منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 09-02-2023, 01:29 AM   #1
 
الصورة الرمزية زهرة اللوتس.
 

زهرة اللوتس. is on a distinguished road
Post الولي في الإسلام



الولي في الإسلام


فراس الرفاعي



الوليُّ في الإسلام
الحمدُ للَّه ربِّ العالَمين ٬ والصَّلاةُ والسَّلامُ على النَّبيِّ الأمين ٬ وعلى آله وصحبه والتَّابعين ٬ أمَّا بعدُ ؛ فقد قال النَّبيُّ ﷺ : إنَّ اللَّهَ قال : مَن عادَى لي وليُّا فقد آذنتُهُ بالحرب ، وما تقرَّب إليَّ عَبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافل حتَّى أحبَّهُ ؛ فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَهُ الَّذي يَسمع به ، وبَصرَه الَّذي يُبصر به ، ويدَه الَّتي يَبطِشُ بها ، ورِجله الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نَفْسِ المؤمن ؛ يَكرهُ الموتَ ، وأنا أكرهُ مَساءتَه .
[ صحيح البخاري (٦٥٠٢) ]
هذا الحديث أصلٌ في معرفة الطَّريق إلى اللَّهِ ، وسبيل ارتقاء ولاية اللَّهِ وثمرتِها .. ومن فوائد هذا الحديث :
١) فيه أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يُحدِّثُ عن ربِّه غير القرآن ، وكلُّ ما نطقَ به النَّبيُّ ﷺ في دين اللَّهِ فهو وَحيٌ من اللَّهِ .
🔹 قال تعالى : { وما يَنطقُ عن الهوى * إن هو إلَّا وحيٌ يُوحَى }
ولا يخرجُ هذا الوحيُ عن ثلاثةٍ :
١- : القرآنُ ٬ وهو كلامُ اللَّهِ ، المحفوظُ في الصُّدور ، المتلوُّ بالألسن ، الموجودُ في سطور المصحف .
٢- : الحديث الإلهيُّ ٬ وهو ما أضافَه النَّبيُّ ﷺ إلى اللَّهِ جلَّ وعلا سِوى القرآن .
٣- : الحديث النَّبويُّ ٬ وهو ما قالَه ﷺ سوى ما سبق .
💡 والفَرق بين القرآن والحديث الإلهيِّ أنَّ القرآنَ مُتعَبَّدٌ بتلاوته لذاتها ، وتجبُ تلاوتُه بحروفه ، وأمَّا الحديثُ الإلهيُّ فلا يُتعبَّدُ بتلاوته ؛ بل ولا تُجزئ الصَّلاةُ به ، وتجوزُ روايتُه بالمعنى ( لمَن يَعرف المعاني ) .
💡 والفَرق بين الحديث الإلهيِّ والحديث النَّبويِّ أنَّ الأوَّلَ وَحيٌ من اللَّهِ لفظًا ومعنًى ، وأمَّا الثَّاني فهو وحيٌ بمعناه دونَ لفظِه .
٢) فيه بيان صفةِ الوليِّ على الحقيقة فالوليُّ هو مَن نَصرَ اللَّهَ بإيمان صحيح ، وصدَّق إيمانَه بصلاح عمله .
🔹 وقد وصفَ اللَّهُ تعالى أوليائَه فقال في كتابه : { ألا إنَّ أولياءَ اللَّهِ لا خوفٌ عليهم ولا هُم يَحزنون * الَّذين آمنوا وكانوا يَتَّقون }
🔸 قال ابن زيد رحمه اللَّه: أَبَى أن يتقبَّلَ الإيمانَ إلَّا بالتَّقوى .
[ تفسير الطبري (١٥/١٢٣) ]
وليس ثمَّةَ تقوى إلَّا بفعل المأمورِ ٬ وتَرك المحذور .
🔸 قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : فكلُّ مَن كان مُؤمنًا تقيًّا ؛ كان للَّهِ وليًّا .
[ الفتاوى (٢/٢٢٤) ]
🔸 وقال الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه : المرادُ بوليِّ اللَّهِ : العالمُ باللَّهِ ، المواظبُ على طاعتِه ، المخلِصُ في عبادتِه .
[ الفتح (١١/٣٤٢) ]
