المنتدى العام مخصص للمشاركات العامة والمتنوعة)(تطوير الذات)(سوق الأسهم) |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-31-2008, 11:22 PM | #1 |
مؤسس وعضو المجلس الإداري الأعلى
|
هل نعيد تعريف الفقر
بسم الله الرحمن الرحيم
يكتب الكثيرون عن الفقر في السعودية ، وهو فعلا موجود وبكثرة ولا ينكر اتساع دائرته إلا جاهل أو متجاهل ،والأول عذره الجهل ، أما المتجاهل فهو يعلم وينكر وهذا هو الذي لا عذر له ، بل الحجة عليه قائمة ، لأنه وإن لم يملك الحل يسهم في تكريس هذا الأمر الخطير ، ولكنني وفي هذه الكلمات لن أتناول الفقر بالطريقة المعهودة ، وهي بيان حال الفقراء والدعوة إلى سد حاجاتهم ،وهي طريقة محمودة حث عليها ديننا ونسأل الله تعالى أن يسخرنا لذلك ، ولكني سأتناول الأمر من زاوية أخرى : في السعودية فقر من نوع آخر ولكنه خطير ، وهو ما أسميه الفقر المركب أو المعقد ، وهو سبب الفقر المعروف ، ولكن يا ترى هل شخصنا هذا النوع من الفقر المركب ؟ هل أثرناه في كتاباتنا ومواعظنا وخطبنا ؟ وفي تقديري وتقدير كل أحد أنه إذا قضي على هذا النوع من الفقر فبإذن الله لن يوجد فقير ولا محتاج في هذه البلاد ، فياترى ما هذا الفقر الخطير المركب ؟ إنه فقر المشاعر عند الأغنياء ، وكل لديه فضل مال بعد الضرورات فهو غني ، فقر الذين آتاهم الله مالا قل أو كثر لكنه في كل الأحوال يزيد عن حاجاتهم ، إنه فقر هؤلاء الذين آتاهم الله من فضله فبخلوا به ، ألا ترى موائد هؤلاء - ونحن منهم - إذا عزموا عزيزا أو غير عزيز كيف يعجز العاد عن عد أصناف الطعام والشراب والحلوى وغير ذلك ؟ ألا ترى إلى ما ينفقونه على الملابس التي لا حاجة لها حتى أنها تخرج في نهاية الموسم ولم تلبس بعد ، وهذا الداء ليس خاصا بأهل الملايين ، بل هو عام فينا جميعا ، ألا ترى إلى الألوف المؤلفة التي تنفق على شراء خشبيات الديكور من الفازات والأركان والدواليب واللوحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي لا تصمد لسنة واحدة ، كيف ينفق على هذه القمامة آلاف الريالات سنويا ، والصين تدفع ونحن نبلع ثم نرمي بما اشتريناه بعد سنة او أو أقل أو أكثر قليلا ، هذا والله هو الفقر ، وهذا والله هو الحرمان ،، حولنا وعن أيماننا وشمائلنا أسر مسلمة لا تجد قوت يومها ولا تجد ثمن الدواء الضروري او حليب الطفل أو الثوب الساتر ، ونحن نرمي بأطايب الطعام في الزبالة جنبا إلى جنب حفاظات الأطفال ! حولنا من لا يجد ثمن حقيبة المدرسة لطفله او لطفلته في الأول ابتدائي ونحن نشتري ما لا لزوم له ، بل ما لا وجه له من الخردوات والأكسسوارات والملابس التي لا يستعمل الكثير منها ، ولكن مرض التبذير هو الدافع لكل ذلك ،، هذا هو الفقر الحقيقي ، هو موت المشاعر ، موت الإحساس ، موت الشعور بالأخوة ، وموت الشعور بأن في كل كبد رطبة صدقة ،، يا قوم كلنا ذلك الفقير في مشاعره واحاسيسه ، يمد اأدهم إلينا يده سائلا متوسلا داعيا فلا نعيره حتى التفاتة ، بينما نلقى فلانا من اهل الوجاهة أو الغنا ، أو نلقى صديقا فنقدم له دعوة للعشاء فيعتذر ، فيلح الواحد منا ، ثم يحلف أن يعشيه ، فيذهب به إلى بيته فلا اقل من نصف ذبيحة ، وإن كان في مطعم معروف فلا أقل من ثلاثمائة ريال ، وإلا فلن تكون عزيمة تليق بمقام المدعو ، أو تليق بالإلحاح من قبل العازم ، هذه المئات ليست لوجه الله ، بل قد يلومك الضيف في نفسه وقد يأتي إليك كارها ، بينما ذلك يدعو لك ويلح في الدعاء لك ، ويظهر مسكنته التي لا تخطئها عين ثم تبخل عليه بالريا والريالين ،، هذا هو الفقر ،، ولو أننا كنا أهل هذه البلاد أغنياء حقا لما وجد الفقر لكننا ، نحن الفقراء الفقر الحقيقي ، فقر المشاعر ، وقبل ذلك فقر الاستجابة لأمر الله تعالى وهديه،، أيها الأحبة : إن المجتمع الغني باستجابته لأمر ربه ، الغني في مشاعره وأحاسيسه ، الغني باستلهام نهج نبيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون به فقراء ، فهل نعيد تعريف الفقر ؟؟. علي التمني أبها / السبت 29/8/1429 |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
لو تعتزي يا حمد جيناك نعدي (أبومحمد وأبوراكان) | آل ثاعي | القصائد الصـوتية والمرئية | 5 | 03-05-2014 04:41 AM |
أحبها حب الفقارى للتشبث بالغناه ** حتى لو إن الفقر بين جلودها وثيابها | طارق آل مزهود | المنقولات الأدبية | 4 | 02-21-2012 09:03 PM |
السعودية تحارب الفقر بمنحة قيمتها مليون دولار لمصر | وليد | الصحافة المحلية والعالمية | 2 | 05-03-2010 12:18 PM |
صور اطفال مبكية تجمع بين الفقر واليتم مع النشيد | الجابعي | الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو | 3 | 04-01-2009 02:09 AM |
كلمتان بسببهما تمطر السماء ويذهب الفقر!! | همس الشوق | المنتدي الاسلامي | 8 | 02-06-2008 04:03 AM |