هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إِذا صالَ بِالجَهلِ قَلبُ الجَهولِ
فَاِعذِر فَما كُلُّ جَهلٍ لَمَم

رَأى الدَهرَ يَعصِفُ بِالفاضِلينَ
فَحَبَّ مِنَ النَقضِ أَن يَغتَنِم

سَتَقبُرُني الطَيرُ كَيلا أَكونَ
سَواءً وَأَمواتَهُ في الرَجَم

ذَمَّ رِجالاً بِتَركِ المَديحِ
وَبَعضُ السُكوتِ عَنِ المَدحِ ذَم

.....

صِلِ اليَأسَ وَاِنهَض بِعِبءِ الخُطوبِ
فَما يُثقِلُ الظَهرَ إِلّا الهَرَم

وَلا تَهجُرِ العَزمَ عِندَ المَشيبِ
فَلَيسَ عَجيباً بِهَمٍّ يَهُم

.....

وَيا أَهيَفاً رَمَقَتهُ العُيونُ
وَرَفَّت عَلَيهِ قُلوبُ الأُمَم

تَضَرَّمَ خَدّاهُ حَتّى عَجِبتُ
لِعارِضِهِ كَيفَ لَم يَضطَرِم

لَئِن لَم تَجِد طائِعاً بِالنَوالِ
لَقَد جادَ عَنكَ الخَيالُ المُلِم

.....

خَرَقنا مَعَ الشَمسِ تِلكَ الفَلاةِ
وَجُبنا مَعَ اللَيلِ طِلكَ الأَكَم

صَلينا بِحَمرَةِ ذاكَ الهَجيرِ
وَعُدنا بِفَحمَةِ هَذي العُتُم

.....

غِناءُ ظُبانا عَويلُ النِساءِ
وَقَرعُ قَنانا لِطامُ اللِمَم

أَليسَ أَبونا أَعَزَّ الوَرى
جَناباً وَأَكرَمَ خالاً وَعَمّ

كَأَنَّكَ تَلقى بِهِ السَمهَريَّ
إِذا مُدَّ يَومَ وَغىً أَو أَتَم

يَقُدُّ إِذا ما نَبا العاجِزونَ
وَضَربُ الظُبى غَيرُ ضَربِ القُدُم

.....

وَأَنتِ اِبنَةُ الفِكرِ قابَلتِنا
بِعِقدٍ لِجيدِ العُلى مُنتَظِم

تَروقينَ أَسماعَنا في النَشيدِ
كَأَنَّكِ مِن كُلِّ لَفظٍ نَغَم

.....

هُوَ الدَهرُ فينا خَليعُ اللِجامِ
فَطَوراً يُغيرُ وَطَوراً يُحامي

وَإِنّي أُرَوِّعُهُ بِالوَداعِ
حَتّى يُخادِعَني بِالسَلامِ

فَمَن عَرَفَ العَيشَ خَبَّت بِهِ
عَزائِمُهُ في طَريقِ الحِمامِ

أُريدُ مِنَ الدَهرِ حَظَّ الجَبانِ
لا قَدرَ حَظِّ الشُجاعِ الهُمامِ

....

أَما يَحلَمُ الدَهرُ في فِتيَةٍ
أَماتوا المَلامَ بِجَهلِ المُدامِ

عُقارٌ يُلاحِظُ مِنها الكُؤوسَ
أَفواهُنا بِجُفونٍ دَوامِ

وَأَيّامُنا مِن خُمارِ الشَبابِ
نَشاوى تَجُرُّ ذُيولَ العُرامِ

أُعيذُكَ مِن خَجَلاتِ الهَوى
إِذا رَمَقَتهُ عُيونُ المَلامِ

.....

وَكَم لَيلَةٍ قَبلُ أُثكِلتُها
وَأَثكَلتَها فِيَّ طَيفَ المَنامِ

إِلى أَن بَدا فَجرُها مُسفِراً
يُمَزِّقُ عَنها فُضولَ اللِثامِ

تُخادِعُنا نَفَحاتُ النَسيمِ
إِذا عَبِقَت بِحَواشِ الظَلامِ

.....

وَلَو وَجَدَ الزَهرُ وَجدي عَلَيكَ
لَاِصفَرَّ فيهِ خُدودُ الثَغامِ

ذَعَرتُ الهُمومَ بِخَطّارَةٍ
تَسيلُ بِها في قُلوبِ الإِكامِ

تُلَثِّمُ مَنسِمَها بِالدِماءِ
إِذا ما اِطمَأَنَّ بِقَرعِ السَلامِ

.....