فمَنِ ادَّعى ولايةَ اللَّهِ وليس مُؤمنًا تقيًّا = فهو كاذبٌ ؛ بل هو وليٌّ للشَّيطان ٬ { ومَن يتَّخذِ الشَّيطانَ وليُّا مِن دون اللَّهِ فقد خسر خُسرانًا مُبينا } .
🔸 قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : فمَن لم يكنْ له مُصدِّقًا فيما أخبرَ ، مُلتزمًا طاعتَه فيما أوجبَ وأمر به ٬ في الأمور الباطنة الَّتي في القلوب ، والأعمال الظاهرة التي على الأبدان = لم يكن مُؤمنًا ٬ فضلًا عن أن يكونَ وليًّا للَّه .
[ الفتاوى (١٠/٤٣١) ]
٣) فيه فضيلةُ أولياء اللَّهِ تعالى ، وأنَّ اللَّهَ يُحبُّهم ويُدافعُ عنهم ويَنصرُهم …
🔹 قال تعالى : { إنَّ اللَّهَ يُدافعُ عنِ الَّذين آمنوا }
🔸 قال العلَّامة ابن سِعدي رحمه اللَّه : كلُّ مُؤمنٍ له مِن هذه المدافعةِ والفضيلة بحسَبِ إيمانِه ؛ فمُستقلٌّ ومُستكثر .
[ تفسير السعدي (٥٣٩) ]
🔸 وقال أبو الفضل بن عطاء رحمه اللَّه : في هذا الحديث عِظَمُ قَدْر الوليِّ ٬ لكونه خرج عن تدبيره إلى تدبير ربِّه ، وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار اللَّهِ له .
[ فتح الباري (١١/٣٤٦) ]
٤) فيه البِشارةُِ لأولياءِ اللَّهِ بخَيرَيِّ الدُّنيا والآخرة .
🔹 قال تعالى : { إنَّ الَّذين قالوا ربُّنا اللُّهُ ثمَّ استقاموا تتنزَّلُ عليهمُ الملائكةُ ألَّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّةِ الَّتي كنتم تُوعدون * نحنُ أولياؤُكم في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة }
🔹 وقال جلَّ وعلا : { الَّذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلمٍ أولئك لهم الأمنُ وهم مُهتدون }
فاللَّهُ جلَّ وعلا يتولَّى الصَّالحين ٬ فلا يَسمعونَ ولا يُبصرون ولا يَبطِشون ولا يَمشون إلَّا على مُقتضى ما يُحبُّ اللَّهُ ويرضى به عنهم ٬ وليس بعد هذه الكرامةِ كرامة .
🔹 قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : إنَّما غايةُ الكرامة لُزومُ الاستقامة ٬ فلم يُكرِم اللَّهُ عبدًا بمثل أن يُعينه على ما يُحبُّه ويرضاه ، ويزيدُه ممَّا يُقرِّبُه إليه ، ويرفع به درجتَه .
[ الفتاوى (١/٢٩٨) ]
🔸 وقال العلَّامة ابن عثيمين رحمه اللَّه : يحصل له المطلوب في قوله : “ولئن سألني لأعطينَّه” ، ويزول المرهوب في قوله : “ولئن استعاذني لأعيذنَّه” .
[ شرح الأربعين (٣٨١) ]
٥) فيه التَّرهيب من أذيَّة أولياء اللَّهِ ؛ وأنَّ العقوبةَ هي الحربُ مع اللَّهِ .. ويا ضَيعةَ مَن بارز اللَّهَ وحاربَه .
🔸 قال العلَّامة الفاكهانيُّ رحمه اللَّه : في هذا تهديدٌ شديدٌ ؛ لأنَّ مَن حاربُه اللَّهُ أهلكَه .
[ فتح الباري (١١/٣٤٢) ]
٦) فيه إشارةٌ إلى ما تقوله العربُ في أمثالها : وقد أعذَرَ مَن أنذَر .
🔸 قال ابن هبيرة رحمه اللَّه : ويُستفاد من هذا الحديث تقديم الإعذار على الإنذار .
[ فتح الباري (١١/٣٤٢) ]
٧) فيه فضيلةُ أن يكون الإنسان عبدًا للَّه ؛ فقوله : “وما تقرَّب إليَّ عبدي” ، “وما يزالُ عبدي” ٬ هذه الإضافةُ إلى اللَّهِ جلَّ وعلا هي إضافة تشريف للعبد .
🔸 قال الشَّاعر :
وممَّا زادني شرفًا وتيها
وكدتُ بأخمصي أطَأُ الثُريّا
دُخولي تحتَ قولك : يا عبادي
وأنْ صيَّرتَ أحمدَ لي نبيّا

