أذربيجان تنتصر ..

ربما يكون هذا المقال متأخرا نوعا ما , الا اني أحببت ان اسلط الضوء على أسباب الانتصار المدوي لأذربيجان على غريمتها أرمينيا من وجهة نظري طبعا ..
------------
على مدى اكثر من ثلاثين عاما مضت وأرمينيا تحتل بعض الأقاليم الأذربيجانية , ولم تنفع كل المحاولات الأممية بل وحتى القرارات الدولية في التوصل الى حلول ترضي الأطراف المتنازعة , ولكن يبدو انه خلال كل تلك السنوات , كانت أذربيجان تبني قواتها العسكرية والذاتية من اجل الحسم يوما ما , وكان هذا اليوم قبل فترة قصيرة عندما شنت أذربيجان حربا ضروسا استعدت لها جيدا عن طريق تجنيد ما لا يقل عن 500 الف جندي نظامي ومن الاحتياط مع الاستعداد للمعركة بكل ما تتطلبه من أسلحة وعتاد ..
معارك الحسم لم تستمر اكثر من شهر حتى رفعت أرمينيا رأية الاستسلام وغادرت ما كانت تحتله من أراضي اذربيجانية , فكان نصرا مدويا لهذا البلد المسلم المسالم ..
وبطبيعة الحال هذا الانتصار لا بد ان يكون له أسباب , استطيع من وجهة نظري ان الخصها فيما يلي :
- القوة العسكرية المادية والمعنوية التي زرعتها أذربيجان داخل الشعب كله بضرورة تحرير أراضيهم المحتلة , فأصبح الشعب الأذربيجاني سياسيا واجتماعيا مع قرار التعبئة العامة من اجل تحقيق هذا الهدف ..
- الدعم غير المحدود الذي قدمته تركيا لأذربيجان عسكريا وتسليحا , طبعا لأسباب يعرفها الجميع , فتركيا جعلت من هذه الحرب حربها و كأنه شأنا تركيا خالصا وسخرت كل إمكاناتها حتى تنتصر أذربيجان , فمعظم السلاح على ارض المعركة كان تركيا , ويقال ان حتى بعض العناصر القتالية كانت أيضا تركية , ناهيك طبعا عن دور الطيران المسير بقيادة الطائرة المسيرة " بيرقدار " , والتي لا تزال اسرار تفوقها محل حيرة كثير من المصنعين للطائرات المسيرة القتالية في العالم ..
- وأخيرا , لا نستطيع ان نغفل الدور الروسي الواضح , الذي غض الطرف عامدا عما يحدث وكأنه يعطي مساحة لأذربيجان حتى تنهي الموضوع سريعا , واعتقد - شخصيا - ان السبب في هذا يعود الى ان أرمينيا سلكت طريقا سياسيا ينحو نحن أمريكا والغرب , بدلا من روسيا والشرق , وهو ما اغضب الروس فكان لهم هذا الموقف ..
وربما يكون انشغال أمريكا بانتخاباتها ومشاكلها كان سببا في توقيت الحرب وانهائها بالطريقة التي رأيناها ..