ضعنا بين التنطع والإفراط

اكتشفت أننا شعب يلوك الكلام ونبتعد عن الأفعال، ونطرب للإشاعات وننفر من الحقائق، ونهتم بالكماليات ونهرب من الثوابت، ونناقش توافه الأمور ونتجاهل المهم فيها، وننساق خلف عواطفنا دون أن نستخدم عقولنا، وتطغى علينا الازدواجية في الشخصية والأنانية والتشاؤم، وننسى سماحة ديننا وسموه ورحمته للعالمين.

وعندما تنظر وتتفكر في الجدال القائم تجده أمرا ثانويا، لا يغني ولا يسمن من جوع، مقارنة مع موضوعات تعد من ركائز حياتنا يتم تجاهل مناقشتها وطرحها للحل الأمثل بهدف الوصول إلى حياة أفضل.

والحل في جميع هذه المعضلات بسيط جدا، ولا يحتاج إلى تعقيدات ومجادلات فكرية، هو انتهاج الدين الإسلامي "الحقيقي"، بدون غلو ولا تفريط، أو بمعنى آخر: "الاعتدال والوسطية"، لأن ديننا هو الشريعة التي اختارها الله سبحانه وتعالى للعالمين، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وعندما يأتي الحكم من الله سبحانه وتعالى فهذا يعني أننا أمام قانون كوني لا يحتاج إلى تفكير وبحث فيه، لكن للأسف لم نفهم هذا الدين وهذه الرحمة بالشكل الصحيح، بعد أن تلقفه أناس مفرطين، يقابلهم أناس متنطعين حتى غدونا في صراع فكري عقيم، أبعدنا عن الطريق المستقيم وجنح بنا نحو ظلام مستديم.

فالدين ببساطة قائم على خمسة أركان، ومحرمات واضحة بنص القرآن والسنة، ومعاملة حسنة، وعمل متقن، وتسامح في الأفعال والأقوال، وتفاؤل للمستقبل، وطلب للعلم، والبعد عن اللغط في الكلام ونهش أعراض الناس، (قل خيرا أو اصمت)، وحوار هادئ يتوق إلى حل شامل في إطار الإسلام الحقيقي.

إذن الطريق أمامنا واضح لا يحتاج إلى كل هذا التعنت والتصلب والتنافر والتباغض، وشحن النفوس والشتم والهمز واللمز في وسائل الإعلام، لأن هذا ليس من الدين الإسلامي.

واعتقد أن الشياطين بدأت في هذا الزمان تعمل بشكل مخيف، بعد أن وجدت أرضا خصبة من الخواء الإيماني وحب الناس للشهرة والمجادلة بغير حق.
لماذا لا نرى حوارا هادئا بين المتخالفين، إن كان الأمر يستحق الوقوف عنده، ويكون بينهم مناظرات مباشرة الهدف منها الوصول إلى حل جلي مدعوم بالحجة والبراهين دون المساس بكرامة الإنسان التي كفلها له الإسلام.

فتعاليم الإسلام تؤكد أن علاقة الناس بالناس قائمة على المعاملة الحسنة وأن ترضى لغيرك ما ترضاه لنفسك، وأن تعامل الورى كما تحب أن يعاملوك.. وأن الاختلاف سنة الله في الكون، ولن يكون هناك مجتمع ملائكي بدون أخطاء، (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وأن فلسفة المدينة الفاضلة ضرب من الخيال كما أكده علماء الاجتماع في القرن الماضي ..
ولا ننسى أن دخول الجنة ليس بأعمالنا بل برحمة ربنا وأن نكون متفائلين بهذه الرحمة التي وسعت كل شيء ما لم نشرك بالله والعياذ بالرحمن من الشرك.

نحن نريد أن نكون أمة علم، نرتقي بأفكارنا نحو ما يسعد حياتنا وفق ديننا الإسلامي الحنيف الحقيقي، الذي يدعو إلى العدالة والمساواة، وأن نعي الحقوق والواجبات التي لنا وعلينا، ونقوم بها على أكمل وجه حتى تكتمل دائرة السعادة والتسامح والمحبة بين الناس.

صراحة أمر محير أن نجهد عقولنا في سفاسف الأمور، ونترك الموضوعات التي تمس حياتنا ومأكلنا ومشربنا ومسكننا، أين نحن من جشع التجار وغلاء الأسعار، ورفع العقار، وعنوسة بناتنا، ومشاكل العنف الأسري، وآفة المخدرات والبطالة، والفساد الإداري، والمشروعات المتعثرة، وقضايا غسيل الأموال، وغياب صناديق الفقر وجشع البنوك وشركات الاتصالات، وغيرها من المشكلات التي تنهش في المجتمع.

ولا يخفى أنه رغم الجهود المبذولة للحد من هذه المشكلات إلا أن المجتمع لازال يغرق فيها بسبب بعض الفجوات، مثل الوساطة وتغليب المصالح الشخصية على الصالح العام والجدال الفكري الذي ليس في محله مما أفرز لنا سلبيات كثيرة.
لكن الأمل موجود بالله أولا، ثم بوجود مثل هذا الحراك الفكري وبالشفافية وتطبيق الأنظمة بالشكل الصحيح وفق ما تمليه لنا الشريعة الإسلامية المعتدلة الوسطية، إلى جانب الاعتراف بالأخطاء والعمل على حلها.

دمتم بخير،،،

للصبر انسان

طرح جميل الله يجزاك كل خير

مشكور على هذا الطرح
تحياتي و تقديري ,,,

محمد مزهر

مرورك اسعدني يعطيك العافيه يالغلا

عبدالله 2010

يعطيك العافيه ع المرور ولا هنت

يعطيك العافيه اخوي..

حفظك اللهـ,,

بنت رجال

بارك الله فيك وشاكر لك مرورك

هذا المقال للكاتب المغيري وليس لك وهوموجود حاليا في صحيفة الوئام الالكترونية فأين أمانة الكلمة ولماذا لاتحترم عقول ووعي القراءثم أليس من الحرم شرعا ان تدعي ماليس لك؟؟؟