تلبيس ابليس

حُكى أن بعض السلف قال لتلميذه :
ما تصنع بالشيطان إذا سوَّل لك الخطايا .
قال : أجاهده .
قال : فإن عاد ؟
قال : أجاهده .
قال : فإن عاد ؟
قال : أجاهده .
قال هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟
قال : أكابده وأرده جهدي .
قال : هذا يطول عليك ،
ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك .
قال الشيخ أبو الفرج :
اعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجلب بذلك ما ينفعه . ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه .
وأعطى العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب ، وخلق الشيطان محرضاً له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه ، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام
وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بني آدم .
وقد أمر الله تعالى بالحذر منه فقال سبحانه:
" لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"
وقال :
" إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء "
فمتى سوّل للإنسان أمراً فينبغي أن يحذر منه أشد الحذر وليقل له حين أمره بالسوء إنما تريد بما تأمر به نصحي ببلوغي شهوتي .
وكيف يتضح صواب النصح للغير لمن لا ينصح نفسه !!!؟؟؟
أيها الأخوة ابليس حريص على أفساد ما من شأن صلاح الدارين وأظهار الحق في صورة باطل وإظهار الباطل في صورة حق .
فقد جاء عن مخلد بن الحسن قال :
" ما ندب الله على العباد شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين ما يبالي بأيهما ظفر
: إما غلّو فيه ، وإما تقصير عنه "
وفي بيان أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ".

المرجع
كتاب تلبيس ابليس للحافظ ابي الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي البغدادي المتوفي 597 هـ تحقيق د / السيد الجميلي
جمع واعداد/ خالد دغش