مقتطفات

الهوى نعوذ بالله منه ،
هو أول فتنة طرقت العالم وبإتباع الهوى
ضل إبليس وبه ضل كثيرٌ من الأمم عن اتباع
رسلهم وأنبيائهم كما في قصص
القرآن العظيم .
ولهذا حكم الله وهو أعدل الحاكمين
أنه لا أحد أضل ممن اتبع هواه
فقال سبحانه :
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ‌ هُدًى
مِّنَ اللَّـه ِ}
[القصص50]

تأمل في روعة هذا الخطاب متانةً ورقةً
وإقناعاً :
{ وَقَالَتِ امْرَ‌أَتُ فِرْ‌عَوْنَ قُرَّ‌تُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ
ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ون َ}
[القصص9]
ثم انظر كيف أثر في أعظم طاغية عرفه
التاريخ البشري فأين نساؤنا ورجالنا عن
هذا الهدي القرآني الرفيع ؟

فرق شاسع بين استعلاء فرعون وجبروته
وطغيانه وضعف قوم موسى وذلتهم
وقلة حيلتهم وبرغم ذلك قال الله عز
وجل لموسى وهارون ومن معهما
{ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }
[القصص35]
أي بحجتنا وهذه هي حقيقة الانتصار .

ان المتحابون دائما من أهل الدنيا يغدق
بعضهم على بعض في اﻷعطية فكيف إذا
كنت المحب والحبيب هوالله جل جلاله
الذي يملك الكون كله ﻻ شك أنه يعطي
العطاء الجزيل ومن خزائن ملأى ﻻ تنفد
لكن يعطي المحبون الذين برهنوا على
حبهم لخالقهم بامتثال أوامره وترك
نواهيه بل ويتقربون لجلاله بنوافل
الطاعات التي لم يوجبها عليهم كل ذلك
حتى يظفروا بمحبته سبحانه لعلمهم أنهم
إذا فازوا بمحبته أحل عليهم رضوانه وإذ
رضي الله عن العبد فاز بنعيم الدارين
اللهم استعملنا في كل عمل يقربنا لرضاك ومحبتك .