الكذبة الكبرى !!

الكذبة الكبرى

هناك مبادئ رئيسية تحكم النفس البشرية في جميع اتجاهاتها وتوجهاتها من حيث المبدأ ،

وتخيل إنسان بلا مبدأ ولا خُلق يحكمه ؛

ولكل فرد في نفسه حاجات معنوية يرغب أن تؤصله إلى أهداف معينة وهي حقيقة واقعة ذات أثر ملموس تعتبر ركيزة أجتماعية لها أبعاد مختلفة ، يبحث من خلالها الشخص الكاذب التحليق في عالم الخيال والوصول إلى مرامه !!

وسأعرج على بعض الكذب الذي له مدلول وأشكال مختلفة . وذلك حسب أقدمية الحدث .

الأولى : قصة أبن المختار

يحكى أنّ محموداً كان يتنقل بين الضياع المجاورة وكان يبث بين الناس بطرق غير معلن عنها بأنه أبن المختار في ضيعته وأنه الزعيم ،

وحصل على أثر تلك الكذبة الكثير من التسهيلات لكونه أبن المختار من الزعامات المجاورة . واستطاع الحفاظ عليها مما جعله يصدقها هو ويصدقونها القليل من ذوي القربى على فترة من الزمن حتى هبت رياح الحقيقة وذرت الرماد في تلك الجوخة المسروقه وطار الطربوش من قوة الرياح !

وما لبثت الأوضاع حتى تغيّرت وأصبحت مغايرة تماماً .

وأصبح لزاماً تصفية جميع المختارين وأبنائهم لأعتبارات معينة !!؟

مما جعل محمود يناشد منظمات الآجئين وحقوق الإنسان أثبات عدم أنتسابه إلى حياة الساسه ، للحفاظ على راسه .
معترفاً بأنه لا ابن مختار ولا هم يحزنون .

وقفة " إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدقّ ما يعتاده من توهم"

الثانية : قصة الربيع بالسودان

أخبرني صديق بقصة بها طرافة ، ففي أحد المجالس وتجاذب الناس أطراف الحديث وفي إحدى المداخلات قال أحدهم على أقصى قطبي ( يقصد طفولتي) رحلنا وناس معنا إلى السودان لجدب الجزيرة العربية بحلالنا وربّعنا(أي وقت الربيع) وجلسنا مدة ورجعنا !!!!

الفضول البري ومعرفة الحدود الجغرافية جعل الطفل يسأل قائلاً

" عم . عم . كيف تجاوزتم البحر ؟؟!! "

رد العم بكل سذاجة . " هذا الكلام الله يصلحك قبل ما يجي البحر ؟؟؟"

واستمر السمر ويا ليل ما أطولك .

وقفة " وما المرء إلا حيث يجعل نفسه "

الثالثة : قصة التدمير الشامل

إبان حرب الخليج الأخيرة على العراق

( تحديداً لكثرة الحروب الغير معلن عنها ) .

تزعم بوش صاحب الوجه مقاس 44 حكاية التدمير الشامل والإرهاب ودندن حولها مما جعل الأخرين يصدقونه حتى قضى على مدخرات العراق وسرق ثرواتها وجعلها إلى ثروته كما يفعل الكبار .

تحت غطاء معين وفي آخر المسرحية اكتشف العالم كله كذبة الزعيم المناضل وما يرمي إليه . فجعل كبش الفداء أحمد جلبي والاستخبارات الأمريكية بتقديم معلومات خاطئة لحفظ ما وجهه أمام الرأي العام .

وقفة " ليس للباطل أساس "

الرابعة : قصة سوق الأسهم

مؤشر سوق الأسهم السعودية ونكباته المتتالية والمتلاحقة الذي سبب الكثير من مثيرات داخلية تمتلئ بها الحياة النفسية والأجتماعية على حداً سواءً ،

لفقدان ما يملكه الفرد وأنعكاساتها السلبية على حياة الناس حيث لا زالت مستكنه في طئ الفؤاد ،

استكنان الجمر تحت الرماد .

وقد تجلّى للناظرين بنور اليقين أن الإنسان يسلب حقه بإزالة أسبابه والتحكم في نتائجه بطريقة قسرية مستقلة عن الإرداة .

وقفة " الظلم أسرع شئً إلى تعجيل نقمة وتبديل نعمة "

الخلاصة :

الكذب صفة ذميمة ، ترفضها النفوس العظيمة .

بقلم / خالد دغش

مقال قديم من الآرشيف