نديم الصبآآآآح

قالت لي : أرى المساء راحتا لأنفاسي ولإحساسي لأنه لباسا لمشاعري ودفئا لوجداني ..
وارى نفسي بوحدتي وبين معزوفات أوراقي وأرى ازدواج مذاقي بالفكرة ..

قلت لها : أي مساء فمساؤك عنبر ومسك وكادي ..
المساء بعرش مشاعري سبات واسترخاء وعطاء من الراحة لكي أستعد لذلك الأمل .. لعله الأمل الذي أبحث عنه ولكن لن أبحث عنه إلاّ عند كل إشراقة صباح باكرة ..

الصباح يا سيدتي نضوج لعالمي الثاني الذي كان في مماته الليلي ليطرد يأس الظلام والوحدة والكلام الذي يجلب الحطام لفؤادي ولجسدي .
الصباح يا سيدتي عنوان من انفتاح للخلايا وعمل مركزي يجيد إنتاجه لكونه في قمة النضوج العقلي والنفسي ..
فصدقيني إن الصباح جالب لأمل يوم جديد .. و طارد للحزن الشديد .. وفارداً بالحياة السعيدة رغم ما نكنه من بعض الحزن .
سيدتي لا تقنعيني بليلك الغامض نعم هو غامض وحامض ... لن تجيدين به سوى عناء المشاعر والأحاسيس والأفكار ألمهدّه لهرم الوجدان .
وثقي بأن الخاسر الأول هي نفسك فللنفس حرب ليس كأي حرب بل هي عنفوان مع نفسك وبين حواسك ووجدانك فصدقيني انك في الليل لخاسرة كون الظلام لا يساعدك على الانتصار ولو بالخروج باستسلام وبلا خسائر نفسية ..
ولكن بالصباح يكفي استنشاق ذلك النسيم ومداعبة كل ما يحيط بك من طبيعة ومن مخلوقات والتمعن بها والاسترخاء في ذكر رب العزة والجلال حتى عندما تمسكين قلمك ستبدعين لأنه النور وليس الظلام هنا الداعم ..
ويكفي إذا رأينا العصافير المغردة التي تتنقل من شجرة إلى أخرى وهي ضعيفة وتسعى في شقاء للعيش ولكنها بنفس الوقت تعطي نفسها أملا من التغاريد لتنشد وهي تعمل وهذا يا عزيزتي ما دفعتني لان اعشق الصباح و إشراقه الشمس الدافئة ..
علمتي لماذا هناك ضحايا بالليل ؟ لأن من يسهره لا يرى إلا الشقاء والعناء وان كان هناك إبداع فليس إبداعا كونه مُلَبَدا بالسواد والحداد ..
كوني هنا بين طيات الصباح وعيشي أوقات الملاح وكلي التفاح فله بالصباح فوائد وارتياح ..
واختم لك يا ابنة السحاب لا تقرعين الليل وقرعي باب الصباح وحيا على الفلاح ...
هات يديك ونظري للنور والسرور وتركي الثبور في مخابئ الظلام ...

صباحك أنشودة من السعادة والأمل .


بقلمي : مـــــاجد الهــــــزاع
بحر النديم