هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا خير خلقِ اللهِ أنتَ رسُولنا
‏وشفيعُنا يومَ الزّحامِ الأعظمِ

‏بِكَ أشرَقَت شمسُ الهدايةِ والهُدى
‏وأطلَّ نورُ الحقِّ بعدَ توَهُّمِ

‏صلّى عليك اللهُ في ملكوتِهِ
‏أزكى الصّلاةِ وكُلُّ عبدٍ مُسلِمِ

النفسُ تعشق أحيانًا مهالكها
والعينُ تخدع بالمزدانِ، والأذنُ

ما كلُّ ما يتمنّى المرء ينفعهُ
والخيرُ فيما أراد اللهُ لا السفنُ

يدبر الله أمرا لست تعلمه
ولا الجميع به يدرون والله

تدبيره خير من تدبير أنفسنا
بحكمة منه إن الحكم لله

‏يُؤتِيكَ من لُطفِهِ ما لست تَعرِفُهُ
‏ لِيَمسَحَ الدَّمعَ من عينيك إن نَزَلَا

‏ اللهُ أكرَمُ من يُعطِي على قَدَرٍ
‏ إيَّاكَ يا صَاحِبي أن تَقتُل الأمَلَا

‏وجعلت معتمدي عليك توكلا
و بسطت كفي سائلا أتضرّع

اجعل لنا من كل ضيق مخرجا
و الطف بنا يا من إليه المرجع

ثم الصلاة على النبي و آله
خير الخلائق شافع و مشفّع

الإمام الشافعي

الأَمــــــرُ لله، والأقدَارُ نَافِذَة
ونَحنُ مَا بينَ إِقبَالٍ وَإِعرَاضِ

عَجِيبَةٌ هَــــذِهِ الدُّنيَا مَرَاكِبُـهَا
تَجرِي بِنَا فَوقَ أَشلَاءٍ وَأَنقَاضِ

نَفِــرُّ مِن كَبَـــدٍ فِيهاَ إِلَى كَبَـــدٍ
وَلَيسَ يَرْتَاحُ إِلَّا القَانِعُ الرَّاضِي

‌‎عَلَىٰ ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّـه عِشْنَا
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيـشُ

تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ

وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ

أنتَ المُنادَى بهِ في كلِّ حادثةٍ
‏وأنتَ ملجأ مَن ضاقت بهِ الحيلُ

‏أنتَ الغيّاث لمن سُدّت مذاهبُهُ
‏أنتَ الدليل لمن ضلَّت بهِ السبل

يقول الإمام الشافعي:

‏ولمّا قسا قلبى وضاقت مَذاهبى
‏جعلتُ الرَّجا مني لعفوِك سُلّمَا

‏تعاظَمَني ذنبي فلما قَرَنتُه
‏بعفوِك ربي كان عفوُك أعظَمَا

‏وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما؛

تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما

فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما؛

الشافعي