11-16-2021, 06:46 PM | #791 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ
إذا ما بدا أغضى له البدر والشمسُ به أمْست الأهواءُ يجمعُها هوىً كأن نفوسَ الناس في حُبِّه نفسُ ابن الرومي |
11-17-2021, 01:16 AM | #792 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
معلقة عنترة بن شداد العبسي
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ |
11-17-2021, 03:46 AM | #793 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
كان مالك بن الأخطل قد بعثه
أبوه الشاعر الأخطل ليسمع شعر جرير والفرزد ويرى من الأقوى منهما في ساحة الشعر، فسأله أبوه عنهما، فقال: جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر. فقال: الذي يغرف من بحر أشعرهما |
11-17-2021, 03:47 AM | #794 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يقال: دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة، وعنده الشعراء الثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل، فلم يعرفهم الأعرابي، فقال عبد الملك للأعرابي:
هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام؟ قال: نعم ! قول جرير: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلاباً فقال: أحسنت ! فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم ! قول جرير: ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح فقال: أصبت وأحسنت ! فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام؟ قال: نعم ! قول جرير: إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا فقال أحسنت ! فهل تعرف جريراً؟ قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق. قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الأخطل، فأنشأ الأعرابي يقول: فحيا الإله أبا حــــــــرزة وأرغم أنفك يا أخــطل وجد الفرز دق أتعـس به ورقَّ خياشيمه الجندل فأنشأ الفرز دق يقول: يا أرغم الله أنفاً أنت حــــــــامله يا ذا الخـنا ومقـال الزور والخطل ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل ثم أنشأ الأخطل يقول: يا شر من حملت ساق على قدم ما مثل قولك في الأقوام يحتمل إن الحكومة ليست في أبيك ولا في معشر أنت منهم إنهم ســفل فقام جرير مغضباً وقال: أتشتمان سفاهاً خيركم حسباً ففيكم -وإلهي - الزور والخطل شتمتماه على رفعي ووضعكما لا زلتما في سفال أيها السفل ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له وكانت خمسة آلاف فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج . نبوغهما في الشعر : برع الفرز دق في الفخر وأمده فيه شرف عائلته وقبيلته ولذلك تخلل الفخر معظم شعره ولكن فخره لم يقتصر على قومه فحسب بل فخر بنفسه وبشعره وطريقته لاتختلف عن طريقة شعراء الفخر في الجاهلية فهو يردد أسماء أجداده متباهيا ويعدد أمجادهم معتزا بهم بالغا حد التطرف في معظم الأحيان يروى أنه ( اجتمع الفرز دق وجرير وابن الرقاع عند سليمان بن عبد الملك فقال : أنشدوني من فخركم شيئا فإني أحب أن أسمع ذلك فبدرهم الفرز دق قائلا : ولو رفع السحاب إليه قوما علونا في السماء إلى السحاب فقال سليمان بن عبد الملك : لا تنطقوا فوالله ما ترك لكم مقالا وقد كان للفخر عند جرير نصيب من الشعر ومما قال في ذلك : إذا غضبت عليك بنو تم حسبت الناس كلهم غضابا وأما الهجاء فكان كلا منهما يهجو الآخر ويشمه بالشتائم فلا يترك نقيصة إلا ويلزقها بالآخر فكان الفرزدق إذا هجا جرير قابل نسبه بنسبه وآباءه بآباءه وأعمامه بأعمامه وجبانته بشجاعته وبخله بكرمه حتى يقول : أولئك آبائي فجئني بمثله إذا جمعتنا يا جرير المجامع وقد استخدم الفرز دق كل أساليب الهجاء وكان فاحشا في سبابه كي يرد كيد جرير فيسلبه كل القيم والفضائل ويجعله خاملا عن طلب المعالي لم يرث عن أبويه إلا الحمير والماشية ثم يرتد على أبيه فيجعله كالجعل الأسود وإلى أمه فيبرع في تحقيرها ثم يعود إلى قوم جرير فيجعلهم كالظربى المنتنة الكريهة الرائحة . قال يهجو جريرا : يا ابن المراغة كيف تطلب دارما وأبوك بين حمارة وحمار وإذا كلاب بني المراغة ربّضت خطرت ورائي دارمي وجماري والمعنى أنه حقير يتطاول على مجد دارم وهم قوم الفرزدق وفي البيت الثاني أن كلاب بني كليب عاجزة عن إدراك مجد دارم وجمار . ويقول أيضا : كم خالة لك يا جرير وعمة فدعاء قد حلبت عليّ عشاري والمعنى أنه يحط من شأن أقرباء جرير حيث كانوا يرعون له ماشيته . وكان جريرا بارعا في الهجاء حتى قيل إن أهجأ بيت قاله جرير حيث قال : فغض الطرف إنك من نمير فلاكعبا بلغت ولا كلابا وقد حكى نفطويه: أن جريراً دخل يوماً على بشر بن مروان وعنده الأخطل فقال بشر لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا ! ومن هذا أيها الأمير؟ فقال: هذا الأخطل. فقال الأخطل: أنا الذي قذفت عرضك أسهرت ليلك، وآذيت قومك فقال جرير: أما قولك قذفت عرضك فما ضر البحر أن يشتمه من غرق فيه وأما قولك وأسهرت ليلك فلو تركتني أنام لكان خيراً لك وأما قولك وآذيت قومك فكيف تؤذي قوماً أنت تؤدي الجزية إليهم ؟ وأما شعر المدح عند الفرزدق فهو يشبه إلى حد بعيد شعر الجاهليين فيبدأ غالبا بالغزل والوقوف على الأطلال ووصف الناقة وكان أشهر من مدحهم من الأمويين وكان شعره تكسبيا لأنه لم يمدح عن قناعة وإخلاص , أما قصيدته في مدح زين العابدين ففيها من صدق العاطفة وقوة الاندفاع الشيء الكثير حيث يقول فيها : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته البيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم وقال يمدح عيسى بن خصيلة السلمي : فنعم الفتى عيسى إذا البزل حاردت وجاءت بصّراد مع الليل بارد بحقك تحمي المكرمات ولم تجد أبا لك إلا ماجدا وابن ماجد والمعنى أنه رجل المكرمات منذ آباءه وأجداده . وفي المدح عند جرير نجد أنه يمدح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عند توليه الخلافة فيقول : إن الذي بعث النبي محمداً جعل الخلافة للإمام العادل وسع الخلائق عدله ووفاؤه حتى ارعوى وأقام ميل المائل إني لأرجو منك خيراً عاجلاً والنفس مولعة بحب العاجل فقال له: ويحك يا جرير اتق الله فيما تقول. وقال أيضا : ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح وفي الرثاء نجد جرير يرثي زوجته حيث يقول : لولا الحياء لعادني استعبار ولزرت قبرك والقبور تزار وأما الفرزدق فلم يكن عاطفيا في رثاءه فهو جاف الشعور وحين رثى أولاده الأربعة نجده ينصرف عن البكاء فيقول : ولو كان البكاء يرد شيئا على الباكي بكيت على صقوري بأربعة رزئتهم وكانوا أحب الميتين إلى ضميري وقد بلغ به التحجر مبلغ الاستهتار بزوجته ( حدراء ) حين ماتت حيث قال : وأهون مفقود إذا الموت ناله على المرء من أصحابه من تقنعا يقولون زر حدراء والترب دونها وكيف بشيء وصله قد تقطعا ورثى أباه حيث قال : فليت المنايا كن مُوتن قبله وعاش ابن ليلى للندىوالأرامل شعر النقائض احتل شعر النقائض حيزا كبيرا من شعر الفرزدق وجرير فالفرزدق إذا هجا أو مدح أو فاخر فإنما يرد على جرير أو يبادره فيفتح له بابا جديدا للرد وظلا على هذا المنوال حتى مات الفرزدق. قال مخاطبا ناقته وهو في طريقه إلى هشام بن عبد الملك : إلام تلفتين وأنت تحتي وخير الناس كلهم أمامي فرد عليه جرير : تلفت إنها تحت ابن قين حليف الكير والفأس الكهام متى ترد الرصافة تخز فيها كخزيك في المواسم كل عام وقد عاب الفرزدق على جرير رثاءه لزوجته حين قال : لولا الحياء لعادني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار فناقضه الفرز دق قائلا : إن الزيارة في الحياة ولا أرى ميتا إذا دخل القبور يزار وقد اعترف جرير بشاعرية الفرزدق حين قال : ما قال لي ابن القين بيتا إلا قلبته عليه إلا قوله : ليس الكرام بناحليك أباهم حتى تُرد إلى عطية تعتل |
11-17-2021, 04:10 AM | #795 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
قيس بن الملوح
والملقب بمجنون ليلى (24 هـ / 645م - 68 هـ / 688)، شاعر غزل عربي، من المتيمين من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب. لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في الحب أَنيري مَكانَ البَدرِ إِن أَفَلَ البَدرُ وَقومي مَقامَ الشَمسِ ما اِستَأخَرَ الفَجرُ فَفيكِ مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ ضَوءُها وَلَيسَ لَها مِنكِ التَبَسُّمُ وَالثَغرُ بَلى لَكِ نورُ الشَمسِ وَالبَدرُ كُلُّهُ وَلا حَمَلَت عَينَيكِ شَمسٌ وَلا بَدرُ لَكِ الشَرقَةُ اللَألاءُ وَالبَدرُ طالِعٌ وَلَيسَ لَها مِنكِ التَرائِبُ وَالنَحرُ وَمِن أَينَ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِالضُحى بِمَكحولَةِ العَينَينِ في طَرفِها فَترُ وَأَنّى لَها مَن دَلَّ لَيلى إِذا اِنثَنَت بِعَينَي مَهاةِ الرَملِ قَد مَسَّها الذُعرُ تَبَسَّمُ لَيلى عَن ثَنايا كَأَنَّها أَقاحٍ بِجَرعاءِ المَراضينِ أَو دُرُّ مُنَعَّمَةٌ لَو باشَرَ الذَرُّ جِلدَها لَآثَرَ مِنها في مَدارِجِها الذَرُّ إِذا أَقبَلَت تَمشي تُقارِبُ خَطوَها إِلى الأَقرَبِ الأَدنى تَقَسَّمَها البُهرُ مَريضَةُ أَثناءَ التَعَطُّفِ إِنَّها تَخافُ عَلى الأَردافِ يَثلُمُها الخَصرُ فَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَقيقَينِ تَرعَوي إِلى رَشَأٍ طِفلٍ مَفاصِلُهُ خُدرُ بِمُخضَلَّةٍ جادَ الرَبيعُ زُهائَها رَهائِمَ وَسمِيٍّ سَحائِبُهُ غُزرُ وَقَفنا عَلى أَطلالِ لَيلى عَشيَّةً بِأَجزَعِ حَزوى وَهيَ طامِسَةٌ دُثرُ يُجادُ بِها مُزنانِ أَسحَمُ باكِرٌ وَآخَرُ مِعهادُ الرَواحِ لَهُ زَجرُ وَأَوفى عَلى رَوضِ الخُزامى نَسيمُها وَأَنوارُها وَاِخضَوضَلَ الوَرَقُ النَضرُ رَواحاً وَقَد حَنَّت أَوائِلَ لَيلِها رَوائِحُ لِلإِظلامِ أَلوانُها كُدرُ تُقَلِّبُ عَينَي خازِلٍ بَينَ مُرعَوٍ وَآثارِ آياتٍ وَقَد راحَتِ العُفرُ بِأُحسَنَ مِن لَيلى مِعُيدَةَ نَظرَةٍ إِلَيَّ اِلتِفاتاً حينَ وَلَّت بِها السَفرُ مُحاذِيَةً عَيني بِدَمعٍ كَأَنَّما تَحَلَّبُ مِن أَشفارِها دُرَرٌ غُزرُ فَلَم أَرَ إِلّا مُقلَةً لَم أَكَد بِها أَشيمُ رُسومَ الدارِ ما فَعَلَ الذِكرُ رَفَعنَ بِها خوصَ العُيونِ وَجوهُها مُلَفَّعَةٌ تُرباً وَأَعيُنُها خُزرُ وَما زِلتُ مَحمودَ التَصَبُّرِ في الَّذي يَنوبُ وَلَكِن في الهَوى لَيسَ لي صَبرُ قيس بن الملوح |
11-17-2021, 04:56 AM | #796 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أحمد بن علي بن أحمد شوقي
. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي . وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر صحوت واستدركتني شيمتي الأدب وبت تنكرني اللذات والطرب وما رشاديَ إلا لمع بارقة يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب دعت فأسمع داعيها ولو سكتت دعوت أسمعها والحرّ ينتدب وهكذا أنا في همى وفي هممي إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا ولي همامة نفس حيث أجعلها لا حيث تجعلها الأحداث والنوب لها على عزة الأقدار إن مطلت حلم الليوث إذا ما أستأخر السلب وإن تحير بي قوم فلا عجب إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا