هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مَن أَعمَلَ اليَأسَ كانَ اليَأسُ جاعِلَهُ
مُعَظِّماً أَبَداً في أَعيُنِ الناسِ

وَمَن رَماهُم بِعَينِ الطامِعينَ رَأى
ذُلّاً وَحَسّوهُ مُرَّ المَنعِ في كاسِ

اليَأسُ خَيرٌ وَما لِلناسِ مِن ثَمَرٍ
هاتِ اِمرَءاً ذَلَّ بَعدَ اليَأسِ لِلناسِ

.....

أَلَيسَ عَجيباً بِأَنَّ الفَتى
يُصابُ بِبَعضِ الَّذي في يَدَيهِ

فَمِن بَينِ باكٍ لَهُ موجِعٌ
وَبَينِ مُعِزٍّ مُغذٍ إِلَيهِ

وَيَسلِبُهُ الشَيبُ شَرخَ الشَبابِ
فَلَيسَ يُعَزّيهِ خَلقٌ عَلَيهِ

.....

هَوِّن عَلَيكَ فَكُلُّ الأَمرِ يَنقَطِعُ
وَخَلِّ عَنكَ عِنانَ الهَمِّ يَندَفِعُ

فَكُلُّ هَمٍّ لَهُ مِن بَعدِهِ فَرَجٌ
وَكُلُّ أَمرٍ إِذا ماضاقَ يَتَّسِعُ

إِنَّ البَلاءَ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ
فَالمَوتُ يَقطَعُهُ أَو سَوفَ يَنقَطِعُ

.....

وَإِذا الكَريمُ أَتَيتَهُ بِخَديعَةٍ
فَرَأَيتَهُ فيما تَرومُ يُسارِعُ

فَاِعلَم بِأَنَّكَ لَم تُخادِع جاهِلاً
إِنَّ الكَريمَ بِفِعلِهِ يَتَخادَعُ

.....

إِذا نِلتُ العَطِيَّةَ بَعدَ مَطلٍ
فَلا كانَت وَإِن كانَت جَزيلَه

فَسَقياً لِلعَطِيَّةِ ثُمَّ سَقياً
إِذا سَهُلَت وَإِن كانَت قَليلَه

وَلِلشُعَراءِ أَلسِنَةٌ حِدادٌ
عَلى العَوراتِ موفِيَةٌ دَليلَه

وَمِن عَقلِ الكَريمِ إِذا اِتَّقاهُم
وَداراهُم مُداراةً جَميلَه

إِذا وَضَعوا مَكاويهِم عَلَيهِ
وَإِن كَذَبوا فَلَيسَ لَهُنَّ حيلَه

.....

سَأُعمِلُ نَصَّ العيسِ حَتّى يَكُفَّني
غِنى المالِ يَوماً أَو غِنى الحَدَثانِ

فَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ يُرى لَها
عَلى الحُرِّ بِالإِقلالِ وَسمُ هَوانِ

مَتى يَتَكَلَّم يُلغَ حُسنُ كَلامِهِ
وَإِن لَم يَقُل قالوا عَديمُ بَيانِ

كَأَنَّ الغِنى عَن أَهلِهِ بورِكَ الغِنى
بِغَيرِ لِسانٍ ناطِقٌ بِلِسانِ

.....

أَدنى خُطاكَ الهِندُ وَالصينُ
وَكُلُّ نَحسٍ بِكَ مَقرونُ

بِحَيثُ لا يَأنَسُ مُستَأنِسٌ
وَحَيثُ لا يَفرَحُ مَحزونُ

تَهوي بِكَ الأَرضُ إِلى بَلدَةٍ
لَيسَ بِها ماءٌ وَلا طينُ

.....

وَإِنَّ مِنَ الإِخوانِ إِخوانَ كَشرَةٍ
وَإِخوانَ حَيّاكَ الإِلَهُ وَمَرحَبا

وَإِخوانَ كَيفَ الحالُ وَالأَهلُ كُلُّهُ
وَذَلِكَ لا يَسوى نَقيراً مُتَرَّبا

جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَنهُ بِمالِهِ
يَقولُ إِلَيَّ القَرضُ وَالقَرضُ فَاِطلُبا

فَإِن أَنتَ حاوَلتَ الَّذي خَلفَ ظَهرِهِ
وَجَدتَ الثُرَيّا مِنهُ في البُعدِ أَقرَبا

.....

لَعَمرُكَ لَلقَليلُ أَصونُ وَجهي
بِهِ في الأَوحَدينَ وَفي الجَميعِ

أَحَبُّ إِلَيَّ مِن طَلَبي كَثيراً
تُمَدُّ إِلَيهِ أَعناقُ الخُضوعِ

فَعِش بِالقوتِ يَوماً بَعدَ يَومٍ
كَمَصِّ الطِفلِ فيقاتِ الضُروعِ

وَلا تَرغَب إِلى أَحَدٍ بِحِرصٍ
رَفيعٍ في الأَنامِ وَلا وَضيعِ

وَقَد رَحَلَ الشَبابُ وَحَلَّ شَيبٌ
فَهَل لَكَ في شَبابِكَ مِن رُجوعِ

.....

ألست ترى استراق الدهر حظي
وكيف يفيت في أدب الخمول

أأبغي العون منه وهو خصمي
كما استبكت ضرائرها الثكول

.....