🔹 وقد وصف اللَّهُ رسولَه ﷺ بالعبوديَّة في أشرف المقامات فقال تعالى : { سُبحان الَّذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }
🔸 قال العلَّامة ابن سعدي رحمه اللَّه : وذَكَره هنا -وفي مقام الإنزال للقرآن ، ومقام التَّحدي- بصفة العبوديَّة ؛ لأنَّه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبوديَّة ربِّه .
[ تفسير السعدي (٤٥٣) ]
٨) فيه أنَّ أجر الفريضة أعظمُ من النَّافلة ٬ فكلاهُما ممَّا يُقرِّبُ العبدَ إلى اللَّه ؛ إلَّا أنَّ الفريضةَ أحبُّ إلى اللَّهِ من النَّافلة .
🔸 قال ابن هبيرة رحمه اللَّه : النَّافلةُ لا تُقدَّم على الفريضة ؛ لأنَّ النَّافلةَ إنَّما سُمِّيت نافلةّ لأنَّها تأتي زائدًة على الفريضة ؛ فما لم تُؤدَّ الفريضة لا تحصل النَّافلة ، ومَن أدَّى الفرضَ ، ثمَّ زاد عليه النَّفلَ ، وأدامَ ذلك = تحقَّقتْ منه إرادةُ التَّقرُّب .
ثمَّ قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه اللَّه : فتبيَّن أنَّ المرادَ من التَّقرُّب بالنَّوافل أن تقع ممَّن أدَّى الفرائضَ ، لا مَن أخلَّ بها ٬ كما قال بعض الأكابر : “مَن شغلَهُ الفرضُ عن النفل فهو معذور ، ومَن شغله النَّفلُ عن الفرض فهو مغرور” .
[ فتح الباري (١١/٣٤٣) ]
٩) فيه إثباتُ صفة الكُره ، وصفة المحبَّة للَّهِ سبحانه وتعالى ؛ فاللَّهُ يُحبُّ أولياءَه ، ويكرهُ ما يَسوؤُهم .
💡 وقاعدة أهل السُّنَّة والجماعة في هذا الباب : أنَّهم يُثبتونَ ما وصفَ اللَّهُ به نفسَه في الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة إثباتًا حقيقيًّا دون تمثيل ، وتنزيهًا عن مشابهة خَلْقه دون تعطيل لصفاته ٬ على وَِفق قوله تعالى : { ليس كمثلِه شيءٌ وهو السَّميع البصير }
فأثبتَ السَّمع والبصر لذاته العليَّة ، ونفى عنها مماثلة شيءٍ ممَّا خَلَق وبَرَأ .
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : ففي قوله : { ليس كمثله شيء } ردٌّ للتَّشبيه والتَّمثيل ، وقوله : { وهو السَّميعُ البصير } ردٌّ للإلحاد والتَّعطيل .
[ التدمرية (٨) ]
١٠) فيه الإشارة إلى أنَّ أصلَ الولاءِ والبراءِ مبنيٌّ على الطَّاعة والمعصية ؛ فمَن كان وليًّا للَّه = فتجبُ محبتُهُ وموالاتُه ٬ وتكون هذه المحبَّة على قَدْر الولاية ، والعكسُ بالعكس .
١١) فيه أنَّ الاستقامةَ على دِين اللَّهِ من مَظانِّ إجابة الدُّعاء ، وهي في قوله عن الوليِّ : “ولئن سألني لأعطينَّه” .
١٢) فيه لطيفةٌ ، وهي كونُ العبد الَّذي وصلَ إلى أعلى مقاماتِ العبوديَّة بفعل الفرائضِ والنَّوافل ؛ فإنَّه لا غِنى له عن التَّضرُّع إلى اللَّهِ ٬ والالتجاءِ إليه ٬ ولذلك جاء في الحديث : “وإن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه” ؛ فتأمَّل .
١٣) فيه الإشارةُ إلى كرامةٍ للوليِّ عند موته .
🔸 قال الكلاباذيُّ رحمه اللَّه : وقد يُحدِثُ اللَّهُ في قلب عبدِه من الرَّغبة فيما عنده ، والشَّوق إليه ، والمحبًَة للقائِه ، ما يَشتاقُ معه إلى الموت ؛ فضلًا عن إزالة الكراهة عنه ؛ فأخبر أنَّه يَكره الموتَ ويَسوءُه ، ويكرهُ اللَّهُ مساءَتَه ؛ فيُزيلُ عنه ه اهية الموت لما يُورده عليه من الأحوال ؛ فيأتيه الموتُ وهو له مُؤثِر ، وإليه مُشتاق .
[ فتح الباري (١١/٣٦٤) ]
وهذا مِصداق قول النَّبيِّ ﷺ : مَن أحبَّ لقاء اللَّهِ ؛ أحبَّ اللَّهُ لقاءَه ، ومَن كره لقاءَ للَّهِ ؛ كره اللَّهُ لقاءَه .
فقالت عائشةُ -أو بعض أزواجه- : إنَّا لنَكرهُ الموتَ ؟
قال : ليس ذاك ، ولكنَّ المؤمنَ إذا حضرَهُ الموتُ بُشِّرَ برضوان اللَّهِ وكرامتِه ٬ فليس شيءٌ أحبَّ إليه ممَّا أمامَه ؛ فأحبَّ لقاءَ اللَّهِ ، وأحبَّ اللَّهُ لقاءَه .
[ صحيح البخاري (٦٥٠٧) ]
١٤) فيه ردٌّ على غُلاة الصُّوفيَّة الَّذين يَرون أنَّ التَّكاليف الشَّرعيَّة تسقط عمَّن وصل إلى الدَّرجة الَّتي يُسمُّونها بـ : “اليقين” ٬ وذكروا عن بعض أوليائهم أنَّه كان لا يُصلِّي ولا يصوم ٬ وآخرُ كان لا يستحمُّ إلَّا مرَّة في العام !
فلو كانتِ التَّكاليفُ الشَّرعيَّة تسقطُ عن أحدٍ من عباد اللَّه ٬ لكان النَّبيُّ ﷺ أولى مِن كلِّ أحدٍ بهذا ؛ فقد كان أعبدَ النَّاسِ للَّه ، وأتقاهُم له ، وأخشاهُم منه ، وأعلمُهم به ٬ ومعَ ذلك كان ﷺ كما قالت أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي اللَّه عنها أنَّه *: كان يقومُ من اللَّيل حتَّى تتفطَّر قدماهُ ، ويقول : أفلا أحبُّ أن أكونَ عبدًا شكورًا ؟!”
[ متفق عليه (٤٨٣٧) (٢٨٢٠) ]
✊ إيقاظ : إن وجدتَ بعض غُلاة المتصوِّفة يستدلُّون بهذا الحديث على عقيدتهم بأنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى حلَّ في خَلْقه ، وصار الاتحادُ ٬ وفي الحديث أنَّ اللَّهَ يكونُ للوليِّ سمعُه الَّذي يسمعُ به ، وبصرُه الَّذي يُبصر به ، ويدُه الَّتي يَبطش بها ، ورِجلُه الَّتي يَمشي بها = فاعلم أنَّ هذه عقيدةٌ فاسدةٌ ، واستدلالٌ باطلٌ .
▪ أمَّا فسادُ هذه العقيدة فظاهرٌ ؛ بل هو أفسدُ من عقائد اليهود والنَّصارى ٬ فاليهودُ زعموا أنَّ اللَّهَ حلَّ في صورة عُزيرٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلام ٬ والنَّصارى زعموا أنَّ اللَّهَ حلَّ في صورة عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام ٬ فكلاهُما جعل إلهه في صورة رجلٍ صالحٍ ، وأمَّا غُلاةُ الصُّوفيَّة فقد زعموا أنَّ اللَّهَ حلَّ في جميع خَلْقه ٠
قال الشَّيخ الأكبر (بالفاء) مُمحي الدِّين ابن عربي :
الربُّ حقٌّ والعبدُ حقٌّ
يا ليتَ شِعري مَن المكلَّف ؟
إن قلتُ عبدٌ فذاكَ مَيْتٌ
أو قلتُ ربٌّ أنَّى يُكلَّف
[ فصوص الحكم (٩٥) ]
وفي إنكار موسى على هارون عليهما الصلاة والسلام عدم منعه بني إسرائيل عبادة العجل ذكر ابن عربي صواي فعل هارون ٬ واتهم موسى بضيق فهم وحدة الوجود فقال : كان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه ، فانَّ العارفَ مَن يرى الحقَّ في كلِّ شيءٍ ، بل يراهُ عينَ كلِّ شيءٍ .
[ فصوص الحكم (٢٩٥) ]
{ تعالى اللَّهُ عمَّا يُشركون }
▪ وأمَّا فساد استدلالُهم بالحديث ؛ فقد قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : “مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب” فأثبتَ ثلاثةً : وليًّا له ، وعدوًّا يُعادي وليَّه ، وميَّزَ بين نفسِه وبين وليِّه .
ثمَّ قال تعالى : “وما تقرَّب إلي عَبدي بمثل أداء ما افترضتُ عليه” ففرَّق بين العبد المتقرِّبِ ، والربِّ المتقرَّبِ إليه .
ثمَّ قال : “فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمع به ، وبصرَه الَّذي يُبصر به ، ويدَه الَّتي يبطش بها ، ورجلَه الَّتي يمشي بها” وعند أهل الحلول والاتحاد أو الوحدة ٬ هو صدرُه وبطنُه وظهرُه ورأسُه وشعرُه ، وهو كلُّ شيء ، أو في كلِّ شيء ، قبل التَّقرُّب وبعدَه .
ثمَّ قال : “ولئن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه” فجعلَ العبدَ سائلًا مُستعيذًا ، والربَّ مَسئولًا مُستعاذًا به ، وهذا يُناقض الاتحاد .
[ الجواب الصحيح (٣/٣٣٥-٣٣٦) باختصار ]
فليس ثمَّة فَهمٌ للحديث أصحُّ ممَّا ذَكَره الخطابيُّ رحمه اللَّه بقوله : والمعنى توفيقُ اللَّهِ لعبدِه في الأعمال الَّتي يُباشرها بهذه الأعضاء ، وتيسير المحبَّة له فيها بأن يحفظَ جوارحَه عليه ٬ ويعصمَه عن مواقعة ما يكرَهُ اللَّهُ من الإصغاء إلى اللَّهو بسمعه ، ومن النَّظر إلى ما نَهى اللَّهُ عنه ببصره ، ومن البَطش فيما لا يَحلُّ له بيده ، ومن السَّعي إلى الباطل برِجله .
[ فتح الباري (١١/٣٤٤) ]
واللَّهُ أعلم ، والحمدُ للَّه ربِّ العالَمين
أخوكم فراس الرفاعي
١٦ شوال ١٤٣٦ هـ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
زهرة اللوتس. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2023, 01:35 PM   #2
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

