شذرات من أرشيف قصائدي

	بعون الله تعالى سوف أقوم بإنزال بعض القصائد في هذا الموضوع أسِأل الله أن يجعل فيها النفع والفائدة. القصيدة الأولى بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصيدة قلتها بمناسبة وفاة العم: محمد بن مسفر بن صالح آل مقبول الشمراني تغمده الله بواسع رحمته والذي فقدناه عصر يوم الثلاثاء الموافق 13/2/1424. وقد رمت في هذه القصيدة الاختصار رفقا بمشاعر من يقرؤها من ذويه. أردت بها التعبير عن بعض ما يعتمل في النفس من الحزن والأسى. فعسى أن يكون في الجنة مثواه وأن يجمعنا الله به في مستقر الرحمة، وإنا على فراقك عماه لمحزونون. تــقــول الــقــصــيدة: لك الحمد يا مَنْ قَدَّرَ الـموت والبِـلى وإنَّا لـرب الكـون خَلْـقاً ومَوْئِـلا لـك الحمـدُ حمـدَ الصـابرين تعبداً لك الملكُ والتســليم والأمـر والوَلا فكُنْ ربِّ للمحزون من فَــرْطِ وجْدِهِ على والدٍ عن حيِّنــا قد ترحَّــلا تَرَحَّـل عنَّا رحلةَ المــوتِ فجــأَةً وقد كنتُ أرجــو أن أرى العمَّ قابِلا فاسـتودع الرحمن عَمَّـاً فقــدتُـه وأدعوه أن يُنْجِيْـه من وَطْــأَةِ البلا أتاك إلاهي صـائما شــابه الظَّـمَا فـأَوْرِدْهُ ربي يـوم يأتيـك منْــهلا وآنســـه بالقــرآن في دار غُرْبَةٍ فكم لحروف الآي مولاي قد تَـــلا وصــبِّر قلوباً تصْـطلي نارَ فَقْـدِهِ شقيقاً وأبنــــاءً وأهـلا وَرُمَّـلا ويا زائراً وادي الفـقــيدِ تـمـهَّلنْ وســلِّم على قـبر هنـاك وأَفْضِـلا وجُدْ عند ذاك القبر يا صـاح بالدعـا وقل رب فاغفــر للفقيـد وأَجْـزِلا وداعا أبي من مــهجة لم تزل لـكم على العهد لم تنـــسَ الجميلَ المؤثَّلا لقد كنتَ لي كالشمس للأرض إن بدت وكالظِّل للمجتاز والغيث لِلْـــخَلا تمر الليالي لســتُ أنســى فِعالَكم ولم أنـسَ ترحـيبا إذا جـئتُ مُقْبِلا شـقيقَ أبي لم يبـقَ في الأرض صاحبٌ يواسـي شـقيقاً دائم الوجْدِ ما سـلا أتى يحمل الأسـقام والشـيب والظَّنَا لينعم قرباً يوم جـاورتَ مـــنزلا ولم يكُ في الحُسْبان أن تســرع الخُطَا وتَسْــبِقَ للأُخرى ويبـقى مُهَـوَّلا على مثلكم فليبـــكِ من كان باكيا وفي مثــلكم فليُكتب الشـعرُ لِلْملا ولســت ألـوم الباكيـاتِ بداركم ولا مَن تَرَدَّيْنَ السَّـوادَ المُجَـــلِّلا فتبكـيك يا عمِّي خصـــالٌ حميدةٌ ويبكيك من أضـحى بـدين مُـكَبَّلا ويبكيــك أيتــام رعيـتَ شئونهم فلم يشــعروا باليتـم إذ كنت عائلا ويبكيـك من قد كان يأتي لحاجــة فتُقضَى له الحاجاتُ من حـين أقبـلا ويبكيك من قد جاء يبغي مشـــورةً ومن جــاء للإصلاح يبغيك مَأْمَـلا ويبكيك بِشْـتٌ طـالما قـد حمـلته إلى كل محـمـود من العـزِّ والعـلا وتبـكي مَـجاميعُ القبيلـةِ فقـدَكم فقد كــنت فيها نـورها المُتَهَـلِّلا وتبـكي منـاراتٌ رفعـتَ عمـادها يُنادى عليـها "باغيَ الخير أَقْـبـِـلا" ويبـكيك صـفٌّ بالصـلاة عمرته ومصحفُك الموجـودُ في الصفِّ مـاثلا ويـبكيك جــيرانٌ وأهــلٌ وبلدةٌ وأرضٌ وبيتٌ كنــت تحــويه نازلا لنا أمـلٌ في فتيــةٍ قـد تركتَــهم بأن يحملوا ما كنــت بالأمس حاملا وإني أعـزيهم عـلى مـا أصـابـهم عـزاءَ شـريك في المصـاب تَجَمَّـلا وَقَبْـلاً أُعـزِّي والـدي في مصـابه فقــد كان أَحْـرَى أن أُعَـزِّيه أولا ولولا كـثير الشـعر أخشـى جنوحَه وأخشــى على قلــب بأن يتزلزلا لأبكيت صمَّ الصخر والوحشَ والثـرى وواريـت من دمـع المحبـين أَجْبُـلا ولكن لَعَلِّي قلتُ بعضَ مشـــاعري وبعضٌ سيبقى في الضَّــمير مُسَـجَّلا وأختم قولي حامــداً ومســـبِّحاً ومستغفراً لله ذي الــعرش والعــلا وأدعوا إلاهي أن يصـلي مســـلما على عبده الهادي وصـحبٍ ومـن تلا وكتبها العبد الفقير إلى الله: عبدالرحمن بن صالح الشمراني بدأ كتابتها بتاريخ 14/2/1424 ثم أكملها بعد.