التجاهل 🍀

التجاهل



التجاهل هو خلق النبلاء ، لا يمتطي ظهره إلا من أراد الوصول؛ فقد كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي علم أن التجاهل نقيض الجهل، كما الليل ضد النهار؛ فكان يطوف بالبيت، وفيها الأصنام، ولكن لكل شيء أجل؛ وفقة الأولويات يحتم علينا أن لا نأخذ الدنيا غلابا، التجاهل لا يقصد به تجاهل ما يمس العقائد والمبادئ الراسخة.

الحياة قصيرة؛ فلا نضيعها بسفاسف الأمور، في علاقاتنا مع كل من حولنا، التجاهل يعني تأجيل الحل على قاعدة الحديث الشريف" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"

الإنسان يريد أن يكون الكون على مزاجه، وهؤلاء الذين يدققون في كل شيء لن يحصلوا على شيء ..

الحوار الراقي هو وسيلة للحل، وما يؤخذ باللين لا يؤخذ بالقوة.

كثير من الأزواج يريدون زوجاً مثاليا، أو من الأقارب، أو من الأصدقاء، وكما يقول الشعراوي :

من ابتغى صديقاً بلا عيب ، عاش وحيداً.
• من ابتغى زوجةً بلا نقص ، عاش أعزب.
• من ابتغى حبيباً بدون مشاكل ، عاش باحثاً.
• عاش ناقصاً من ابتغى قريباً كاملاً.

الزوجة هي أم أولادك ومربيتهم، وهي تقوم بأعباء تنوء بحملها الجبال، مهام متعددة لا يقوى عليها إلا المرأة؛ بما أودع الله بها من خصائص تؤهلها لهذا الحمل .

ومن كلماته صلى الله عليه وسلم وهو يودع هذه الأمة "واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمات الله"

وكان عليه الصلاة والسلام قدوتنا وهو الذي يقول : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"

تذكر حسنات زوجتك؛ فهي تربي وتعلم، وتعد لك الطعام، وتحنو عليك عند مرضك؛ وتذكر حديث المصطفى " إذا كره منها خلقا رضي منها بآخر"

وتذكر أن للناس قدرات فلا تحمل الآخرين ما لا يطيقون؛ ففاقد الشيء لا يعطيه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

المثالية لا توجد إلا عند الفلاسفة، أو في المدينة الفاضلة، ومن كان منكم بلا خطيئة؛ فليرمها بحجر كما قال المسيح .

يقول أبو ماضي:

.وترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا

أحكم الناس في الحياة أناس عللوها فأحسنوا التعليلا

وأذا ما أظل رأسك همٌ

قصر البحث فيه كي لا يطولا

طارق البرغوثي