ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

الليالي البيض



قلْ لليالي البيضِ ألا تنقضي


‏أبداً، ولا يجري عليهنَّ المضي!
‏هنّ العزاءُ لمن توسدَ هَمَّهُ


‏ولكلِّ قلبٍ شاعرٍ متهيِّضِ!
‏فيهنّ تأتلقُ السعادةُ والهنا


‏فأسامرُ النجماتِ والبدرَ الوضي!
‏ذاكَ الذي ما رمتُ بدراً دونه


‏ولغيرهِ قلبُ الهوى لم ينبضِِ!

عبد العزيز الزنيدي

حديث نفس



صحبتُ ذا الناس دهراً لم أجد أحداً ‬


‫إلا وفيهِ مع الأيامِ تغييرُ!! ‬
‫فقلتُ: يا نفسُ هل أنتِ مبرأة؟ ‬


‫أما اعتراكِ من الأيامِ تأثيرُ؟!
‫قالتْ: بلى غير أني لا أحسُ بهِ‬


كما يحسُ بما يعرونيَ الغيرُ ..!‬
‫كذا خلقنا على بعضٍ نواظرنا‬


‫وليس عندي لخلقِ الله تفسيرُ ..! ‬
‫في ومضةِ العينِ معنىً من سرائرنا ‬


‫وفي تقاسيمنا رسمٌ وتعبيرُ ..!‬
‫ونبرةُ الصوتِ تنبي عن مشاعرنا ‬


‫مهما يغلفها لحنٌ وتزويرُ ..!

عبد العزيز الزنيدي

كيف الشفاء ؟



ياعاقداً سحرَ الغرامِ بحُسْنكا


كيفَ الشفاءُ لمن تشرّبَ سحركا
حبيكَ أورثني كؤوسَ كآبةٍ


وأريكةً نسْجَ السّهَادِ ومتّكا
يا قاطعا خطَ الوصالِ تدللا


أودعتَ نوطَ القلبِ بعدكَ مُوْشِكا
إن كنتَ قد أزمعتَ صداً فاستخر


واستفتِ من قبل القطيعة قلبكا
ما كنتُ أقصدُ أنْ أسوءَكَ والذي


جعلَ الحديثَ إلى جمالكَ مُرْبِكا
بيني وبينكَ خيطُ وصلٍ مرهف ٍ


من فرْطِ إشفاقي عليهِ تهتكا
مهما ارتجلتُ القولَ أو خمّرتُهُ


وسبكتُ متنَ الحرفِ فيكَ تفككا
قل لي بربكَ ما بوسعي فعلهُ؟


يا عاقدا سحرَ الغرامِ بحُسْنكا

عبد العزيز الزنيدي

رذاذ الحروف



‏لرذاذِ حرفكِ نشوةٌ في تربتي


‏أشهى وأخصبُ من رذاذِ الموسمِ!
‏حتى سهامكِ في الفؤادِ لذيذةٌ


‏فلتمطريني من لذيذِ الأسهمِ!
‏زيدي فديتكِ إنّ صدري مُشرعٌ


‏وإذا شَجاكِ تألمي لا ترحمِ!
‏فالشعرُ مولودٌ تكَوَّنَ خَلْقُهُ


‏من بسمةٍ جذلى وجرحٍ مؤلمِ!!

عبد العزيز الزنيدي

مختصر الغادات !


يا غادةً في شغافِ الروحِ مسكنها


‏إن ضمني حَضَرٌ أو شطّ بي سفرُ
‏أنتِ النهارُ جلياً في توهجهِ


‏وأنتِ أنتِ سكونُ الليلِ والسّحَرُ!
‏فيكِ استوى زمني فيكِ انتهى سفري


‏منذ التقى الشمسُ في خديكِ والقمرُ!
‏ فيكِ التقتْ فاتناتُ الحسن قاطبةً


‏ كأنّما أنتِ للغاداتِ مُختصرُ!

