مأثورات شعبيـة «حرقـص مرقـص»🌴

مأثورات شعبيـة «حرقـص مرقـص»

بقلم الكاتب/ 2 نافل علي الحربي




حرقص مرقص من يجيه يُعمى ويُقرص، دعاء يُراد به دفع الضرر به، أو دفع السرقة أو الابتزاز له، ولكنّه دعاء عرفيّ، وليس مأثوراً عن الكتاب أو السنة، مثل ما ورد من الدعاء في الحديث الشريف: «اللهم حوالينا لا علينا»، ويقصد بهذا الدعاء بدفع الضرر عنهم من دوام المطر المباشر، إذا أوشك بسبب كثرته أن يلحق بهم ضرراً.

وفي القرآن الكريم: «ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به»، وكل من هذين الدعاءين، يراد بهما دفع الضرر من الله.

أما حرقص مرقص من جاءه يُعمى ويُرقص، هو دعاء تخويفي للآخرين عند سماع من حول القائل لما يريد، وهو أن الله يصيبه بالعمى واللدغ، وكذلك عادةً ما يقوم قائل هذا الدعاء بوضع دائرة حول الغرض الذي يخاف عليه من غيره، كدلالةٍ على أنه من حق من وضع هذه الدائرة.

وهذا القول أو غيره من الأقوال العرفيّة، يجب أن يكون لها حرمتها، وأوليتها، لمن سبق إليها، فعادة يقال ذلك عند وجود فقعة زبيدية أو قصيعاء جربوع أو ربحلاة أو غير ذلك، ولكن الشخص الذي سبق غيره إليه، مشغول عنه بغيره، فأراد أن يحذر غيره من اصطياده، والصيد يحصل عنده خلافات ربما تتطور وتصل إلى الشجار والقتال، وهذا مثل يكون إما عند وجود صقر، من قبل شخص يريد صيده، فيأتي بعده شخصٌ آخر، فيصطاد الصقر، فيعارضه الذي كان يريد اصطياده قبله، ويقول له أنا أحق منك به

فنحنُ لا نرى مثل قول: «حرقص مرقص من يجيه يُعمى ويُقرص» إلا أنها أقوالٌ لا معنى لها، بل مجرد مزاح أو حجة ضعيفة، لا يعوّل عليها، والصحيح أن هذا الدعاء وأمثاله من الأدعية العربية الشائعة بين الناس، لها معنى، وحرمة، وحقٌ يجب يرتقي لمعنى المشروع، الذي ينضوي تحت طاولة القوانين المعمول بها فيقال إن صاحبه الأول، وليس من صاده، هذا رأيي الشخصي، والحكم، لأهل العلم، والرأي.