هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال لبيد بن ربيعة:

الحَمدُ لِلَّهِ إِذ لَم يَأتِني أَجَلي
حَتّى لَبِستُ مِنَ الإِسلامِ سِربالا

نسأل الله حسن الخاتمة

قال أبو البقاء الرندي:

فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ

وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ

دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ

أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت
حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ
وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ

وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم
مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ

وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ
وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ

قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما
عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ

تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ
كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ

عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ

حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما
فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ

حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ

يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم
قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ

ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ
وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ

أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ
أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ

يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم
أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ

بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم
وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ

فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم
عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ

وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ
لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ

يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما
كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت
كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ

يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً
وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ

لِمثلِ ذلكَ يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ

قال الصمة القشيري:

يقولون هذا آخرُ العهدِ منهمُ
فقلتُ وهذا آخرُ العهدِ من قلبي

قال أبو طالب:

خليليَّ ما أذني لأول عاذلٍ
بِصَغواءَ في حَقٍّ وَلا عِندَ باطِلِ

خَليلَيَّ إِنَّ الرَأيَ لَيسَ بِشِركَةٍ
وَلا نَهنَهٍ عِندَ الأُمورِ البَلابِلِ

أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن كُلِّ طاعِنٍ
عَلَينا بِسوءٍ أَو مُلِحٍّ بِباطِلِ

وَمِن كاشِحٍ يَسعَى لَنا بِمعيبَةٍ
وَمِن مُلحِقٍ في الدينِ ما لَم نُحاوِلِ


كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نَترُكُ مَكَّةً
وَنَظعَن إِلّا أَمرُكُم في بَلابِلِ

كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نُبزى مُحَمَّداً
وَلَمّا نُطاعِن دونَهُ وَنُناضِلِ

وَنُسلِمهُ حَتّى نُصَرَّعَ حَولَهُ
وَنذهلَ عَن أَبنائِنا وَالحَلائِلِ

وَأَبيَضَ يُستَسقى الغَمامُ بِوَجهِهِ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ لِلأَرامِلِ

يَلوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هاشِمٍ
فَهُم عِندَهُ في رَحمَةٍ وَفَواضِلِ

قال المتنبي:

ألم تَرَ أنَّ السَّيفَ يَنقُصُ قَدرُهُ
إذا قِيلَ أنَّ السَّيفَ أمضَى مِنَ العَصَا

قال أبو العتاهية:

أَشرِبْ فؤادك بغضة اللذاتِ
واذكر حلول منازل الأمواتِ

قال أبو نواس:

أهابُكَ أن أشكُو إليكَ صَبابَتي
فَلا أنَا أُبديها ولا أَنتَ تَعلمُ

قال العباس بن الأحنف:

أَشكو إِلَيكِ الَّذي بي يا مُعَذِبَتي
وَما أُقاسي وَما أَسطيعُ أَن أَصِفا

ألا إنَّ هذا العمرَ آتٍ أواخِرُه
وربُّك يا بن الناسِ تسرِي أوامِرُه

ألا فلتقل حتَّى متى القلبُ للهوى
أسيرٌ وهل في ما ترى أنت عاذِرُه

ترى كل يومٍ من قتيلٍ وهالكٍ
وآخرُ قد دارت عليه دوائِرُه

وآخرُ لا يدري سوى لذة الهوى
وآخرُ لم تصلُح ليومٍ سرائِرُه

وتبكي عليهم إنَّ نفسَك بالبكى
أحقُّ وجَوَّانِيكَ ما كانَ ظَاهِرُه

وقلبُك قاسٍ ما به من سلامةٍ
بذُلِّ الهوى والإثم إنك عَامِرُه

فأصلِحهُ تفلح واعصهِ أنتَ في الهوى
فإن أنت لم تفعل فَقَد قَلَّ نَاصِرُه

.....

وكلُّ امرئٍ يومًا سَيُعلَمُ سَعيُهُ
إذا حُصِّلَت عند الإلهِ الحصائِلُ

.....