منتديات قبائل شمران الرسمية


منتدى الثقافة العامة يتناول كل معرفة وعلم نافع في شتى مجالات الحياة

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 05-06-2022, 11:33 PM   #1
مشرفة منتديات قبائل شمران
 
الصورة الرمزية ريهام خالد
 

ريهام خالد is on a distinguished road
Lightbulb كل شيء بمقابل 🍁


كل شيء بمقابل

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المقابل هو فلسفة تعامل، وسلوك تبادل، وأسلوب حياة، في هذه الدنيا تبنى العلاقات على كيمياء التعاطي مع الأخر، مع الأشياء كلها بالمقابل، لا يوجد أمر بلا مقابل سواء استشعرناه، أحسسنا به، أو لم نشعر.
ويُعتبر مفهوم المقابل من المفاهيم التي تشير إلى وجود طرف آخر، فهو ينظر إلى كيفية الفعل وكيفية ردة الفعل الناتجة عنه، إذ لا يوجد أي فعل يصدر عن الإنسان، إلا وله مقابل،
خلق الإنسان ليعبد الله - عز وجل -، والإنسان يسلم فيعبد الله تعالى رغبة فيما عنده من الجزاء الكريم والرحمة والرضا، فحين يصلي المسلم، أو يتزكى ويتصدق ويفعل أعمال البر كلها إيمانا بعظمة الخالق - عز وجل - الذي سيهبه المقابل، وتصديقا بأن هناك مقابلا وهو الثواب والجزاء الأوفى، وذلك هو المقابل السائد بين كل مسلم.
لكن في الوسط البشري المجرد فالموظف يعمل لأجل الراتب، ويصرف راتبه مقابل شؤون حياته، يكد العامل بمقابل، يدرس الطالب يحصل على مقابل، لذا فمقابل كل شيء يستحق أحدنا الحصول عليه، يتوجب منا دفع ثمن له، فقد يكون العمل، الصبر، المشاعر، التضحيات والتعب وأحيانا الألم.
مؤكد أنه فسفلة طبيعية فالبشر يتفاعلون فيما بينهم فيؤثرون ويتأثرون اجتماعيا وذاتيا، ومجريات الحياة تذهب بالقلوب والعقول للتعاطي مع متطلباتها التي تتماهى مع غاياتنا الخاصة التي نطمح دوما أن نحققها وبسهولة وأحيانا نبحث عن أن يكون المقابل ضئيل.
هل تستحق ما حصلت عليه فعلا أم كان عليك أن تبذل مقابلا كبيرا، وهل خسرت أمرا لأن المقابل كان ضئيلا في تقديرك، وهل حققت أمرا وأنت لم تبذل جهدا ولا مقابلا وهل نبحث عن المقابل دوما دون بذل ما يقابله؟، أكيد كل ذلك حصل معنا جميعا فأحيانا نحصل على ما نستحقه دون مقابل، أو نحصل عليه بمقابل طائل مرهق.
ثقافة المقابل تشغل حيزا معنويا داخلنا فظنونا أن كل شيء دوما يجب أن يكون له مقابل، الإشكالية أننا نريد مقابلا أكثر مما نبذل لأجله أو بأقل التكاليف والتعب والجهد وكلنا ذلك الرجل.
حتى من يعتقد أنه يعطي دون مقابل فشعوره بإرضاء ذاته بالسخاء مع الأخر ونواياه في مقابل غائب وليس حاضرا، فقد تتنازل عن أمر لله تعالى وتعتقد أنك تنازلت من دون مقابل، لكن ما عند الله الباقي هو المقابل، وما أعظمه وأسماه من مقابل.
ويبقى القول: فلسفة "ما يخدم بخيل" و"كل شيء بثمنه"، هي ثقافة تعامل بشري يطغى كثيرا على الوعي، ويجعلنا متحيزين لمفهوم المقابل شعرنا بذلك أم نشعر، ومعادلة أن هناك من يعطي دون مقابل دنيوي وبشري مؤكد أنها ظاهرة وبينة كما الحال مع الآباء وما يعطونه لأبنائهم تطبيقا لواجباتهم تجاههم.


الكاتب/عبدالعزيز اليوسف
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://vb.shmran.net/showthread.php?t=68270
ريهام خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية