منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-15-2021, 07:50 PM   #1
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
Post جسر على الطريق🍀

جسر على الطريق

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فى طريق كل سائر إلى الله تعالى جسر لابد من تجاوزه وعبوره اذ إن هذا شأن السالكين الى الله – تعالى – فى كل زمان ومكان بل وانه من شأن الأنبياء والمرسلين, ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التى تصيب السائر.
فلابد فى هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين}(العنكبوت:2-3) .. وكان أول تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة إنذاره بالإخراج.. قال ورقة: "ما أتى رجل بمثل ما أوتيت به إلا عودى" .. وقال الراهب للغلام: أنت اليوم أفضل منى وإنك ستبتلى.. وقيل للشافعى: أحب اليك أن يمكن الرجل أو يبتلى, قال: لا يمكّن حتى يبتلى.
فالجسر إلى التمكين فى هذا الطريق هو الابتلاء.. ولابد من الصبر فيه والاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه, فإنه جسر الوصول.. وقد حفت الجنة بالمكاره.. يقول ابن القيم: "وان تأملت حكمته – سبحانه وتعالى – فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات وأكمل النهايات التى لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان, وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذى لا سبيل إلى عبورهم إلى الجنة إلا عليه, وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المحنة فى حقهم والكرامة, فصورته صورة ابتلاء وامتحان, وباطنه فيه الرحمة والنعمة, فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان".
وللمحن فى هذا الطريق خصائص ومميزات, فكما أن المسلم يجب ألا ينفك عن عبادة ما.. {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام:162) فلابد أن يكون شعوره بالابتلاء هكذا: أنه فى عبادة تدوم معه فى كل حركاته وسكناته حتى يستصحب نية العبد على البلاء واحتساب الأجر عند السميع البصير {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}(الشعراء:218–219).
وهذا الجسر خطير.. جسر الابتلاء.. فإن كثيرا من السالكين ضعفت قوته عن عبوره فرجع القهقرى وترك الطريق.
وجسر آخر
ثم يطالعك جسر آخر على الطريق.. وهو النفس – نعوذ بالله تعالى – من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

يقول ابن القيم فى المدارج: "فالنفس جبل عظيم شاق فى طريق السير الى الله – عز وجل – وكل سائر لا طريق له إلا على ذلك الجبل, فلابد أن ينتهى إليه, ولكن منهم من هو شاق عليه, ومنهم من هو سهل عليه, وإنه ليسير على من يسره الله عليه.
وفى ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعلّيق وشبرق, ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين، ولا سيما أهل الليل المدلجين, فاذا لم يكن معهم عدد الإيمان، ومصابيح اليقين، تتقد بزيت الإخبات وإلا تعلقت بهم تلك الموانع, وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير.

فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته, والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه. فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولد من ذلك: الانقطاع والرجوع.. والمعصوم من عصمه الله. وكلما رقى السائر فى ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه, فإذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا, وحينئذ يسهل السير, وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها، ويرى طريقا واسعا آمنا يفضى به إلى المنازل والمناهل, وعليه الأعلام وفيه الإقامات, قد أعدت لركب الرحمن.
فبين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب, والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم".
فالنفس أمارة بالسوء, داعية إلى المهالك، طامحة إلى الشهوات؛ ولذا فهى أيضا جسر لابد من عبوره.. أتى رجل إلى أبى على الدقاق فقال: قطعت إليك مسافة, فقال: ليس هذا الأمر بقطع المسافات, فارق نفسك بخطوة تصل إلى المطلوب, فلابد من عبور جسر النفس, شهواتها, ملذاتها, أهوائها, آمالها.. لابد أن تعبر مرحلة "نفسى وما تشتهى" لتصل عبر جسر نفسك إلى ما يرضى ربك.
ويزيدك بصيرة فى الأمر قول ابن القيم – رحمه الله – فى طريق الهجرتين:
" وكلما سكنت نفسه من كلال السير ومواصلة الشد والرحيل, وعدها قرب التلاقى وبرد العيش عند الوصول, فيحدث لها ذلك نشاطا وفرحا وهمة فهو يقول: يا نفس أبشرى فقد قرب المنزل ودنا التلاقى، فلا تنقطعى فى الطريق دون الوصول فيحال بينك وبين منازل الأحبة, فإن صبرت وواصلت السير وصلت حميدة مسرورة جزلة وتلقتك الأحبة بأنواع التحف والكرامات, وليس بينك وبين ذلك إلا صبر ساعة, فإن الدنيا كلها ساعة من ساعات الآخرة، وعمرك درجة من درج تلك الساعة, فالله الله لا تنقطعى فى المفازة, فهو – والله – الهلاك والعطب لو كنت تعلمين.

فإن استصعبت عليه فليذكرها ما أمامها من أحبابها, وما لديهم من الإكرام والإنعام, وما خلفها من أعدائها وما لديهم من الإهانة والعذاب وأنواع البلاء, فإن رجعت فإلى أعدائها رجوعها, وإن تقدمت فإلى أحبابها مصيرها, وإن وقفت فى طريقها أدركها أعداؤها. فإنهم وراءها فى الطلب. ولابد لها من قسم من هذه الأقسام الثلاثة.. فلتختر أيها شاءت. وليجعل حديث الأحبة وشأنهم حاديها وسائقها. ونور معرفتهم وإرشادهم هاديها ودليلها, وصدق ودادهم وحبهم غذاءها وشرابها ودواءها, ولا يوحشه انفراده فى طريق سفره. ولا يغتر بكثرة المنقطعين, فألم انقطاعه وبعاده واصل إليه دونهم، وحظه من القرب والكرامة مختص به دونهم، فما معنى الاشتغال بهم والانقطاع معهم؟
وليعلم أن هذه الوحشة لا تدوم، بل هى من عوارض الطريق, فسوف تبدو له الخيام, وسوف يخرج إليه المتلقون يهنئونه بالسلامة والوصول إليهم, فيا قرة عينه إذ ذاك , ويا فرحته اذ يقول "{يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}(يس:26-27).
ولا يستوحش مما يجده من كثافة الطبع وذوب النفس وبطء سيرها, فكلما أدمن على السير وواظب عليه غدوا ورواحا وسحرا، قرب من المنزل وتلطفت تلك الكثافة وذابت تلك الخبائث والأدران, فظهرت عليه همة المسافرين وسيماهم, فتبدلت وحشته أنسا، وكثافته لطافة، ودرنه طهارة".
هذا هو جسر النفس.. البلاء الأكبر.. والعائق الأشد.. يشبه الجسر المعلق الذى لا جوانب له يستند عليها السائر.. فهو خطر جدا لا بد عند المرور عليه من التركيز والهدوء.. والتيقظ والانتباه لكل حركة يد ونقلة رجل.. وإلا.. فالسقوط.
نعم: إنه جسر واهن.. من كثرة الذنوب والمعاصى.. ولذا كان على السائر أن يأخذ حذره.. ويتدرب المرة بعد المرة.. ويحاول ويعيد, ثم يحاول ويعيد حتى ينجح فى ترويض نفسه على عبور تلك الجسور.
وبعد – أيها السائر الحبيب -: فيا سعادة من جاهد تلك الآفات.. نعم: إنها أشواك, لكنها أشواق يستشعر فيها السائر لذة الألم لله.. واحتساب الأجر من الله.. فدس الشوك وسر إلى الله. فقد اقتضت سنة الخالق أن العسل لا يحصل عليه إلا بلسع النحل.. فما كان للمسافر إلى الله أن يحصل على ما يفيده فى طريق وصوله إلا بشىء من المكابدة والعسر.
يقول ابن القيم – عليه رحمة الله -: "وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة إلا لثمرة مؤجلة, فالنفس موكلة بحب العاجل, وإنما خاصة العقل: تلمح العواقب, ومطالعة الغايات, وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم, وأن من رافق الراحة حصل على المشقة وقت الراحة فى دار الراحة, فإن على قدر التعب تكون الراحة".
ـــــــ ـمنقووول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب "أصول الوصول"



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2021, 08:01 PM   #2
مشرفة قسم الرياضة والرياضيين
 
الصورة الرمزية شذى الياسمين
 

شذى الياسمين is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

شكرا اخي ابو طلال على الموضوع القيم
تسلم يداااااك

لك احترامي وتقديري
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شذى الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2021, 09:32 PM   #3
مشرف قسم / الرياضه والرياضيين
 
الصورة الرمزية ليث محمد الشمراني
 

ليث محمد الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

شكرا على المشاركة الرائعه
سلمت يمناك ولا عدمناك..
دمت برضى الله وفضله



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ليث محمد الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2021, 12:11 AM   #4
إداري
 
الصورة الرمزية أبو شريح الشمراني
 

أبو شريح الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

شكرا على الموضوع
بارك الله فيك
إستمرولك التوفيق بـإذن الله
تقديري وإحترامي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أبو شريح الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2021, 01:00 PM   #5
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

شكرا على الموضوع
بوركت جهودك
ولك اجمل تحياتي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2021, 04:36 PM   #6
مشرف
 
الصورة الرمزية ابو فراس الشمراني
 

ابو فراس الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

الغالي ابو طلال

جَزْاك الله خَير الجًزاء
كُل الشُكْر لك
ولطَرْحِك القَيْم ..
احترامي وَتقْديرْي



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابو فراس الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2021, 10:07 PM   #7
إداري
 
الصورة الرمزية أبو شريح الشمراني
 

أبو شريح الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أبو شريح الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-17-2021, 01:49 PM   #8
مشرفة منتديات قبائل شمران
 
الصورة الرمزية ريهام خالد
 

ريهام خالد is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

طرح مفيد

اشكرك كثيرا على مواضييعك الهادفة

تسلم يداااك

ودمتم بسعاااده

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://vb.shmran.net/showthread.php?t=68270
ريهام خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-17-2021, 01:54 PM   #9
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الود
 

بحر الود is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

تسلم على الموضوع الشيق

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى

ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بحر الود متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-17-2021, 07:23 PM   #10
عضو شرف قدير
 
الصورة الرمزية فتى بلاد شمران
 

فتى بلاد شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: جسر على الطريق🍀

جزاك الله خيرا على الموضوع
ولا عدمنا حضوركم
تحياتي لك



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فتى بلاد شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
فيديو /كلمات الشاعر الدكتور علي بن مسفر الشمراني🍀🌿🍀 ريهام خالد منتدى الشاعر علي بن مسفر الشمراني 8 05-30-2021 07:26 PM
مشهد صحن المطاف يتوشح بالأخضر🍀🍀 ريحانة شمران الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو 11 05-27-2021 05:46 PM
مما راق… لي.. للكاتب| الأستاذ حوفان بن عبدالله الشمراني 🍀🌿🍀 أبو شريح الشمراني مقالات الكاتب حوفان بن عبدالله 7 04-09-2021 06:51 PM
العصا ودورها القانوني والإجتماعي 🍀🌿🍀 أبو شريح الشمراني مقالات الكاتب حوفان بن عبدالله 8 04-09-2021 06:43 PM
علاج الحاسب كعلاج الإنسان مقال د : سلطان سعد مسفر الشمراني 🍀🍃🍀 فتى بلاد شمران منتدى المقال 6 09-04-2020 11:48 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية