ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

لا تسلني



‏فديتكَ لا تسلني كيف حالي


‏لسانُ الحالِ يغني عن مقالي!
‏وهل يومٌ مضى من غير وصلٍ


‏كيومٍ باتَ في حضنِ الوصالِ؟!
‏مذاقُ البعدِ بعد القربِ يبدو


‏شراباً علقماً من بعد حالِ!
‏فصلني أو فدعني في مصابي


‏ولا تسألْ فديتك كيف حالي!

عبد العزيز الزنيدي

عكاظ



أرى كلاً غدا ذا اليوم شاعرْ


وكلاً يدّعي هزَّ المشاعرْ!
وليس لكلّ من غنى لسانٌ


على الإمتاع والإدهاشِ قادرْ!
فما لانتَ عويصاتُ القوافي


ولا انقادتْ رضاً إلا لشاعرْ!
فيا قلبي الشجيّ كفاك ذكراً


منازل غائبٍ في القلب حاضرْ!
ولا تبكِ الطلولَ ولا تزرها


وعن متردمِ الشعراءِ غادرْ!
ودعكَ من الغثاءِ وإن تداعى


وصفَّقَ حوله مليونُ فاغرْ!!
فما بعكاظ من وجهٍ بهيجٍ


ومقعدُ قرةِ العينينِ شاغرْ!!

عبد العزيز الزنيدي

من النافذة



أرى كلاً يهيمُ على هواهُ


وكلاً ممعناً فيما يراهُ
فعمروٌ مبحرٌ في كلّ علمٍ


كأنّ الله بالعلمِ اصطفاهُ
وزيدٌ عندهُ بالحقّ صكٌ


وما للحق من رجلٍ سواهُ
وقيسٌ غارقٌ بعيونِ ليلى


من التحديقِ غارتْ مقلتاهُ
وكهلٌ في سبيل المال ساعٍ


يشرعنُ ما يحقق مبتغاهُ
وطفلٌ راكبٌ متن الأماني


يغرد كلما لاحت مناهُ
وهذا ماشطٌ شِعرَ الغواني


من التمشيطِ ما انفكت يداهُ
وذا تبعٌ، وذلك مستقلٌ


تعهد أن يرى ما لا نراهُ

عبد العزيز الزنيدي

كانت لنا أيام



كانتْ لنا فيما مضى أيامُ


ومرابعٌ مأهولةٌ وخيامُ ..!
كانتْ لنا غدرانُ شعرٍ عذبة


تغدو وتعشو حولها الآرامُ ..!
كانتْ لنا فيها شواطئُ راحةٍ


ومرافئٌ فيها لنا استجمامُ ..!
كانتْ ضمائرنا تشفُّ براءةً


ما دنستْ أفكارنا الأثامُ ..!
كم فكرةٍ كبرتْ فصارتْ لوحةً


كلٌ لهُ في رسمها إسهامُ ..!
كم من شجونٍ قد دفناها هنا


وتصرّمتْ من عمرنا أعوامُ ..!
واليوم تجمعنا بقايا قصةٍ


جثمتْ على أطلالها الأحلامُ ..!
وجميعُ ألوانِ الحياة تشابهتْ


وذوى القصيدُ وماتتْ الأنغامُ ..!

عبد العزيز الزنيدي

عتاب ..!



الصمت يقتلُ، والصراحةُ تُزعلُ!!


قل لي بربكَ: ما الخيارُ الأمثلُ؟!
تغتابني! وتخونُ ما عاهدتني!


أأموتُ صمتا؟! أم أبوحُ وأرحلُ؟!
لا عيشَ يحلو والفؤادُ بريبةٍ


والعقلُ منشغلٌ بما لا يُعْقَلُ!!
أخفي العتابَ كأنّ شيئا لم يكن


وأنا على جمرِالأسى أتململُ!!

عبد العزيز الزنيدي

إجازة عقل ..!



أيا شيهانة الألق المقفى


أما استرعاك في العلياءِ بازُ؟!
حقيقةُ حبنا لا لبسَ فيها


وإن أخفى ملامحها المجازُ
فقلبك قد حوى حباً عظيما


يغلفهُ لدى البوحِ احترازُ
وقلبيَ مذ عشقتك في دوامٍ


وعقليَ من وظيفتهِ مُجازُ!!

عبد العزيز الزنيدي

هو الحب ..!


هوَ الحبُّ داءٌ لذيذُ العذابِ


وليسَ لهُ وصفةٌ شافيه!!
لهُ في ليالِ المصيفِ انتعاشٌ


وأحضانهُ في الشتا دافيه!!
لهُ الشعرُ يأتي على كل وزنٍ


وتمشي المعاني له حافيه!!
وكلُّ حروفِ القوافي تمنّى


بأنْ يصطفيها لهُ قافيه!!
له في وجوهِ المحبين وسمٌ


وأسرارهُ لم تزلْ خافيه!!
وإنْ أفصحتْ عن مداهُ العيونُ


فليسَ لهُ أحرفٌ نافيه!!
هوَ الحبُّ من يتقِ سهمهُ


يعشْ أبدَ الدهرِ في عافيه!!
فأولهُ نظرةٌ، فابتسامٌ


وآخرهُ أدمعٌ صافيه!!

عبد العزيز الزنيدي

الصمت



وبعضُ الصّمتِ إرهاصٌ


لبركانٍ سينفجرُ!
وبعضُ الصّمتِ توطئةٌ


لصبرٍ باتَ يحتضرُ!
وبعضُ الصّمتِ تعبيرٌ


عن الإيجابِ مختصرُ!
وبعضُ الصّمتِ مبتدأٌ


سيأتي بعده خبرُ!
وبعضُ الصّمتِ خاتمةٌ


لقولٍ ما له أثرُ!!

عبد العزيز الزنيدي

اجفُ من يجفو



‫قد يعودُ الوردُ شوكاً موجعاً ‬


‫حينما نهديهِ من لا يستحقْ
‫فاجفُ من يجفو ولا ترأفْ به‬ِ


‫واحتضنهُ كلما حنَّ ورقْ!!
قل له: خذ ضعفَ ما أوجعتني


واغترفْ من حرقةِ الصدّ وذُقْ
كي تعانيْ ما أعانيْ من جوىً


ولكي تعرفَ أنَّ الله حقْ!!

عبد العزيز الزنيدي

الأمر لله



‏أمورٌ قُدّرَتْ في الغيبِ بَدْءاً


‏وسارتْ في نواميسٍ دقيقه
‏وما للعبدِ من وجهِ اعتراضٍ


‏على ما شَاءَهُ ربُّ الخليقه
‏فإنْ الفيتَ قزْماً صارَ نجماً


‏ونجماً باتَ في بئرٍ سحيقه!!
‏ففوِّضْ ما يُرِيْبُكَ من غموضٍ


‏إلى مَنْ عندهُ كلُّ الحقيقه

عبد العزيز الزنيدي