شوية همه!!!

في وقت لا بعيدا ولا قريبا كنت في رحلة عمل الى مانيلا - الفلبين برفقة رئيسي الامريكي من اصول عربية وهو وان كان مسلما الا انه وكما نقول بالدارجة الحجازية يصلي ويخلي! وكان على الطائرة ان تتوقف ترانزيت لبضع ساعات في بانكوك-تايلند فبل ان تواصل رحلتها الى الفلبين...وصدف ان وصلنا مطار بانكوك قبيل الفجر بقليل...مما يعني بان الفجر واشراقة الشمس وجزءا من الضحى سوف يمر بنا ونحن لا نزال في تايلند....وما ان دلفنا الصالة حتى وجدنا اعدادا غفيرة من البشر ومن شتى البلدان والملل والنحل وان كان يغلب عليهم الطابع الاوربي والامريكي وما حولهما والمطار يعج بالحركة الدائبة وكانه منتصف النهار...فتذكرت بانها تايلند واحدة من جنان الله على الارض وان بلدا يوجد بها اماكن مثل بتايا وبوكيت لا بد وان تكون مرتعا شبه مجاني للعاهرين والعاهرات من شتى اقطار الارض ولا تزال ...نسأل الله العافية.....ولكن ما ان استقر بنا المقام حتى شعرت بان الوقت بدا يتسارع وان صلاة الفجر سوف تفوتنا - خصوصا وانه يتوجب علينا مواصلة الطيران ثلاث ساعات اخرى للوصول الى مانيلا وفي منطقة مشهورة جدا باضطراباتها الجوية العنيفة لمن يعرف هذا المسار -اضطرابات صعبة تجعل الكافر يسلم- المهم وتداركا للوقت قلت لصاحبي:
-انا ابغى اصلي ياعم حسين!.....نظر الي وقال:
-شو عم بتصلي هون يا زلمه ...اكعد والله مابتحصل ميه تتوضأ فيها(في اشارة منه الى ان دورات المياة في هذه الاماكن لا يتوفر بها مياة ويستعاض عنها بالمناديل الورقية)...قلت:
- لا والله يازلمه بصلي ...وبتجي انت معايه...وبعد اخذ ورد ...قال:
-اوك انت ابصر
فذهبت واشتريت قنينة ماء وكذلك فعل صاحبي وتوضأنا ...وبحثنا عن مكان مناسب وسط هذه الحشود من البشر فأذنت ثم أقمت الصلاة بصوت خفيف حتى لا ازعج الاخرين...وماهي الا هنيهه حتى شعرت بصاحبي ينسحب الى الخلف فتسألت هل انصرف الرجل تماما ام ان شخصا اخر انضم الينا؟...وما ان اتممت الصلاة واستدرت حتى كانت المفاجأة هائلة جدا قفد رايت اكثرمن ثلاثين رجلا وامرأة يصلون معنا
سبحان الله... كيف اجتمع هؤلاء؟
انها زمام المبادرة وشوية همه!!!قلت لصاحبي:
-شو رأيك سيدي....قال
-والله ماتوكعت مثل هاضا ابدا!!

اللهم اعز الاسلام والمسلمين

المهندس/عبدالله الشمراني*