همو رأوا أن تظل القضب مغمدة فلن تذيب سوى أغمادها القضب رضيت لو أن نفسي بالرضى انتفعت وكم غضبت فما أدناني الغضب نالت منابر وادى النيل حصتها منى ومن قبل نال اللهو والطرب وملعب كمعاني الحلم لو صدقت وكالأماني لولا أنها كذب تدفق الدهر باللذات فيه فلا عنها انصراف ولا من دونها حجب وجاملت عصبة يحيا الوفاء بهم فهم جمال الليالي أو هم الشهب باتوا الفراقد لألاء وما سفروا عليه والبان أعطافا وما شربوا وأسعدت مشرفاتٌ من مكامنها حمر المناقير في لباتها ذهب مستأنسات قريرات بأخبية من سندس الروض لم يمدد بها طنب وما بين حام يهاب الجار ساحته وناشئ يزدهيه الطوق والزغب وغادةٍ من بنات الأيك ساهية ما تستفيق وأخرى همها اللعب قريرة العين بالدنيا مروعة بالأسر تضحك أحيانا وتنتحب وتبرح الفرع نحو الفرع جاذبه بالغصن فالفرع نحو الفرع منجذب أبا الحيارى ألا رأى فيعصمهم فليس إلا إلى آرائك الهرب لن يعرف اليأس قوم حصنهمو وأنت رايتهم والفيلق اللجب عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب والصدق أرفع ما اهتز الرجال له وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا أحمد شوقي |
11-17-2021, 11:08 AM | #797 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تقدّمَتني أناسٌ كان شوطُهُمُ
وراءَ خَطوِيَ لو أمشي على مَهَلِ هذا جزاءُ امرئِ أقرانُهُ دَرَجوا من قبلهِ فتمنّى فُسحةَ الأجَلِ فإن علانيَ مَن دوني فلا عَجبٌ لي أسوةٌ بانحِطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ الطغرائي |
11-18-2021, 03:36 AM | #798 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحارث بن حلزة واسمه
الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري من عظماء قبيلة بكر بن وائل كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل «أفخر من الحارث بن حلزة»، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند (في 554 - 569 م) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين قبيلتي بكر وتغلب. توفي سنة 580 م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب. أَعَمرو اِبنَ فَرّاشَةِ الأَشيَمِ صَرَمتَ الحِبالَ وَلَم تُصرَمِ وَأَفسَدتَ قَومَكَ بَعدَ الصَلاحِ بَني يَشكُرَ الصَيدَ بِالمَلهَمِ دَعَوتَ أَباكَ إِلى غَيرِهِ وَذاكَ العُقوقُ مِن مَأثَمِ كَفى شاهِداً إِلى الصَفا إِلى مُلتَقى الحَجِّ بِالمَوسِمِ فَهَلّا سَعَيتَ لِصُلحِ الصَديقِ كَسَعى ابنِ مارِيَةَ الأَقصَمِ وَقَيسٌ تَدارَكَ بَكرَ العِراقِ وَتَغلِبَ مِن شَرِّها الأَعظَمِ وَأَصلَحَ ما أفسَدُوا بَينَهُم وَذَلِكَ فِعلُ الفَتى الأَكرَمِ وَبَيتُ شَراحيلَ مِن وائِلٍ مَكانَ الثُرَيّا مِنَ الأَنجُمِ الحارث بن حلزة |
11-18-2021, 03:36 AM | #799 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تقدّمَتني أناسٌ كان شوطُهُمُ
وراءَ خَطوِيَ لو أمشي على مَهَلِ هذا جزاءُ امرئِ أقرانُهُ دَرَجوا من قبلهِ فتمنّى فُسحةَ الأجَلِ فإن علانيَ مَن دوني فلا عَجبٌ لي أسوةٌ بانحِطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ الطغرائي |
11-18-2021, 03:50 AM | #800 |
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لامية العجم هي قصيدة شهيرة
للطغرائي المتوفى 514 هـ . وهو العميد مؤيّد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني نسبا الأصبهاني مولدا وقد حاكى بها قصيدة لامية العرب للشنفرى الأزدي. وكان قد نظمها ببغداد في سنة 505 هـ، يصف حاله ويشكو زمانه. ويقول في مطلعها: وفيها بيت الشعر الشهير على الألسن أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَل مجدي أخيراً ومجدِي أوّلاً شَرَعٌ والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَني بها ولا ناقتي فيها ولا جَملي نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ وضَجَّ من لَغَبٍ نضوي وعجَّ لما يلقَى رِكابي ولجَّ الركبُ في عَذَلي أُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بها على قضاءِ حُقوقٍ للعُلَى قِبَلي والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُني من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالقَفَلِ وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ لمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِلِ حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ طردتُ سرحَ الكرى عن وِرْدِ مُقْلتِه والليلُ أغرَى سوامَ النومِ بالمُقَلِ والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طَرِبٍ صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِلِ فقلتُ أدعوكَ للجُلَّى لتنصُرَنِي وأنت تخذِلُني في الحادثِ الجَلَلِ تنام عيني وعينُ النجمِ ساهرةٌ وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ والغيُّ يزجُرُ أحياناً عن الفَشَلِ اني أُريدُ طروقَ الحَيِّ من إضَمٍ وقد رَماهُ رُماةٌ من بني ثُعَلِ يحمونَ بالبِيض والسُّمْرِ اللدانِ بهمْ سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْي والحُلَلِ فسِرْ بنا في ذِمامِ الليلِ مُهتدياً بنفحةِ الطِيب تَهدِينَا إِلى الحِلَلِ فالحبُّ حيثُ العِدَى والأُسدُ رابضَةٌ نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَلِ قد زادَ طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها ما بالكرائمِ من جُبنٍ ومن بُخُلِ تبيتُ نارُ الهَوى منهنَّ في كَبِدٍ حرَّى ونار القِرى منهم على القُلَلِ يقتُلنَ أنضاءَ حبٍّ لا حَراكَ بها وينحرونَ كرامَ الخيلِ والإِبِلِ يُشفَى لديغُ الغوانِي في بُيوتهِمُ بنهلةٍ من لذيذِ الخَمْرِ والعَسَلِ لعلَّ إِلمامةً بالجِزعِ ثانية يدِبُّ فيها نسيمُ البُرْءِ في عللِ لا أكرهُ الطعنةَ النجلاءَ قد شُفِعَتْ برشقةٍ من نِبالِ الأعيُنِ النُّجُلِ ولا أهابُ صِفاح البِيض تُسعِدُني باللمحِ من صفحاتِ البِيضِ في الكِلَلِ ولا أخِلُّ بغِزلان أغازِلُها ولو دهتني أسودُ الغِيل بالغيَلِ حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ ودَعْ غمارَ العُلى للمقديمن على ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَلِ رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ فادرأْ بها في نحورِ البِيد جافلةً معارضاتٍ مثانى اللُّجمِ بالجُدَلِ إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ مسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهمُ وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتَدِلِ إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهم على العُهودِ فسبَقُ السيفِ للعَذَلِ يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني | شمرانية الروح | المطبخ والغذاء الصحي | 7 | 05-28-2021 07:34 PM |
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي | أبو شريح الشمراني | منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني | 1 | 02-10-2021 05:24 PM |
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ( معلومات غائبة عن الكثير ) | ساكتون | المنتدي الاسلامي | 7 | 04-07-2012 04:45 PM |
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور | خوفو | الضحك والفرفشة | 0 | 08-26-2010 06:05 PM |
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ | كركر | المنتدي الاسلامي | 4 | 02-09-2008 08:17 AM |