من لي بمثلك ياأخي؟؟

ومن لي بمثلك يا أخي ..؟

اي المحاجر لا تبكي عليك .. ؟؟

بل أي المآقي لم تبكيك .. ؟؟

لا أقول بكاء الدموع .. فالدموع أصبحت رخيصة عند البعض يستعملها للاستهلاك الرخيص ..

ولكنه بكاء الروح .. نعم .. بكاء الروح الذي لا يعرفه الا من كان مصابه مثل مصابي فيك ..

إن الجرح الذي في القلب اكبر من ان تـُعبِّره كلمة من شعر أونثر ..

فالنفس ذابت من كثر انشغال القلب وحزنها عليك ..

والنظرة غمرها الانكسار .. واللسان تغمده السكوت .. والخشية من تلف الروح ..

الآهات تنطق بالحسرة واللوعة ..

وأضناني الأنين ..

ابحث عن الكلمات لتصف الحال وحال الأيام والسنين .. فلا اجدها ..

حتى الكلمات لا تسعفني لوصف الم الحنين ..

فتهرب الكلمة من جيم وسين .. فيقف هواء نبرة صوتها فى اعلى الحلق ويلجمها نزغة عرق الوتين .

فلا موت .. ولا حياة .. ولا ركن أمين ..

انظر حولي .. بإنكسار حزين ..وأبحث .. ولكن .. لا معين ..

ومن لي بمثلك أخي .. وهل يعقل ان أجد لك بديل ؟؟

أدهشني رقــيّـــك فوق أسمى المعاني .. وألجمني تنوع فضائل أخلاقك ..

ولو كان حُــسن الخُــلق إنساناً .. لما ترددت لحظة بالإشارة إليك ..

إن سمو نبلك يجعلني لا أوفي حقك فى الوصف فالتمس لي عذرا..

شيّدت في قلبي برجاً من جميل معاني الإيمان .. حتى وصل عنان السماء ..فتذوقت حلاوته .. ومازلت افتقد طعمه في بني البشر ..

ملكت القلب .. وتربعت على جوانبه .. وسلبت لب روحي .. وودعت نسائم هواء الحياة بفقدك ..

أحس " بروحك " بداخلي وأنا لا ادري أين موقعها ..

هل هي على بعد أميال مني .. ؟؟

أم قد عبرت الفيافي والبحار ..؟؟

وياليتنى اعرف ..

جرحٌ على جرح .. ليس للحياة طعم بدونك .. ولم أجد من يسد فراغ مقامك ..

فأنت ياسيّدي من القلة النادرة الذين تعلمت منهم دقيق فضائل الأخلاق .. وكنت لمن حولك " عنوان الوفاء " مع ظلمهم لك .. فهنيئا لهم بك ..

كل الجراحات بوجودك تندمل .. وبغيابك تشتعل جميعها فلا تُـبقى اخضر ولا يابس ..

رغم عمق الجراح وكبرها .. فلن تكون اكبر من عمق اليقين ..

ولن أنساك اخي .. وأسلي نفسي بقول المولى ..

{ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } الزخرف67

إن لم يجمعنا الله بك فى دنياه .. فنرجوه الا يحرمنا ذلك فى آخرته ..

والى الله المشتكى ..
منقوول