هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وجعي على غزة فوق تحمّلي
فبمن يلوذ ويشتكي المفجوعُ

حتّى البكاءُ على البلاد محرّمٌ
وصراخُ من ظُلموا بها ممنوعُ

في شرع مَنْ هذا ونرفعُ أمرنا
لله حيثُ دعاؤنا مسموعُ

رقصَ السياسيونَ فوق دمائنا
ونسوا بأنَّ جهادنا مشروعُ

‎وداد العاقل

ومن جبينِكَ تلك الشمسُ مشرقُها
أضاءَ منها بريقٌ ساطعٌ فاكا

وفي جميعِكَ لا يخفى توهُجُها
حتى إذا أُسدِلَ الديجورُ يغشاكا

والبدرُ في وجهِكَ الفتانِ موطنُهُ
عليهِ عانقَ أجرامًا وأفلاكا

والنجمُ والكوكبُ الدريُّ حسنُهما
لولا اكتمالِ جمالٍ فيكَ حاكاكا

ويعجزُ الكونُ عن عينيكَ معرفةً
وعن جمالٍ على خديك إدراكا

حـــــور

بي لهفةٌ ظمأى إلى ماء العناقْ
فالشوق أضناني وأتعبني الفراقْ

وكأنّما جرحي الذي واريتُهُ
عن أعين الشُمّاتِ أشبهُ بالعراقْ

بي حزنُ صنعاء القديمةِ عندما
تشتاقُ حدَّ الموتِ ضحكاتِ الرفاقْ

يا أيّها الوطنُ الذبيحُ بخافقي
نمْ إنّني والسُّهدُ أبرمتُ اتّفاقْ

كي لا أزيدَ عليكَ أرسمُ ضحكتي
والجرحُ في قلبي على قدمٍ وساقْ

أهرقتُ كأسَ الأمنياتِ ولم أزلْ
أحسو كؤوسَ اليأسِ مُترعةً دِهاقْ

صنعاءُ يخذلُني الحنينُ وكلّما
منكِ انعتقتُ رجعتُ لا أقوى انعتاقْ

واللهِ لا أدري بأيّ طريقةٍ
أهواكِ لظ°كنْ ما أحسُّ بهِ اعتناقْ

وإليكِ مِنْ أقصى البلادِ جوارحي
تهفو وأعرجُ في سماكِ بلا براقْ

صنعاءُ يا نزفي المؤبّدَ خانني
دمعي وقد بلغتْ معاناتي التراقْ

وداد العاقل .. اليمن

‏لماذا العدوُّ القصيّ اقتربْ
لأن القريبَ الحبيبَ اغتربْ

لأن الفراغَ اشتهى الامتلاءَ
بشيء فجاء سوى المرتقبْ

لأنّ الملقِّن واللاعبين
ونظّارةَ العرضِ هُم مَن كتبْ

لماذا استشاط زحامُ الرماد
تذكّرَ أعراقَهُ فاضطربْ

لأن "أبا لهبٍ" لم يمُتْ
وكلّ الذي ماتَ ضوءُ اللهبْ

البردوني

لَوْ سُئِلَ أَهْلُ الْهَوَى مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ
هَلْ فُرِّجَتْ عَنْكُمْ مُذْ مُتُّمْ الْكُرَبُ

لَقَالَ صَادِقُهُمْ قَدْ بَلِيَ جَسَدِي
وَلَكِنَّ نَارَ الْهَوَى فِي الْقَلْبِ تَلْتَهِبُ

جَفَّتْ مَدَامِعُ عَيْنِ الْجِسْمِ حِينَ بَكَى
وَإِنَّ بِالدَّمْعِ عَيْنَ الرُّوحِ تَنْسَكِبُ

.....

ياربِّ هب لي في المدينة منزلاً
وتأدباً أهنأ به في المسجد

وإذا قضيتَ بقبض روحي منعماً
فاحكم بدفني في ربيع الغرقَدِ

آمين

يا ربِّ فامنُنْ بالجِوارِ الأحمدِ
بمدينة الهادي الأجلِّ الأحمدِ

وارزق بخاتمة السعادة والهُدَى
وبطِيبِ رَمْسٍ بالبقيع الأسعدِ

.....

أَمِن تَجَنّي حَبيبٍ راحَ غَضبانا
أَصبَحتَ في سَكَراتِ المَوتِ سَكرانا

لا تَعرِفُ النَومَ مِن شَوقٍ إِلى شَجَنٍ
كَأَنَّما لا تَرى لِلناسِ أَشجانا

أَوَدُّ مَن لَم يَنَلني مِن مَوَدَّتِهِ
إِلا سَلاماً يَرِدُّ القَلبَ حَيرانا

.....

يا سَوأَةً يُكثِرُ الشَيطانُ إِن ذُكِرَت
مِنها التَعَجُّبَ جاءَت مِن سُلَيمانا

لا تَعجَبَنَّ لِخَيرٍ زالَ مِن يَدِهِ
فَكَوكَبُ النَحسِ يَسقي الأَرضَ أَحيانا

.....

خَيرُ إِخوانِكَ المُشارِكُ في المُررِ
وَأَينَ الشَريكُ في المُرِّ أَينا

الَّذي إِن شَهِدتَ سَرَّكَ في الحَييِ
وَإِن غِبتَ كانَ أُذناً وَعَينا

مِثلَ حُرِّ الياقوتِ إِن مَسَّهُ النارُ
جَلاهُ البَلاءُ فَاِزدادَ زَينا

أَنتَ في مَعشَرٍ إِذا غِبتَ عَنهُم
بَدَّلوا كُلَّ ما يَزينُكَ شَينا

وَإِذا ما رَأَوكَ قالوا جَميعاً
أَنتَ مِن أَكرَمِ الرِجالِ عَلَينا

ما أَرى لِلأَنامِ وُدّاً صَحيحاً
عادَ كُلُّ الأَنامِ زوراً وَمَينا

.....