هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال المتنبي في هجاءِ أبي فرج السَّامري:


أسَامَرِّيُّ ضُحْكَةَ كُلّ رَاءِ
فَطِنْتَ وَكنْتَ أغْبَى الأغْبِيَاءِ

صَغُرْتَ عنِ المَديحِ فقلتَ أُهجَى
كأنَّكَ ما صَغُرْتَ عنِ الهِجاءِ

وَما فَكّرْتُ قَبلَكَ في مُحالٍ
وَلا جَرّبْتُ سَيْفي في هَبَاءِ

هجاء المتنبي لمجهولي الهوية

أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ
وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ

وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم
فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ

وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم
قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ

وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ
لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ

‏حين عيّروا مجنون ليلي بسمرة حبيبته، قال مبرراً سمرتها بسواد المسك:

و قالوا عنك سوداء حبشية
ولولا سواد المسك ما انباع غاليا

وفي السمر معنى لو علمت بيانه
لما نظرت عيناك بيضاً ولا حمرا..

عيناكِ نهرٌ والجفونُ ضفافٌ
وأنا المتيّمُ و الهوى أصنافُ

يغفو البنفسجُ في كوى أحداقِها
وعلى الضّفافِ يعرّشُ الصفصافُ

وأنا المحاصرُ من عساكرِ رمشِها
أنّى اتجهتُ تردّني الأطيافُ

كيف الهروبُ وليس ليْ مِنْ مخرجٍ
في كل زاوية بها سيّاف

ابحرت في عينيك دون درايةٍ
كيف العبورُ وخانني المجدافُ


.......

أشتاقُ لي ‏فلعَلّي فيكَ ألقانـي
‏يا طيفَ بِلقيس ‏في دنيـا سليمانِ

‏يا تـاجَـها‏ ويـــدُ الأسرار سابــِحةٌ
‏غابت مع الشمس‏ عن عرشي وسلطاني

‏قد كنت رؤيا ‏سرى بالغيبِ هُدْهدُها
‏حتى رمت بسرابِ الوصلِ
‏أجفاني

‏وكانَ صَمتكِ ناياً‏ صـَبّ غربَتَهُ
‏بين الضلوعِ ‏وفي عينيكِ دَلاّني


.......

قل للعيونِ إذا تساقطَ دمعُهَا !
اللهُ أكبرُ من همّي وأحزَانِي

قُل للفؤادِ إذا تعاظَم كربهُ
ربّ الفؤادِ بلطفهِ يرعَانِي

قُل للأسَى في القلبِ يكبُر إنّما
فرجُ الإلهِ إذا أتى يغشَانِي


.......

هي الدنيا قُدُوْمٌ وارتحالٌ
وهل روحٌ عليها مستقرَّهْ ؟!

فما في هذه الدنيا هناءٌ
فخذ يا قلبُ مِن دنياك عِبْرهْ

لك الرحمن يا قلبي تحمّلْ
وعشْ بالله تأتيك المسرهْ


.......

يا ربِّ إني قد أتيتُكَ سائلًا
وأقولُ: مَنْ للتائهينَ سِواكا؟

يا ربِّ مَنْ للنادمينَ إذا بكوا
واستغفروا يرجونَ نيلَ رضاكا؟

يخشونَ أنْ يأتي عذابكَ بغتةً!
فاقبلْ إلهي تائبًا يخشاكا

يا ربِّ إنْ عشنا بغيرِ هدايةٍ
سنظلُّ نرقبُ في الظلامِ سناكا


.......

كفى بالموت يوعظ كل حيٍّ
ويردعه إذا فعل الحراما

يصوغ نهايةً تفضي بروحٍ
لها أملٌ بأن تحيا دواما

هو الحدث الذي إن جاء مهلاً
تنافر عنه مفزوعٌ لزاما

وإن حلت نوائبه سراعاً
بصمتٍ أوغلت فينا نياما


.......

لا تطلب الودّ ممن ليس يعرفه
أو تسأل الشوق قلبًا قُدَّ من حجرِ

لا يُرتجى الماءُ من بئرٍ معطلةٍ
أو يُجتَنى ثمرٌ من عاقرِ الشجر


.......


**********