هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا من تعيرني بأني شاعر
عيرتني بمكارم الأخلاق

لا تعجلي وذري الملام سفاهة
فالشعر أحسن زينة العشاق

لو لم يكن في الشعر إلا أنه
في مدح وصل أو هجاء فراق

أو نعت ندمان يظل بمجلس
لا بالملول له ولا المذاق

.....

أيها الساخط المقيم على الهجر
أعذ منه عائذا برضاكا

كيف أهوى خلقا سواك وما تب
صر عيني في الخلق خلقا سواكا

لي أذن صماء حتى أناجيك
وعين عمياء حتى أراكا

.....

وبنفسج غض القطاف كأنه
من خالص الياقوت نوع أزرق

عقدت صوالجه فقام مزنرا
بين الكرات وبعضه متمنطق

ورد سباك بزرقة فكأنه
لاشك من روس الطواوس يسرق

.....

تاه بالخد والعذار الجديد
من هممنا لوصله بالسجود

قلت يا سيدي أرى شعرات
كنمال دببن في العاج سود

فتثنى وقال مهلا فهذا
زعفران الهوى بورد الخدود

.....

وجنتك النار ثغرك البرد
يا من هو الظبي بل هو الأسد

هذا طراز عليك أم سبج
ذانك صدغان أم هما زرد

مالي بخديك يا غلام يد
ولا بخديك للعيون يد

فكيف أبكي بأدمعي جسدي
لم تبق لي أدمع ولا جسد

.....

شكوت إليك من قلب قريح
بدمع في شكايته نضيح

عذرتك لو حملت هواك مني
على كبد وجثمان صحيح

ألست ترى الهوى لم يبق مني
سوى شبح مطيع كل ريح

.....

متبسم كافور عارضه
من صدغ مسك إذ دنا نفحا

منضم ورد الخد أول ما
يبدو فإن جمشته انفتحا

.....

إن الذي استحسنت فيه خلاعتي
وأطعت فيه تنسكي وتحرجي

زين المناطق والشنوف وزينة
الخلخال ان حليتها والدملج

شبهت حمرة خده وعذاره
بنقاب ورد معلم ببنفسج

.....

كم تحرى قتلي ولم يتحرج
من ضميري بنار حبيه منضج

رشأ يقتضي الغرام فؤادا
ملجما للغرام والشوق مسرج

روض حسن تنزه العين فيه
في موشى مستحسن ومدبج

يا مذيبي بخاله اللازوردي
على خده القيل المضرج

هذه زهرة البنفسج في خديك
أم زهرة تفوق البنفسج

كان نعمان من نعيمي لو لم
يك رأسي بتاج شيبي متوج

.....

أسلم أبا القاسم المقسوم مذهبه
بين اللهى والنهى أقسام ترتيب

يا ابن المآثر يا ترب البصائر يا
بدر المنابر يا شمس المحاريب

الطيب يهدى وتستهدى طرائفه
وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب

والمسك أشبه شيء بالشباب فهب
بعض الشباب بعض المعشر الشيب

ما زلت ذا أدب في الجود منتسب
أكرم بذي حب من غير تأديب

صل الله عليه وسلم