هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَما الرِزقُ إِلّا قِسمَة بَين اِهلِه
فَلا يَعدم الأَرزاقِ مثر وَمُعدَم

وَلَن يَستَطيعُ الدَهر تَغيير خَلقِه
لَئيم وَلن يَستَطيعه مُتكرم

كَما إِن ماء المزن ما ذيق سائِغ
زلال وَماء البَحرِ يَلفِظُه الغَم

.....

قُلتُ غَداةَ السَبتِ إِذ قيلَ لي
إِنَّ الَّتي أَحبَبتَها شاكِيَه

يا أَيُّها القائِلُ ما تَشتَكي
قالَ بِها عَينٌ تُرى بادِيَه

فَقُلتُ عِندي إِن تَشَأ رُقيةٌ
لا تَقصِدُ العَينُ لَها ثانِيَه

قَرَأتُ حا ميمَ وَعوَّذتُها
بِالطورِ طَوراً ثُمَّ بِالغاشِيَه

يا رَبُّ فَاِسمَع وَاِستَجِب دَعوَتي
عَجِّل إِلى سَيِّدَتي العافِيَه

.....

يا قُرَّةَ العَينِ يا مَن لا أُسمّيهِ
يا مَن إِذا خَدِرَت رِجلي أُناديهِ

يا مَن أُصوِّرُ تِمثالاً لَهُ عَجَباً
إِذا خَلَوتُ بِهِ وَحدي أُناجيهِ

ريمٌ رَمى قاصِداً قَلبي بِمُقلَتِهِ
أَفديهِ مِن قاصِدٍ قَلبي وَأَحميهِ

يا حَبَّذا مَوطِني ما دامَ ساكِنُهُ
فَالقَلبُ مِنّي رَهينٌ في نَواحيهِ

.....

لَقَد جِئتُ الطَبيبَ لِسُقمِ نَفسي
لِيَشفيها الطَبيبُ فَما شَفاها

فَأُقسِمُ جاهِداً لَوَدِدتُ أَنّي
إِذا ما المَوتُ مُعتَمِداً أَتاها

بَدا بي قَبلَها فَلَقيتُ حَتفي
وَلَم أَسمَع مَقالَةَ مَن نَعاها

.....

يا وَيحَ مَن عَلِقَ الأَحِبَّةَ قَلبُهُ
حَتّى إِذا ظَفِروا بِهِ قَتَلوهُ

عَزّوا وَمالَ بهِ الهَوى فَأَذَلَّهُ
إِنَّ العَزيزَ عَلى الذَليلِ يَتيهُ

اُنظُر إِلى جَسَدٍ أَضَرَّ بِهِ الهَوى
لَولا تَقَلُّبُ طَرفِهِ دَفَنوهُ

مَن كانَ خِلواً مِن تَباريحِ الهَوى
فَأَنا الهَوى وَحَليفُهُ وَأَبوهُ

.....

يا غَريبَ الدارِ عَن وَطَنِه
مُفرَداً يَبكي عَلى شَجَنِه

شَفَّهُ ما شَفَّني فَبَكى
كُلُّنا يَبكي عَلى سَكَنِه

وَلَقَد زادَ الفُؤادَ شَجاً
طائِرٌ يَبكي عَلى فَنَنِه

كُلَّما جَدَّ البُكاءُ بِهِ
دَبَّتِ الأَسقامُ في بَدَنِه

.....

أَغيبُ عَنكِ بِوُدٍّ لا يُغَيِّرُهُ
نَأيُ المَحَلِّ وَلا صَرفٌ مِنَ الزَمَنِ

فَإِن أَعِش فَلَعَلَّ الدَهرَ يَجمَعُنا
وإِن أَمُت فَقَتيلُ الهَمِّ وَالحَزَنِ

قَد زَيَّنَ اللَهُ في عَينَيَّ ما صَنَعت
حَتّى أَرى حَسَناً ما لَيسَ بِالحَسَنِ

تَعتَلُّ بِالشُغلِ عَنّا ما تُكاتِبُنا
والشُغلُ لِلقَلبِ لَيسَ الشُغلُ لِلبَدَنِ

.....

قَد كُنتَ أَسلَكتَ الرَجاءَ سَبيلَهُ
وَأَقَمتَ مُنتَظِرَ الرَجاءِ زَمانا

لَو نِلتَها كانَت لِقَلبِكَ مَقنَعاً
مِن كُلِّ شَيءٍ كائِنٍ ما كانا

إِنَّ الَّتي كَتَبَت بِما كَتَبت بِهِ
تَرَكَت رَجاءَكَ واقِفاً حَيرانا

لَو كُنتَ مِنها واثِقاً بِمَوَدَّةٍ
لَهَوَيتَ ما تَأَتي بِهِ أَحيانا

.....

أَدَّبَني الدَهرُ بِخِذلانِ
أَنكَرتُهُ مِن بِعدِ عِرفانِ

وَصِرتُ فَرداً مِن خَليلي الَّذي
كانَت بِهِ تورِقُ أَغصاني

فَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما قَضى
لَم تَدُمِ الدُنيا لِأِنسانِ

.....

أُمِرتُ بِكِتمانِ الَّذي لَو أَشَعتُهُ
فَأَظهَرتُهُ لَم يَعلَمِ الناسُ مَن أَعني

وَلَكِن سَأُخفي ما كَتَمتُ تَجَلُّداً
وَلَيسَ لِأَسرارِ المُحِبّينَ كَالدَفنِ

سَأَسكُتُ كَيلا يَعلَمَ الناسُ مَنطِقي
وَنَسلَمَ مِن أَهلِ الوِشايَةِ وَالظَنِّ

أَلا قَد جَنى طَرفي عَلَيَّ بَلِيَّةً
أَعوذُ بِكَ اللَهُمَّ مِن شَرِّ ما يَجني

.....