هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مَن يُخبِركَ بِسَبٍّ عَن أَخٍ
فَهُوَ الشاتِمُ لا مَن شَتَمَك

ذاكَ أَمرٌ لَم يُواجِهكَ بِهِ
إِنَّما اللَومُ عَلى مَن أَعلَمَك

إِنَّ ذا اللُؤمِ إِذا أَكرَمتَهُ
حَسِبَ الإِكرامَ حَقّاً لَزِمَك

كيف لم ينصركَ إن كان أخاً
ذا حفاظٍ عندَ من قد ظلمك

فأهنه إنّهُ من لؤمِهِ
إن تردهُ بهوانٍ أكرمك

.....

تَمادى بِهِ الهِجرانُ وَاِستَحسَنَ الهَجرا
وَآلى يَميناً لا يُكَلِّمُني الدَهرا

فَوَاللَهِ ما اِستَسنَنتُ بَعدَ مَوَدَّةٍ
صَديقاً وَلا أَرهَقتُ ذا زَلَّةٍ عُسرا

فَإِن عادَ في وِدّي رَجَعتُ لِوِدِّهِ
وَإِلّا فَإِنّي لا أُحَمِّلُهُ إِصرا

وَإِن مالَ عَنّي خائِباً نَحوَ عُذرِهِ
تَسَلَّيتُ عَنهُ وَاِستَعَرتُ لَهُ صَبرا

أُعِدُّ لِمَن أَبدى العَداوَةَ مِثلَها
وَأُجزي عَلى الإِحسانِ واحِدَةً عَشرا

.....

لا تُرهِقَنَّكَ ضَجرَةٌ مِن سائِلٍ
فَلَخَيرُ دَهرِكَ أَن تَرى مَسؤولا

لا تَجبَهَن بِالمَنعِ وَجهَ مُؤَمِّلٍ
فَبَقاءُ عِزِّكَ أَن تُرى مَأمولا

وَاِعلَم بِأَنَّكَ عَن قَليلٍ صائِرٌ
خَبَراً فَكُن خَبَراً يَروقُ جَميلا

يُلقى الكَريمُ فَيُستَدَلُّ بِبِشرِهِ
وَتَرى العُبوسَ عَلى اللَئيمِ دَليلا

.....

فَيا شامِتاً مَهلاً فَكَم مِن شَماتَةٍ
تَكونُ لَها العُقبى لِقاصِمَةِ الظَهرِ

.....

إِن كُنتَ لا تَرهَبُ ذَمّي لِما
تَعلَمُ مِن صَفحي عَنِ الجاهِلِ

فَاِخشَ سُكوتي إِذ أَنا مُنصِتٌ
فيكَ لِمَسموعِ خَنا القائِلِ

فَسامِعُ الشَرِّ شَريكٌ لَهُ
وَمُطعِمُ المَأكولِ كَالآكِلِ

مَقالَةُ السوءِ إِلى أَهلِها
أَسرَعُ مِن مُنحَدَرٍ سائِلِ

وَمَن دَعا الناسَ إِلى ذَمِّهِ
ذَمّوهُ بِالحَقِّ وَبِالباطِلِ

.....

نَظَرَت إِلَيَّ بِعَينِ مَن لَم يَعدِلِ
لَمّا تَمَكَّنَ طَرفُها مِن مَقتَلي

لَمّا أَضاءَت بِالمَشيبِ مَفارِقي
صَدَّت صُدودَ مُفارِقٍ مُتَحَمِّلِ

فَجَعَلتُ أَطلُبُ وَصلَها بِتَذَلُّلٍ
وَالشَيبُ يَغمِزُها بِأَلّا تَفعَلي

.....

رُزِقتُ عَقلاً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ
وَما المُروءَةُ إِلّا كَثرَةُ المالِ

إِذا أَرَدتُ مُساماةً تَقاعَدَ بي
عَمّا يُنَوِّهُ بِاِسمي رِقَّةُ الحالِ

.....

لَلمَوتُ أَيسَرُ عِندي
بَينَ القَنا وَالأَسِنَّه

وَالخَيلُ تَجري سِراعاً
مُقرَطّاتِ الأَعِنَّه

مِن أَن يَكونَ لِنَذلٍ
عَلَيَّ فَضلٌ وَمِنَّه

.....

اِضرَع إِلى اللَهِ لا تَضرَع إِلى الناسِ
وَاِقنَع بِيَأسٍ فَإِنَّ العِزَّ في الياسِ

وَاِستَغنِ عَن كُلِّ ذي قُربى وَذي رَحِمٍ
إِنَّ الغَنِيَّ مَنِ اِستَغنى عَنِ الناسِ

فَالرِزقُ عَن قَدَرٍ يَجري إِلى أَجَلٍ
في كَفِّ لا غافِلَ عَنّي وَلا ناسي

فَكَيفَ أَبتاعُ فَقراً حاضِراً بِغِنىً
وَكَيفَ أَطلُبُ حاجاتي مِنَ الناسِ

.....

أَوجَعُ مِن وَخزَةِ السِنانِ
لِذي الحِجا وَخزَةُ اللِسانِ

فَاِستَرزِقِ اللَهَ وَاِستَعِنهُ
فَإِنَّهُ خَيرُ مُستَعانِ

لا تَرضَ عَيشاً عَلى اِمتِهانٍ
وَلا تُرِد وَصلَ ذي اِمتِنانِ

أَشَدُّ مِن عَيلَةٍ وَفَقرٍ
إِغضاءُ حُرٍّ عَلى هَوانِ

وَإِن نَبا مَنزِلَ بِحُرٍّ
فَمِن مَكانٍ إِلى مَكانِ

لا يَثبُتُ الحُرُّ في مَكانٍ
يُنسَبُ فيهِ إِلى الهَوانِ

الحُرُّ حُرٌّ وَإِن تَعَدَّت
عَلَيهِ يَوماً يَدُ الزَمانِ

.....