ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

غرّد بيوم العيد


‏ما العيدُ إلا أن أراكَ تغرّدُ


‏وصدى حروفك في المدى يترددُ
‏أغلقتُ قلبيَ عن سواك محبةً


‏والسمعُ عن كل العنادلِ موصدُ
‏غرّدْ بيوم العيد شنّفْ مسمعي


‏واجعل يباس مشاعري تتورّدُ
‏ وأعدْ لحوناً كم سكبناها معًا


‏فهفا إليها الموصليُّ ومعبدُ
‏إني إلى أيامِ وصلك ظامىءٌ


‏والعيد للظمآنِ نعمَ الموردُ
‏


عبد العزيز الزنيدي

حديث مع الليل


‏الليل يضفي على الأنحاء جلبابه


‏والأنجم الزهر للسّمّار جذابه
‏والبدر يسألني عن صمت قافيتي


‏وهدأة الليل للأشجان جلابه:
‏ماذا دهى الشعر؟ هل جفت قريحته


‏ما عاد يشرع للشّعار أبوابه؟
هل مات إحساسه؟ أم مات باعثه


فلا يثيرُ جمال الكون إعجابه؟!
‏âپ§â€«


عبد العزيز الزنيدي

تحدث أيها القمر


‏تحدّثْ أيها القمرُ المنيرُ


‏وحولك أعين الدنيا تدورُ!
‏بربك كم سهرتَ من الليالي


‏تسامرك العوالم والعصورُ؟
‏وكم سطعت حيالك من نجومٍ


‏ومالك بينها -أبدًا-نظيرُ؟
‏وكم رقصت لمطلعك القوافي


‏وسالت في محاسنك السطورُ؟
‏ومن أنا بين من عشقوك قبلي


‏وبعدي أيها القمر المنيرُ؟
‏âپ§â€«


عبد العزيز الزنيدي

عتاب


‏يا صاحبًا من طبعكَ الإنصافُ


‏حتامَ هذا الحيفُ والإجحافُ!
‏أتفي لعذّالي وتُخْلفُ موعدي


‏أيجوزُ - من أمثالك - الإخلافُ!
‏هل يستوي الرأيُ السديدُ وضده


‏واللؤلؤُ المكنونُ والأصدافُ!
‏اجنحْ إلى الهجرِ الجميلِ تفضلاً


‏للهجرِ في شرعِ الهوى أعرافُ
‏وإذا حكمتَ فلا تكن متجانفًا


‏يا صاحبًا من طبعكَ الإنصافُ
‏âپ§â€«


عبد العزيز الزنيدي

لا ذنب للمبتدا إن خانه الخبر



‏لا ذنبَ للمبتدا إن خانهُ الخبرُ


‏ما كلُّ بارقةٍ في كفّها مطرُ!
‏لربّ صفوٍ أتى من وجههِ كدرٌ


‏وربّ نفعٍ أتى من فعلهِ ضررُ!
‏والناسُ في زمنٍ عزّ الثباتُ به


‏تسارعتْ حولها الأحداثُ والغِيَرُ!
‏تأوي إلى ليلها والخوفُ من غدها


‏من أيِّ ناحيةٍ يجتاحها الخطرُ؟!
‏âپ§â€«


عبد العزيز الزنيدي

ليلة القدر ..!



هلالُ النورِ مالَ إلى المُحاقِ


وشهرُ الخير آذَنَ بالفراقِ
مضتْ عشرٌ فعشرٌ مسرعاتٌ


وعشرٌ أَسرجتْ ظهْرَ البُراقِ
مضى الثلثان يا قلباهُ فالحقْ


على الثلثِ الأخيرِ من السباقِ
أَمامك ليلةٌ عن ألفِ شهرٍ


مُخبأَةٌ لدى العشرِ البواقي
مُخَفّرةٌ لمن صاموا وقاموا


وجاؤوها بموفورِ الصداقِ
رجوتك يا إله الكون ثوباً


يواري سَوْءتي يوم المساقِ
فما لي منك الا أنت حصنٌ


ومالي دون فضلك من خلاقِ

عبد العزيز الزنيدي

فرائد الشعر !



فرائدُ الشعر أرواحٌ مسافرةٌ


‏ليستْ سطوراً تُسَجَّى في الدواوينِ
‏مثل الطيور تنافي كلَّ جَغْرَفةٍ


‏ تجتاحُ أجواءنا كلَّ الأحايينِ
‏لا ترتضي من بني الإنسانِ خارطةً


‏ ولا تُصِيخُ إلى صَوتِ القوانينِ
‏لوقعها في نفوسِ الناسِ رفرفةٌ


‏ونشوةٌ تتمشى في الشرايينِ

عبد العزيز الزنيدي

إلا بلقيس !



بوسعكَ أن تزورَ القلبَ دوماً


‏وأن تبني به قصراً مشيدا
‏وخذ ما شئتَ من أفياءِ صدري


‏وعشْ في ظلهِ عيشاً رغيدا
‏سوى بلقيس لا تقربْ حماها


‏وكن عن ملكها دوماً بعيدا
‏فإنَّ لها بوسط القلبِ عرشاً


‏إذا لامستهُ تمسي فقيدا

عبد العزيز الزنيدي

أحتاج صوتك !



يا من غزلتَ شعاعَ العشقِ أغنيةً


‏أشهى وأعذبَ من أنشودةِ المطرِ
‏مازلتَ لي ملهماً مازلتَ لي قمراً


‏مازلتَ لي صاحباً في الحلّ والسفرِ
‏إليك أزجي ترانيمَ الضحى ولهاً


‏وفيك سجعُ ابتهالي ساعة السحرِ
‏أحتاجُ صوتك في توقيعِ قافيتي


‏كحاجةِ المبتدا دوماً إلى الخبرِ

عبد العزيز الزنيدي

أهون ما القى !



‏ وأهون ما ألقى من الوجد أنني


‏أصاحب قلباً مرهفَ الحسِّ أخضرا
‏وفكراً مع الذكرى يسافرُ ساجماً


‏وعيناً من الأشواق لا تعرفُ الكرى
‏وروحاً ترى من سائر الناس وحشةً


‏وليست ترى إلاك للأنسِ مصدرا
‏وجسماً براه الوجدُ يمسي مرفرفاً


‏إذا ما نسيمُ الليل من صوبكم سرى

عبد العزيز الزنيدي