الداهية / جو بايدن ..

وأخيرا فاز- جو بايدن بالبيت الأبيض وبنتيجة تاريخية لم تشهدها أمريكا منذ تأسيسها حتى الأن , وهو بهذا النصر العظيم ينظم الى اساطين الرؤساء الأمريكيين المعروفين بدأ من المؤسسين وانتهاء بالرؤساء العظام أمثال روزفلت وترومان وحتى الرئيس الأسطوري باراك بن حسين ال أوباما ..
جو بايدن ليس هينا وليس شخصية عادية اتى بها الناخب الأمريكي في غفلة من الزمن كما هو حال سلفه ترمب ..
جو بايدن , أيضا ليس صغيرا فهو في السابعة والسبعين من عمره , انظم الى الحزب الديموقراطي في سن التاسعة عشرة وانتخب نائبا في الكونجرس في سن التاسعة والعشرين واستمر منتخبا هناك لمدة خمسين عاما متوالية منها ثمان سنين نائبا للرئيس باراك حسين أوباما ..
اذن هو يعرف دهاليز السياسة الأمريكية , ويعرف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية , وعليه فأن شخصية بهذا الحجم وشخصية بهذا الإرث التاريخي لا بد ان تكون ضمن رؤساء أمريكا الكبار والكبار جدا ..
بايدن ديموقراطي تقليدي , بمعنى انه يؤمن بمبادئ الحزب الديموقراطي الأساسية التي تتمثل في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان , وهو يؤمن كذلك كما هو نهج حزبه ان قوة أمريكا ليست في قوتها العسكرية والاقتصادية فقط بل في مدى فرضها للديموقراطية على العالم ان امكن ..
ورغم كل هذا الكلام الجميل عن بايدن , فأنه لا يجب علينا ان ننسى ان بايدن كان من عرابي الربيع العربي في عهد أوباما , وربما يعود الى صناعة شيء منه اذا رأت أمريكا ان هذا من مصلحتها ..
طبعا مع وجود بايدن وحكومته وباراك أوباما من خلف الستار , سيكون هناك تغيير شبه جذري في سياسة أمريكا الخارجية , فهو سوف يعود الى الاتفاق النووي مع ايران ويعود الى اتفاقية باريس للمناخ , ويعود الى عضوية منظمة الصحة العالمية .. الخ
كلمة السر - حسب - رأيي في فوز بايدن بهذا الشكل هو الأدب والأخلاق والهدوء والتغافل عن الزلات وحسن اختيار الكلمات والردود والأفعال , وهي صفات كان يفتقدها ترمب الشعبوي , دون ان نغفل ان تعيينه لامرأة " كامالا هاريس " في منصب نائب الرئيس كان ضربة معلم استقطب بها أصوات النساء في عموم أمريكا ..
وأخيرا فنحن لا نأمل من بايدن اكثر من التعامل بنوع من العدالة مع قضايا العرب والمسلمين لا اقل ولا اكثر ..
هذه كلمة على عجالة كتبتها بمناسبة فوز جو بايدن بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ..