فن لا يتقنه إلا المبدعون

01-16-2008, 09:20 AM

فن لا يتقنه .... إلا المبدعون

جميل أن ترى الأنسان يعمل فكره ويخرج الدرر من مكنونها ويصوغ أفكاره بأعذب العبارت لتصل

إلى القلب بدون صعوبة فيسترسل من يقرأها ويبحر في معانيها ويرى جمال نظمها وسبكها

هذه درري إليكم بعمق معنى فكرتي .... خرجت من القلب لتصل إلى القلب ....

روى البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن من البيان لسحرا))

لذلك لا يختلف معي أحد بأن العبارات المترابطة في معناها والمتناسقة في مبناها ... لها قبول في نفس من يقرأها ...

لا سيما إن خالط هذا الجمال من الترابط والتناسق ذكر المترادفات وإختيار أنسب العبارت سلاسة وأكثرها فهماً .

وكلما إبتعد الكاتب عن التكلف في إختيار العبارات كلما كان الإقبال لمواضيعه أكثر ..

فحصل مقصوده من كتابته للموضوع بأن يقرأه أكثر عدد لعل أن ينتفع بها شخص فيدعوا له في ظهر الغيب

ولكن
من أراد كتابة موضوع ....
هل كل ما يرد بخاطرة كتبه لأنه متناسق مع بقية العبارات التي كتبت في الموضوع ؟؟؟
هل نظر في شرعية ما يكتب من الكلمات والتي بعضها لا يفهمها إلا أنه وجدها في قاموس معارفه .. ولم يكلف نفسه عناء البحث عن شرعيتها...!!!

فتجد بعظهم هداهم الله يخوض فيما نهى الله ورسوله عنه دون علم وقصد فيضع نفسه في موقف حرج قد يصل به إلى أن يصر على تلك الكلمة بدعوى أنه لم يقصد المفهوم الشرعي منها بل قد يفسرها بما تمليه عليه نفسه وهواه ,, وهنا تخشى عليه من زلة القدم ..
عجباً لم يبقى في اللغة العربية سوى الدهر والقدر فتجده يقول فيهما غدر الزمان وعبث الزمان ويسب الأيام وغيرها ,,
ويقول في القدر أنه ساخر أو عاجز وأن القدر يلهو أو غيرها

ألم يعلم أنه قد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار))،

وفي رواية: ((لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر))،

وفي رواية: ((لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما))،

ألم يعلم أن هذه الكلمات شابت رؤوس العلماء في توضيحها للناس وتحذيرهم من الوقوع فيها ...!!

يقول الأمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باب ( من سب الدهر فقد آذا الله ) وقد ذكر في نهاية الباب مسائل ومنها :

أنه قد يكون ساباً ولو لم يقصده بقلبه.

... أحبتي في صرح كيف المبارك ...

الأمر جد خطير والخوض في هذه العبارات وما في معناها يجب الأحتراز منه لأنه يدخل في ذات الله سبحانه وتعالى ,,

وقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه اللغة من العبارات الكثيرة التي تفي بقصد الكاتب والمتحدث وتغنيه عن الخوض في هذه العبارات ,,

أحبتي لقد أفرد العلماء مصنفات في الألفاظ المنهي عنها ومنها على سبيل المثال لا الحصر

*كتاب المناهي اللفظية للعلامة أبن عثيمين رحمه الله

*كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء

وأتمنى أن لا تخلوا مكتبة من هذه الكتب لعظيم فائدتها

إشراقة

إن صناعة العبارات وصياغة الجمل فن لا يتقنه .... إلا المبدعون

01-16-2008, 09:20 AM	#1
مشرف سابق	فن لا يتقنه إلا المبدعون فن لا يتقنه .... إلا المبدعون جميل أن ترى الأنسان يعمل فكره ويخرج الدرر من مكنونها ويصوغ أفكاره بأعذب العبارت لتصل إلى القلب بدون صعوبة فيسترسل من يقرأها ويبحر في معانيها ويرى جمال نظمها وسبكها هذه درري إليكم بعمق معنى فكرتي .... خرجت من القلب لتصل إلى القلب .... روى البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن من البيان لسحرا)) لذلك لا يختلف معي أحد بأن العبارات المترابطة في معناها والمتناسقة في مبناها ... لها قبول في نفس من يقرأها ... لا سيما إن خالط هذا الجمال من الترابط والتناسق ذكر المترادفات وإختيار أنسب العبارت سلاسة وأكثرها فهماً . وكلما إبتعد الكاتب عن التكلف في إختيار العبارات كلما كان الإقبال لمواضيعه أكثر .. فحصل مقصوده من كتابته للموضوع بأن يقرأه أكثر عدد لعل أن ينتفع بها شخص فيدعوا له في ظهر الغيب ولكن من أراد كتابة موضوع .... هل كل ما يرد بخاطرة كتبه لأنه متناسق مع بقية العبارات التي كتبت في الموضوع ؟؟؟ هل نظر في شرعية ما يكتب من الكلمات والتي بعضها لا يفهمها إلا أنه وجدها في قاموس معارفه .. ولم يكلف نفسه عناء البحث عن شرعيتها...!!! فتجد بعظهم هداهم الله يخوض فيما نهى الله ورسوله عنه دون علم وقصد فيضع نفسه في موقف حرج قد يصل به إلى أن يصر على تلك الكلمة بدعوى أنه لم يقصد المفهوم الشرعي منها بل قد يفسرها بما تمليه عليه نفسه وهواه ,, وهنا تخشى عليه من زلة القدم .. عجباً لم يبقى في اللغة العربية سوى الدهر والقدر فتجده يقول فيهما غدر الزمان وعبث الزمان ويسب الأيام وغيرها ,, ويقول في القدر أنه ساخر أو عاجز وأن القدر يلهو أو غيرها ألم يعلم أنه قد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار))، وفي رواية: ((لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر))، وفي رواية: ((لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما))، ألم يعلم أن هذه الكلمات شابت رؤوس العلماء في توضيحها للناس وتحذيرهم من الوقوع فيها ...!! يقول الأمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باب ( من سب الدهر فقد آذا الله ) وقد ذكر في نهاية الباب مسائل ومنها : أنه قد يكون ساباً ولو لم يقصده بقلبه. ... أحبتي في صرح كيف المبارك ... الأمر جد خطير والخوض في هذه العبارات وما في معناها يجب الأحتراز منه لأنه يدخل في ذات الله سبحانه وتعالى ,, وقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه اللغة من العبارات الكثيرة التي تفي بقصد الكاتب والمتحدث وتغنيه عن الخوض في هذه العبارات ,, أحبتي لقد أفرد العلماء مصنفات في الألفاظ المنهي عنها ومنها على سبيل المثال لا الحصر كتاب المناهي اللفظية للعلامة أبن عثيمين رحمه الله كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء وأتمنى أن لا تخلوا مكتبة من هذه الكتب لعظيم فائدتها إشراقة إن صناعة العبارات وصياغة الجمل فن لا يتقنه .... إلا المبدعون