ذكريات تلفزيونية !!

لم أشهد بدايات التلفزيون في المملكة ولكني ماإن عرفته حتى أحببته وتعلقت به بل لقد أصبحت مدمناً عليه لا أكاد أفارقه منذ أن يبدأ الإرسال إلى أن ينتهي .
فرحت كثيرا ًفي ذلك اليوم عندما أتى أبي يحمل جهازاً بين يديه لم أعرف ماهو ؟ وقد لاتتصور مقدار تعجبي عندما فتح أبي هذا الجهاز ليظهرالصوت والصورة فيأتي صوت غالب كامل رخيماً جميلاً ينساب من داخل هذا الجهاز لقد بقيت مايقارب الساعة وأنا أدور حول التلفزيون وأنظر خلفه مراراً , أتدرون لماذا؟
لقد كنت ابحث عن المذيع ..فأنا كنت معتقداً أن المذيع كان يختفي وراء التلفزيون ويتحدث من هناك.
انبهرت تلك الليلة أيما انبهار فلقد بقيت في حالة اليقظة حتى الصباح ..كان ينتهي إرسال التلفزيون في تلك الأيام في حدود الثانية عشرة ليلاً ولم أكن أعرف تلك الليلة هذا الأمر فقد ذهبت الى أبي وأيقظته من نومه قائلاً له بأن التلفزيون الجديد قد تعطل ولم يعد يشتغل .. !!
لن أنسى مقدار تأثري بأول مسلسل شاهدته على شاشة ذلك التلفزيون لقد أندمجت معه حتى لكأني أحد أفراد المسلسل وكم أبكتني تلك الطفلة اليتيمة التي فقدت أبويها وبقيت لدى عمتها لتذيقها أنواع العذاب ..لقد كنت جازماً بأن ماأراه هو حقيقة لاغبار عليها .
كنت أتابع الأخبار بشغف غريب ربما يعود ذلك الى التقديم المبهر والمتقن الذي كان يقدمه جيل الرواد من المذيعين المتميزين في ذلك الزمان من أمثال ماجد الشبل ومحمد كامل خطاب وغالب كامل وبدر كريم وعلي داوود .
كم كانت تشدني تلك الأهزوجة الرائعة التي كانت تأتي قبل نشرة الأخبار والتي يغنيها الفنان سراج عمر والتي يقول مطلعها ..
بلادي ..بلادي بلاد الهدى !!
وكم كنت اتعجب كثيراً من ألعاب التلي ماتش التي كان يقدمها التلفزيون أيام الأعياد وكنت انتظرها بفارغ الصبر .
ذكريات ..وذكريات ...ولكني أتوقف هنا لأستمتع بذكرياتكم أيها الأحباب وبالطبع فمن عاشر منكم التلفزيون غير الملون فليحكي لنا عن تلك الأيام وسنغض الطرف حينها عن العمر :Emo_27:
تحياتي لروعتكم