منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدى العام مخصص للمشاركات العامة والمتنوعة)(تطوير الذات)(سوق الأسهم)

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 02-11-2022, 08:54 PM   #1
مشرفة منتديات قبائل شمران
 
الصورة الرمزية ريهام خالد
 

ريهام خالد is on a distinguished road
Arrow أينما تنبت فأزهِر 🌷🌹

أينما تنبت فأزهِر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عبدالعزيز اليوسف

للعطاء وجهٌ مدلل، وللأخذ ملامح طابعة، وبينهما ينمو الوفاء، ينمو في جهات الصدق، وينبت في زوايا الاعتراف، عندما نعطي في الواقع لا نعطي، ولكننا نأخذ تلك المشاعر الممتنة ممّن أمددناهم بعطائنا، فنسقي بها عطش قلوبنا لترتوي من ذلك الفيض فيض العطاء، هذه هي فلسفتهم، قيمتهم، أمنياتهم حولنا.
في الخفاء، هناك، من يحيطنا باهتمامه، وحرصه، وعطائه دون أن نستشعر وجوده بشكل حقيقي وملموس، بل إن رياح الغفلة تهب وتعصف بأذهاننا فننشغل عنهم وقد لا نلقي لهم بالا فيُظن بنا أننا لا نعترف بجميلهم، ولا نشكر عرفانهم، هؤلاء هم من يمدوننا بعد - فضل الله - بطاقة الحياة، وبشعاع العيش، ويمنحوننا كثيرا من السعادة، فقدانهم يجعلنا في عدم وبلا دليل لأن أثرهم سوف يعرف، وتأثيرهم سوف ينقطع، ونفحاتهم سوف تقف، وظلالهم سوف تطؤها الشمس، إن وجود جنود مجهولين مؤقتا ومعروفين دائما يبحر بنا في مراكب الحياة ونحن تحت الاطمئنان وفوق الأمان.
حقيقة نخطئ حين نتحدث عن أنفسنا وحدنا، فبعد توفيق الله لا أحد على هذه الأرض أنجز أمرا بعد، إلا وخلفه جندي مجهول قد يجهله أو يعلمه وغفل عنه، فلا نجاحَ حقيقياً لنا إلا بدفع الآخر القريب منا، ولا نشعر به أحيانا بدفعه لنا نحو سحاب النجاح، وواحات الفرص الجميلة، ينجح بعضنا في حياته وأحواله وعمله وتأخذه رياح الصدود، وعواصف السهو فيتقدم ويتقدم، وينجز وهو منشغل بما يحصل عليه، وقد يكون ناسفا لمن وراءه بسبب شهوة الحياة والنجاح ولذة الظفر بكل ما يمكن أن يظفر به من الماديات والمعنويات.
قد ينكر ويجحد البعض كثيرا من فضل الله ثم فضل الآخرين عليه لأي سبب بقصد، أو من دون قصد، ولكن العجيب حين تحط رحال البعض على حدود التوقف،
وتبطئ الحياة في قلوبهم، وتنتهي أحلامهم وتتكسر على قسوة النهاية يرجع البعض إلى عقله، ويعود إلى عقله، فمنهم من يسترجع ملامح بعض جنوده، ويتذكر أفضالهم ومساهماتهم ووقفاتهم ولكن متى؟ حين توقف هو؟ فلماذا لم يتذكرهم وهو في مناخ النجاح والمسؤولية والمنصب أو الشهرة، لماذا قذف بجهودهم وأنكر جمالهم وهو في عنفوان سطوته، ولهيب سلطته، وفيض قدرته؟ لماذا لم يعرف حقهم، ولم يرد دينهم؟ لماذا استفرد بالنجاح دونهم؟ لماذا تعطل ذكرهم؟
تساؤلات ليس لها إجابة، ولن يكون لها إجابة لأن إجاباتها أقبح من السكوت، وأعفن من الخرس.
ختام القول: إن جواهر العرفان لا بد أن ترصع دوما على جبيننا، ولا بد أن يرد الجميل بأي كيفية أقلها الذكر الطيب، فالحظ لا يأتي بجانبنا دائما، فلنردد بوفاء ذلك: مني وبعد شكر الله، جل شكري، ووافر تقديري، وفائق عرفاني، وبالغ اعترافي لكل من وقف حولي وأنست به، وبعطائه، وفكره وسخائه، وكان لا يطلب مقابلا إلا التقدير والحب.. ولتتذكر جيدا أينما ينبتك الله فأزهِر..
الكاتب/ عبدالعزيز اليوسف
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://vb.shmran.net/showthread.php?t=68270
ريهام خالد متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية