هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏تغافلْـنا وظَـنّـوا ذاك حمـقاً
فأحـياناً نسايرُ كـي نَـعـيشــا

يُراقبُنا الحَــسودُ بكـلِّ حِقـدٍ
وَنُبدي دائماً وجهاً بَـشُـوشــا

نغضُّ الطّرفَ عـن زلّات قومٍ
وقُلنا كان دربُ الشّوك رِيشا

وقلنا كي نصونَ الــودّ غـالٍ
لمن عند الغَلا ساوى قُروشـا

.....

وَحينَ تَعيشُ وَحيداً سَتَعْرِفُ
أنَّ الجَميعَ بِلا فائِدَةْ

هُناكَ سَوادٌ بِبَعضِ النُفوسِ
إذا ما طَّلَعْتَ على الأفئِدَةْ

وَكُلُّ التَجارِبِ كانَتْ دُروساً
تُعَلِّمُكَ الحِكْمَةْ الخالِدَة

إذا اختَلَّ ميزانُ هَذي الحياةِ
فلا بأسَ أنْ نَكسِرَ القاعِدَةْ

هُمُ الناسُ دَوماً هُنا هَكذا
يَغيبونَ في حينَ نَحْتاجُهُمْ

سقاني الحُبُّ من كاساتِ وجدٍ
فأفقدَني على الدنيا اتّساقي

فأنتِ النبضُ في قلبي وعُمري
وأنتِ منارُ دربي واشتياقي

إذا ما غِبتِ ضاعَ النورُ عنّي
وإنْ جئتِ ارتوى حلو المذاق

فخُذني لا تُضيّعني وحيدًا
فحبُّكِ موطني سرُّ اعتناقي

.....

يحلو صَباحي بالذينَ أُحِبُّهُمْ
وحتَّى وإنْ لم نَجْتمعْ أَجْسادا

أرواحُهُمْ تَكْفي لِتُشْرِقَ هاهُنا
شمْسٌ تَكونُ لبَهْجتي مِيْلادا

.....

سُرورِيَ أَن تَبقى بِخَيرٍ وَنِعمَةٍ
وَإِنّي مِنَ الدُنيا بِذَلِكَ قانِعُ

فَما الحُبُّ إِن ضاعَفتُهُ لَكَ باطِلٌ
وَلا الدَمعُ إِن أَفنَيتُهُ فيكَ ضائِعُ

وَغَيرُكَ إِن وافى فَما أَنا ناظِرٌ
إِلَيهِ وَإِن نادى فَما أَنَا سامِعُ

كَأَنِّيَ موسى حينَ أَلقَتهُ أُمُّهُ
وَقَد حَرِمَت قِدماً عَلَيهِ المَراضِعُ

بهاء الدين زهيـر

ألا ليتَ شِعري عنكِ هل تذكُرينَني
فذكرُكِ في الدنيا إليَّ حبيبُ

وهل لي نصيبٌ في فؤادِكِ ثابِتٌ
كما لكِ عندي في الفؤادِ نصيبُ

رأيتُ نفوسًا تُبتَلى طال حَبسُها
على غيرِ جُرْمٍ ما لهنّ ذنوبُ

فلا خيرَ في الدنيا إذا أنتَ لم تزُرْ
حبيبًا، ولم يَطرَبْ إليك حبيبُ

ابن الدّمَينة

هَجَرتُك مُشتاقاً وَزُرتُك خائِفاً
وَفيك عَليَّ الدَهرَ مِنك رَقيبُ

سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيك لَعَلَّها
بِيَومِ سُرورٍ في هَواك تُثيبُ

فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا أَنتَ لَم تَزُر
حَبيباً وَلَم يَطرَب إِلَيكَ حَبيبُ

.....

أنت الطبيبُ وليس طبك نافعي
مادام قلبي في هواك عليلا

عجزَ الطبيبُ عن الدواء بطبّهِ
من ذا يداوي في الغرام قتيلا

.....

فاضت جروح فلسطين مذكرة
جُرحًا بأندلس للآن ما التأما

محمد مهدي الجواهري

كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي
فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا

المتنبي