هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لا أَذكُرُ الدَهرَ يَومًا مِنكَ أَبهَجَني
وَالدَهرُ يَبعَثُ مِنّي الحُزنَ وَالعِبَرا

طَرفي يُحَسِّنُ لي شَخصًا أَضَرَّ بِهِ
كَأَنَّ طَرفي عَدوّي كُلَّما نَظَرَا

البحتري

قُل لقَلبك أنَّني أحبَبتُهُ
فلَعلَّ صَوت الحُب يَبلغُ مَسمَعكْ

رِفقًا بحَالي إن قَلبي مُوجَعٌ
وشِفَاؤُه في أن يَراكَ ويَسمَعكْ

مهما أبتعدت عن الفؤادِ فإنني
مستوطنٌ رغم المسافةِ أضلُعَكْ

إن كنت قررت الرحيلَ تذكر
أنّي تركتُ الناسَ كي أبقى مَعَك

.....

لك الحمد يامولاي ماذا أسطّرُ
وذكرك للأرواح مسكٌ وعنبر

لك الحمد أن أهديت قلبي لتوبةٍ
من الذنب عن فعل القبيح وتستر

تجليت بالأسحار لمن بات قلبه
منيبًا وأواهًا وعيناه تقطرُ

.....

وإذا رُزِقتَ بمَنْ يُحبُّكَ صَادقًا
‏حَافظْ عَليهِ فَمِثلُهُ لا يُوجَدُ

‏يَكفِيكَ قَلبٌ واحِدٌ عَنْ أمَّةٍ
‏تَحظَى بهِ بعدَ العَناءِ وتَسْعدُ

.....

ملكٌ أنا لو تصبحين حبيبتي
اغزو الشموسَ مراكبًا وخيولا

لا تخجلي مني فهذهِ فرصتي
لأكون بين العاشقين رسولا

.....

سألتها قُبلةً ففُزتُ بها
بعد امتناعٍ وشدّة التعب

فقُلتُ بالله يا معذّبتي
جودي بأخرى أقضي بها أربي

فابتسمت ثم أرسلت مثلا
يعرفه العجم ليس بالكذب

لا تُعطينّ الصبي واحدة
يطلبُ أخرى بأعنف الطلب

.....

كَواكِبُ الليلِ قَد لاحَت لِنَاظِرها
وبدرُ وجهكِ عنَّي اليوم مفقودُ

فَـهل تُراني أرى من برقه خبرًا
‏أم أنَّ قلبـي بِالأوهـامِ موعودُ

.....

أو نلتقي بعد الوفاءِ كأننا
‏ غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا

‏يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
‏ما زلتُ بالعهد المقدسِ مؤمنا

‏فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
‏أن الذي يهواكِ في الدنيا أنا

.....

أَمْشِي وَحِيدًا فِي دُرُوبٍ صَامِتٍ
كَأَنّـنِي حُلُمٌ تَكَسَّرَ وَاخْتَفَى

مَا لِلرِّفَاقِ نَسُوا الْمَوَدَّةَ كُلَّهَا
وَتَرَكُوا الْقَلْبَ الْحَزِينَ وَمَا اكْتَفَى

إِنِّي أُحَاوِرُ ظِلَّ نَفْسِي دَائِمًا
وَأَسِيرُ نَحْوَ الصَّمْتِ حَافِيَ مُرْهَفَا

.....

مَتى يَشتَفي مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ
وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ

فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ
فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ

كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّها
تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ

فَلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها
وَلا الطَيرُ ذو ريشٍ يَطيرُ فَيَذهَبُ

وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ
وَلَكِن بِلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَبُ

قيس بن الملوح