عبد العزيز الزنيدي

افعلي ماشئتِ


افعلي ماشئتِ لا تستأذني


مغرماً فيكِ إلى حدِّ الثمالَه!
واعزفي ما شئتِ من لحنٍ عصيٍّ


أنتِ من يُهدي إلى اللحنِ اعتدالَه!
وانتقي ما شئتِ من معنىً طريفٍ


أنتِ من يضفي على المعنى جمالَه!
كلُّ حسنٍ ناقصٌ في ذاتهِ


قبلَ أن يكسوكِ لم يبلغْ كمالَه!

عبد العزيز الزنيدي

لماذا ؟!



وربِّكَ ليسَ في علمي وربِّكْ


لماذا دونما سببٍ أُحبُّكْ؟!
لماذا كانَ بُعدُكَ يجتويني


ويعزلني عن الأكوانِ قُرْبُك؟!
لماذا أُغمضُ العينينَ أمناً


إذا ما اقتادني لِلِقاكَ دربُكْ؟!
وقلبي إذ تجاوزَ كلَّ بابٍ


لماذا عندَّ بابكَ قال: حَسْبُكْ؟!

عبد العزيز الزنيدي

سقى الله داراً



سَقَى اللهُ دَارَاً سَقَتْنِي الْوِدَادَ


وَبَاكرَهَا الْمَاطِرُ الهَاتنُ
يُصَاحِبُنِي طَيْفُهَا كُلَّ حِيْنٍ


وَيَسْكُنُنِي حَيْثُمَا أَسْكُنُ
إِذَاالْقَلْبُ نَادَى عَلَى وَصْلِهَا


جَمِيْعُ الْخَلَاَيَا لَهُ تُذْعِنُ
أَبِيْعُ الدُّنَى كُلَّهَا رَاضِيًا


بأنِّيَ فِي حُضْنِهَا أُسْجُنُ
وَأَنِّي أَمُوتُ عَلَى رَاحَتَيْهَا


وَفِي مِسْكِ تُرْبَتِهَا أُدْفَنُ

عبد العزيز الزنيدي

يا شاعر ( الآه )



‏لا يَخْلبُ القَلْبَ لَفظٌ سَاغَ مغناهُ


‏حتى يُعَمِّقَهُ في النَّفْسِ معنَاهُ
‏وَفِي الهِلَالِ اشْتِبَاهُ يومَ مَوْلِدِهِ


‏والمَطْلَعُ البَدْرُ لايَخْفَى مُحَيَّاهُ
‏ياشَاعِرَالآهِ كمْ أضْرَمْتَ من شَجَنٍ


‏وكٌلُّ ذي شَجَنٍ تَحْدُوْهُ شَكْوَاهُ
‏لاتَحْسِبِ الآهَ قَافَاً أنتَ واحِدُهَا


في صَدْرِ مليَارِ نفْسٍ تُضْرَمُ الآْهُ
‏ولا تَلُمْ عَاشِقاً شَطَّ المَزَارُ بهِ


سَرَى يُنَاجِي بلَيْلِ السُّهْدِ ليْلاهُ ‏
‏فالعِشْقِ أصَدقُ مَا جَاشَ القَصِيدُ بِهِ


‏واغرورقتْ بدمُوْعِ الصِّدقِ عيناهُ
‏قدْ قَالَهَا فَيْلَسُوفُ العِشْقِ خَالِدَةً:


لا يَمْلِكُ النَّهرُ تَغْيِيْرَاً لِمَجْرَاهُ

عبد العزيز الزنيدي

مبتدا الحسن



يا مبتدا الحسنِ في أزهى مفاتنهِ


باللهِ كم عاشقٍ أودعتهِ خبرا؟!
بالله كم معتمٍ أذكيتِ شعلتهُ؟!


بالله كم آفلٍ صيّرتهِ قمرا؟!
كوني المنارَ لمن مازال مؤتلقاً


ولتعذري نيزكاً من يأسهِ انتحرا!!
لا تسألي: كيف حادوا عن مبادئهم؟!


قد أنزلَ الله فيهمْ سورةَ الشُّعَرا!!

عبد العزيز الزنيدي