منتديات قبائل شمران الرسمية


منتدى الثقافة العامة و ( سوق الاسهم) يتناول كل معرفة وعلم نافع في شتى مجالات الحياة

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 12-14-2022, 07:09 PM   #1
مشرفة منتديات قبائل شمران
 
الصورة الرمزية ريهام خالد
 

ريهام خالد is on a distinguished road
Arrow هامش الحياء🌹

هامش الحياء

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




عبدالعزيز اليوسف





يبدأ السلوك الذاتي من تطابق المشاعر وتماهي القناعات داخل الأنا، وهذا الناتج قد يتم فقدانه عندما يحس الفرد أنه محور لمراقبة الآخر، حيث تكون النفس في مزاج من البساطة والتلقائية والارتياح، وما أن يحس الشخص بالرقيب هناك فقد يتعكر هذا المزاج ويحل مكانه شيء من الاختلال، وتتحول النفس من التمحور إلى الهامش لكن المهم هل نتجاوب مع ذلك بخير أم نهمل ونتغافل ونهرب؟
تشعر حينها أنه عندما ينظر إليّك الغير فهو يفرض نفسه عليّك ويميل بك إلى خيارات نفسية جديدة ومن حالة الثبات إلى شيء ممكن تأويله سلوكيا ومنحه معنى آخر.
تقف حائرا لأن هناك وضعا مختلفا تتحول إليه يؤطرك في قالب ما يمكن أن نسميه الحياء أو الخجل من استمرارك في اعتيادية السلوك ومؤكد أن واقع الحياء كإحساس ودافع نفسي أو الخجل كإرهاص سلوكي وتصرف اختياري معقود باعتبارات حساسة فأنت تظهر جزءا من الفضيلة، تتكثف ببساطة لتصبح سمة شخصية، وطبيعي أن كثافة الحياء متلازمة مع اعتقادنا بقيمة هذا الاتجاه وعائده علينا ووعينا بقيمته أمام الغير.. وطبيعي قد يرى الكثيرون أن الخجل المشبع الذي يقود إلى عزلتنا يمثل مشكلة يجب نفيها في مهدها، دون أي بديل لكن يجب أن يكون هذا النفي متزنا مع مزاجك السلوكي اتجاه نفسك والآخر.
الخجل وجه جميل للحياء، والحياء شعبة من الإيمان، والإيمان عقيدة قلبية خالصة وإقرارها داخلنا يعني أن تنتج سلوكا مقبولا يمثل المسلّمات الصحيحة يولد الحياء من الإحساس بالأمن الداخلي، والشعور بأننا نستحق الاهتمام بالآخرين، أو بأن الشخص يتمتع بحق فيشعر المرء بالخجل من نفسه في حالة ميله عن السلوك القويم لأن محاسبته لذاته تكون عالية فيعطي قيمة مفرطة لرأي الآخرين.
هل نستحي.. هل نخجل.. وهل نستطيع أن نعي ما نفعله لنضعه على منصة المحاسبة.. وهل يمكن أن نفرز سلوكنا في المواقف المختلفة لنصل إلى حاجتنا للحياء أو الخجل مما نفعل أو قد نفعل أم تفرد الحرية عضلاتها على قلوبنا لنجد في أنفسنا فعل ما يحلو دون الانتباه إلى فضيلة الحياء أو سمة الخجل الطبيعي؟
ستكون الإجابة عند الكثير غير متاحة لأن طغيان الشعور بالحرية يغطي على حالتنا السلوكية فنستمر دون انتباه لمراقبة الذات أولا وقياس ما نفعله بالمسلّمات القويمة.. وعادة ما يكون الشخص قادرًا على فعل كل شيء بشكل منفتح لأن إحساسه متعمق بذلك ولا يرى أن عليه الواجب أن يتوقف ليراجع سلوكه ومبادئه.
واقعنا اليوم بمستجداته ومتغيراته الهائلة والمذهلة سحب الكثير إلى مساحات عشوائية من التصرفات ليست مقيدة بالحياء الواقعي، أو الخجل المقبول ولم يعودوا قادرين على تصنيف سلوكهم بشكل عقلاني لأنهم تاهوا في غياهب الانغماس المترف والرفاهية المتشعبة، والدعة المسيطرة لذا لن تجد بعضهم يتنازل عن حريته مقابل حيائه أو خجله.
لا يكاد يُذكر الحياء إلا ويتداعى معه إلى الذاكرة قول الشاعر:
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
ومقولة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت..
وتدور الأسئلة حول قدرتنا على تعزيز قيمة الحياء داخلنا أو حالة الإهمال التي يعيشها البعض دون انتباه حقيقي لواقعه الشخصي.. والأخطر من ذلك أن البعض فقد الاستشعار بمفهوم الحياء حين ويبرر ويدافع عن سلوكه المرفوض باسم الحرية الشخصية النسبية التي تقوده إلى صناعة ذات متوحشة ومنعزلة بالأهواء الخاصة.
ويبقى القول: خيار الحياء هو مطلب يهذب النفس الجامحة والجانحة للسوء وينم على يقظة القلب وإدراك العقل وقيمة الشخص.. فهل عدنا إلى أنفسنا ورسمنا حدود الحياء وهامشه.. وهل نستحي ونخجل من أنفسنا أم أن حالنا ذابت في تنور الغفلة والمكابرة والمغالطة؟

الكاتب/ عبدالعزيز اليوسف





ريهام خالد متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية