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِنْ كانَ لا يَرجوكَ إِلا مُحْسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعًا
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ

ما لي إِلَيْكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَّجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ

من جميل المراثي رثاء الأُبَيْرِد الرّياحي أخاه بُرَيْدًا
حيث يقول:

ولَمَّا نَعَى النَّاعي بُرَيْدًا تَغَوَّلَتْ
بِيَ الأرْضُ فَرْطَ الْحُزْن وَانْقَطعَ الظَّهْرُ

عساكِرُ تُغَشَى النَّفْسَ حتّى كأَنَّنِي
أخُو سَكْرَةٍ دَارَتْ بهَامَتِهِ الخَمْرُ

فتىً إنْ هُوَ اسْتَغْنى تَخَرَّقَ في الْغِنَى
وَإنْ قَلَّ مالٌ لَمْ يَضَعْ مَتْنَهُ الْفَقْرُ

وَسامَى جَسيمَاتِ الأُمُورِ فَنالَها
عَلى الْعُسْرِ حتَّى أدْرَكَ الْعُسُرَ الْيُسْرُ

وكم كُنتُ أستجدي وِصالَكَ كُلما
أهَلّ هِلالُ الليلِ والناسُ هُجَّعُ

رحلتَ كما رحل النهار وأنني
لأُقسِمُ إن طالَ الظلامُ ستَرجِعُ

الحارث الخراز

ومهما ادعيتُ الهجرَ يا هندُ إنني
كذوبٌ فنَهجِي إن تَغيبي يُعَتِّمُ

أقولُ ودَاعًا ثمَّ أمشي مُفارقًا
وقَلبي بِوَسْطِ المَشيِ آتٍ يُسَلِّمُ

.....

‏إذا ما بَدَتْ ليلى فكلِّيَ أعيُنٌ
‏وإن هي ناجَتْنى فكلِّي مَسامِعُ

.....

أَمّا الفُؤادُ فَلَيسَ يَنسى ذِكرَكُم
ما دامَ يَهتِفُ في الأَراكِ هَديلُ

جرير

وَما الهُمومُ وَإِن حاذَرتَ ثابِتَةٌ
وَلا السُرورُ وَإِن أَمَّلتَ يَتَّصِلُ

.....