شكرا لك
بين مواضيعكم نجد
المتعة دائماً
وفقكم الله لقادم اجمل

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2023, 02:25 PM   #3
موقوف
 

شمرانية الروح is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

مشاركة مميزة
واطلاله رائعة
تسلم الايادي ولاحرمنا من هذا التواجد الفعال
ودي لك وتقديري
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




شمرانية الروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2023, 05:05 PM   #4
إداري
 
الصورة الرمزية أبو شريح الشمراني
 

أبو شريح الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

شكرا على الطرح الرائع
ماننحرم من جديدك المميز
خالص تقديري لك




التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أبو شريح الشمراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2023, 02:08 PM   #5
موقوف
 

ابو طلال* is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

شكرا على المشاركة المميزة
اثابك الله الأجر
واسعد قلبك في الدنيا والاخره
دمت بحفظ الرحمن



ابو طلال* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2023, 02:46 PM   #6
 
الصورة الرمزية ابو ياسر الشهراني
 

ابو ياسر الشهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

جزاك الله خيرا



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابو ياسر الشهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-2023, 04:07 PM   #7
موقوف
 

ليث محمد الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

بارك الله فيك على المشاركة المميزة
سلمت يمناك ولا عدمناك..
دمت برضى الله وفضله



ليث محمد الشمراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-16-2023, 12:00 PM   #8
 
الصورة الرمزية وجه القمر
 

وجه القمر is on a distinguished road
افتراضي رد: الولي في الإسلام

جزااك الله كل خير

وجعل ماتقدمه من مواضيع في ميزان اعمالك

دمت في حفظ الرحمن



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وجه القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية